Sunday 21st March,200411497العددالأحد 30 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رحم الله هاجد السيحاني رحم الله هاجد السيحاني
محمد المسفر - شقراء

قبل أيام قلائل انتقل إلى رحمة الله أبو منصورهاجد السيحاني غفر الله له بعد مرض عضال ألزمه السرير والرعاية الدائمة بالمستشفى العسكري بالرياض لعدة سنوات.
وبعد أن انتقل علاجه للرياض ولكونه يحتاج إلى رعاية خاصة أبى ابنه الوفي الأخ منصور إلا أن ينقل عمله إلى معهد العاصمة النموذجي بالرياض ليكون بجوار سرير والده في المستشفى ليقوم على خدمته وعدم إيكال ذلك إلى ممرضي المستشفى أو آخرين يمكن إحضارهم لهذا الغرض مقابل أجر معين حسبما تقتضيها حالته الصحية وكان بإمكانه تدبير ذلك ولكن وفاءه لوالده وحرصه الشديد على الوقوف بجانبه مهما طال الزمن هو الذي منعه من ذلك. واستمر الأخ منصور بجوار والده على مدار الساعة يساعده إخوانه ناصر وعبدالله في تقديم الرعاية لوالدهم الذي كلما أرسل نظراته حول سريره وجد ابنه منصور وبقية أبنائه حوله مستعدين لخدمته في وقت كثر فيه عقوق الأبناء وكأني بهذا الأب عندما ينظر لأبنائه من حوله في ابتسامة دائمة مستعدين لخدمة والدهم وإعطائه الدواء وقضاء حاجاته فإني أعتقد أن هذه النظرة من قبل هذا الوالد نحو أبنائه ستخف آلام المرض عنه. ولو تساءلت أيها الأخوة من منا يستطيع أن يخدم والده بهذه الطريقة لعدة سنين تزيد على ست سنوات دون كلل أو ملل وحرمان النفس ملذاتها أو الخلود إلى الراحة أو الترفيه والسفر مع العائلة بين الفترة والأخرى ولا أكون متشائما فسيكون هناك من يقوم بذلك لوالده ولكن ربما يمل أو يوكل هذه الرعاية لغيره وربما لا يلام ولكن مثل الأخ منصور الذي استمر لأكثر من ست سنوات على هذا المنوال والعمل الطيب والبر الكبير بوالده وهنا أشبه بره وعمله تجاه والده بصنيع ذيب وبره بوالده شالح بن هدلان وقصته المشهورة والجميع يعرفونها وكنت عندما أزور الأخ هاجد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أجده مبتسما وكأنه يرحب بي وكان ابنه منصور واقفا طوال الوقت بجوار سريره يداعبه ويخفف عنه آلام المرض وقد كان لوالده منصور وأخواته دور طيب في رعاية والدهم وسهروا الليالي بجواره مساهمة مع الابن البار يقدمون له الرعاية وبعد أن توفيت و الدة منصور رحمها الله وقف هذا الشاب صلب العزيمة وقوي الشكيمة لرعاية والده محاولا التخفيف لوقع الحادثة عن والده وأسرته حتى توفي والده وذهب إلى جوار ربه. وهنا أسوق هذا المثل لما قام به هذا الابن لوالده طيلة أكثر من ست سنوات متتالية لأرجو أن يكون مثلا يُحتذى به في البر بالوالدين لا سيما وقت الحاجة لمثل هذه الرعاية. كما أجدها فرصة لأبعث برسالة شكر وتقدير إلى الأخ منصور وناصر وعبدالله الأبناء الأوفياء والبارين على برهم بوالدهم وضربهم أروع المثل العليا في البر بالوالدين
رحم الله أبا منصور وأسكنه فسيح جناته وعزائي لهم جميعا كما أدعوه جل وعلا أن يجزيهم جميعا على ما قدموا من رعاية لوالدهم خلال مرضه وحتى وفاته بما يجزي به عباده الصالحين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved