Sunday 21st March,200411497العددالأحد 30 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير عبدالمجيد يرعى الاحتفال بمرور (5) سنوات على إنشائه ويكرم الداعمين له الأمير عبدالمجيد يرعى الاحتفال بمرور (5) سنوات على إنشائه ويكرم الداعمين له
مركز الأطفال المعوقين بجدة إنجازات متعددة ومشاريع تطويرية
قدم رعاية متكاملة لـ400 طفل وطفلة ودمج 153 في مدارس التعليم العام

* الرياض - عمر اللحيان:
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة يوم الثلاثاء القادم احتفال جمعية الأطفال المعوقين بمناسبة مرور خمس سنوات على إنشاء مركز الأطفال المعوقين بجدة الذي يعد أبرز صروح الجمعية الخيرية، وذلك بمقر مركز الجمعية في جدة بمشاركة أصحاب السمو الأمراء وكبار المسؤولين ونخبة من أهل الخير الذين ساهموا بفاعلية في إنشاء هذا الصرح الخيري الحضاري.
كما تقيم في هذا الإطار حفلاً نسائياً برعاية كريمة من صاحبة السمو الاميرة سارة العنقري حرم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة.
ويتضمن الاحتفال تقييم لإنجازات المركز خلال السنوات الخمس الماضية، وتدشين مشاريع تطويرية للخدمات المقدمة للاطفال المعوقين، والاحتفال بأكثر من 400 طفل وطفلة من مختلف مدن وقرى منطقة مكة المكرمة، استفادوا من خدمات المركز المجانية والمتخصصة في المجالات العلاجية والتعليمية والتأهيلية خلال السنوات الخمس الماضية.. وهذا إنجاز ضخم بمقاييس الآثار الإيجابية والنقلة النوعية التي أحدثتها خدمات المركز في حياة ومستقبل هذا العدد الكبير من الأطفال المعوقين، فبفضل الله تعالى وبدعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - تحظى كافة مؤسسات العمل الخيري وفئات المعوقين برعاية كريمة، وذلك بمساندة أهل الخير والميسورين الذين لهم اياد بيضاء على إنشاء المراكز والجمعيات الخيرية، وفي هذا يعد مركز الجمعية بجدة، الذي حظي افتتاحه منذ خمس سنوات برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني - حفظه الله - من أبرز المؤسسات الخيرية التي تجسد مدى تفاعل أهل الخير في بلادنا من كافة الشرائح والفئات، حيث كان لدعمهم المتميز بالتبرعات المادية والعينية اليد الطولى في إنشاء هذا المركز وفي مساعدة هذا العدد الكبير من الأطفال المعوقين 750 على مدى خمس سنوات ليتجاوزوا محنة الإعاقة بالحد من آثارها السلبية عليهم وتأهيلهم للدمج في المجتمع بالالتحاق بمدارس التعليم العام او المؤسسات والمراكز التعليمية الأخرى ذات العلاقة.. ولهذا وعرفاناً بفضل وجميل من ساندوا هؤلاء الاطفال تحتفل الجمعية في هذه المناسبة بهم ولهم تكريما وتقديراً لما قدموه من دعم، كثيراً كان أو قليلاً لهذه الفئة الغالية من الأبناء.
ويشتمل الحفل على كلمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية يعرب فيها عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة لتفضله برعاية هذه المناسبة، ومرحباً بضيوف الحفل وأهل الخير الداعمين للمركز منوهاً سموه الكريم بدورهم البارز في مساندة الجمعية في تفعيل أهدافها في التصدي لقضية الاعاقة وقاية وعلاجاً باعتبارها قضية المجتمع بأسره وفي ظل الرعاية الكريمة التي تحظى بها الهيئات والمؤسسات والمراكز الخيرية من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -.
كما يتضمن الحفل جولة يقوم بها سمو أمير منطقة مكة المكرمة على وحدات وأقسام المركز يطلع خلالها على التوسعات في الخدمات وكذلك المرافق الجديدة التي تم تجهيزها مؤخراً بالتواصل بين الداعمين والمسؤولين في المركز في إطار شراكة قوية في العمل الخيري تساهم في دعم المركز وتوفير مصادر تمويل ثابتة لتأمين الميزانيات اللازمة لتشغيل المركز بكامل طاقته وذلك من خلال توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين الجمعية وعدد من الشركات الكبيرة.
كما سيطلع سمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز على أعمال وحدة (لست وحدك) التي تقدم خدماتها للمعوقين من خلال المركز.
إنجازات المركز
خلال السنوات الخمس الماضية كانت هناك حكاية نجاح متميز.. ابطالها من الأطفال المعوقين الذين تمكنوا بفضل من الله تعالى ثم بالعمل الجاد والصادق والدؤوب بمركز الجمعية بجدة ان يتجاوزوا الآثار السلبية للإعاقة.. وهي حكاية ما يزيد على 400 طفل وطفلة ترويها الأرقام باعتبارها لغة صادقة دقيقة حيث تشير الاحصاءات التي تم رصدها من خلال الأقسام المختلفة بالمركز وفي مجال الخبرات المكتسبة انه تم تعليم 139 طفلا وطفلة المشي باستخدام المشاية، و135 طفلا وطفلة المشي باستقلالية دون مساعدة احد، و68 طفلا وطفلة باستخدام الكرسي المتحرك، و334 طفلا وطفلة بالاعتماد على أنفسهم في الأكل، و36 طفلاً وطفلة في الاكل بالمساعدة، و156 طفلاً وطفلة في تعلم الكلام، و19 طفلاً وطفلة في تعلم الكتابة، و11 في تعلم الكتابة بصعوبة، و3 في تعلم الكتابة على الكمبيوتر، و224 طفلا وطفلة في تعلم ارتداء الملابس بأنفسهم، و67 في تعلم ارتداء الملابس بمساعدة ، و153 طفلاً وطفلة تم دمجهم في المدارس العادية، و9 تم دمجهم في معهد التربية الفكرية، و247 طفلا وطفلة تم ادخالهم القسم التعليمي بالمركز.
وهناك ما يزيد على 12 طفلا وطفلة يعتبرون من المميزين، حيث كانوا على نسبة كبيرة من الإعاقة، والآن هم في تحسن كبير عن حالتهم الأولى في بدء التحاقهم بالمركز.
وقد تبدو هذه الأرقام بسيطة رغم صدقها، ولكنها تعكس الجهود الكبيرة التي بذلت مع هؤلاء الأطفال، فإن تعليم 139 طفلا وطفلة المشي باستخدام المشاية فهذا يعتبر إنجازاً كبيراً لطفل كان مقعداً ولا يعرف كيف يتحرك من مكانه، ثم يتمكن من الحركة هنا وهناك بالمشاية، وتلك سعادة ما بعدها سعادة لطفل وتحتاج عملاً وجهداً طويلين. أو النجاح في تعليم 334 طفلا وطفلة الاعتماد على أنفسهم في الأكل فذلك ايضا من الإنجازات الكبيرة ويحتاج الى متخصصين على اعلى درجة من الكفاءة والمهارة، حيث ان طفلا واحدا بصحة جيدة وليس معوقا يحتاج الى مجهود كبير ووقت طويل، حتى يتمكن من تعلم الأكل بنفسه فماذا يكون الحال مع 334 طفل وطفلة معاقين؟! ثم النجاح في تعليم 156 طفل وطفلة معوقين الكلام فهذا عمل متميز، او تعليم 229 طفلا وطفلة الكتابة، او النجاح في تعليم 224 طفلا وطفلة معوقين كيفية ارتداء الملابس بأنفسهم، كلها اعمال رائعة وتدل على الاثار الايجابية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي استطاع مركز الجمعية بجدة ان يحققها لأسر هؤلاء الاطفال المعوقين، وعلى الاطفال أنفسهم ثم للمجتمع بصفة عامة فهذه الخبرات المكتسبة لهؤلاء الأطفال المعوقين جعلت منهم أشخاصاً أقرب من العادين والأصحاء فالطفل المعوق الذي يكتسب مهارة المشي بالمشاية، هذا يعني أنك اعطيته فرصة للذهاب الى المدرسة والتعلم والحصول على مؤهل دراسي يمكنه من العمل والمشاركة في بناء مستقبل بلاده، أي أنه يتحول من عنصر ايجابي وفاعل بالمجتمع بدلا من كونه معوقا يحتاج الى إعانة ومساعدة الآخرين. وهكذا مع كل طفل وطفلة نجح مركز الجمعية في جدة في ان يعلمهم المشي باستخدام الكرسي المتحرك او الكلام، أو الأكل بأنفسهم ودخول الحمامات بدون مساعدة احد، او الكتابة، والكتابة على الكمبيوتر، وارتداء ملابسهم بأنفسهم الى ان يتم دمجهم بمدارس التعليم العام جنباً الى جنب الأطفال العاديين، وكلها إنجازات كبيرة قد لا يشعر بها البعض إلا ان الاقتراب من هؤلاء الأطفال ومن أسرهم يوضح كثيراً مدى حجم هذا النجاح الذي حققه مركز جدة خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك بفضل من الله تعالى ثم بدعم لا محدود من الدولة ودعم متميز من أهل الخير في بلادنا الكريمة.
خدمات الجمعية
الجدير بالذكر ان مركز الجمعية في جدة يقدم الخدمات العلاجية والتعليمية والتأهيلية والاجتماعية المجانية لمنسوبيه من الاطفال المعوقين وتتكامل هذه الخدمات في أدائها مع الأقسام الطبية والتعليمية التي تتضمن وحدات العيادات الاستشارية والعلاج الطبيعي الوظيفي وورش الجبائر والوسائل المساعدة وعيادات علاج عيوب النطق وعلل الكلام وعيادات الأسنان والعظام، اضافة الى الفصول التعليمية وأقسام الخدمة الاجتماعية والتدريب الداخلي والرعاية النفسية، ومساكن الاطفال، وذلك مثل كافة مراكز الجمعية في مختلف مناطق المملكة حيث تقبل الجمعية الاطفال المعوقين من ذوي الاعاقات المتعددة من سن الميلاد وحتى سن الثانية عشرة وتتبع الجمعية في قبولها للطفل المتقدم خطة تبدأ من القسم الطبي مروراً بالعيادات النفسية ثم القسم التعليمي حيث يتلقى الطفل ما يناسب قدراته العقلية من برامج تعليمية ومناهج التربية الخاصة التي تؤهله للاندماج مع أقرانه الاطفال العاديين وتمكنه من التغلب على اعاقته ومواجهة ظروف الحياة.
وتبدأ الخدمات العلاجية بمراكز الجمعية من خلال قسم الاستقبال والملفات ومن ثم العيادات الاستشارية حيث يتم الفحص الطبي العام والفحص العصبي للاطفال المحولين للجمعية لتشخيص حالتهم وتحديد نوع الاعاقة وحجمها وتخطيط الفحوصات المخبرية والاشعاعية بالتعاون مع كبريات المستشفيات الجامعية بالمملكة، وبعد تقييم حالة الطفل تقييماً شاملاً يتم وضع البرنامج التأهيلي لكل حالة. وداخل وحدة العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي، تتم مراقبة الطفل وتدريبه وعلاجه ومساعدته للسيطرة على حركة أعضائه وزيادة التحكم بها وتعمل هاتان الوحدتان جنباً إلى جنب لتمكين الطفل من الحصول على أكبر قدر من الاستقلالية في حياته اليومية كارتداء الملابس وخلعها وتناول الطعام بدون مساعدة وكامل الأنشطة التي تلزمه في أموره الحياتية كما تتولى هاتان الوحدتان تحديد حاجة الطفل من المعدات اللازمة لجلوسه وحركته، وفي ورشة التقويم والاجهزة المساعدة يتم عمل الجبائر المساعدة لمنع وتقويم التواء واعوجاج المفاصل وتيبسها اما وحدة علاج عيوب النطق وعلل الكلام فهي تعنى بظاهرة تأخر الكلام عند الأطفال او صعوبات النطق والتي يكون من اسبابها الإصابة الدماغية او التخلف العقلي وتتولى عيادة الأسنان علاج أمراض الأسنان واللثة لدى الأطفال والتي تؤثر في إمكانات النطق لديهم.
أما بالنسبة للخدمات الاجتماعية فمن خلال أقسام الخدمة الاجتماعية بكل مركز يتم إعداد دراسة اجتماعية شاملة لاسرة الطفل والتركيز على ايجاد الحلول للمشكلات الاجتماعية التي تعاني منها اسر الاطفال إلى جانب تنسيق الخدمات الخيرية المقدمة لهؤلاء الأطفال واسرهم من بعض المؤسسات الحكومية والأهلية، وينظم القسم زيارات منزلية يقوم من خلالها فريق التأهيل بالاطلاع على أوضاع الطفل بالمنزل وتذليل العقبات التي تواجهه، كما يشارك القسم مع الفريق التأهيلي في تدريب أمهات الاطفال على طرق التعامل مع اطفالهن ورعايتهم، حيث تضم مراكز الجمعية مجمعات سكنية للأطفال تستقبلهم لفترات محددة بين اربعة وثمانية أسابيع حسب الحالة وبرنامج العلاج والتأهيل الموضوع ويتم داخل المساكن تطبيق نظام الدائرة المغلقة حتى يمكن أن تتاح للاطفال والامهات التدريب والعلاج والتعليم، ويشرف على هذه المساكن فريق عمل من الممرضات والمختصات، وتعد فترة التحاق الطفل بالمسكن فترة علاج مكثف للطفل وتدريب للأم او المربية.
وعلى مستوى الخدمات التعليمية بالجمعية فانه انطلاقا من اعتبار تعليم الطفل جزءاً اساسياً من البرنامج التأهيلي ليوم الطفل المعوق وغده، تبرز أهمية تعليمه في مراحل حياته المختلفة وقد قامت الإدارة التعليمية بالجمعية بعد دراسات مكثفة بتنظيم المراحل التعليمية حسب العمر وحجم الإعاقة ونوعها إلى ثالث مرحلة تعليمية كالتالي تشمل:
- مرحل الطفولة المبكرة: تتراوح اعمار اطفال هذه المرحلة بين سنة الميلاد الى اربع سنوات وتتركز البرامج التعليمية في هذه المرحلة على تنمية مدارك الاطفال باللعب وممارسة النشاطات الفردية والجماعية حسب اعمار الاطفال وقدراتهم الفردية وسيكلوجية النمو عندهم ومرحلة التمهيدي: تتراوح أعمار الاطفال في هذه المرحلة بين اربع الى ست سنوات، يدرسون وفق منهج تمهيدي موضوعاً من قبل الإدارة التعليمية بالجمعية، ويراعى فيه التركيز على القدرات الفردية لكل طفل، وتهيئته للمرحلة الأكاديمية التالية، حيث يعطى الاطفال جرعات تعليمية في مبادئ اللغة العربية والحساب والعلوم والمفاهيم العامة بالاضافة الى نشاطات تأهيلية وترفيهية ومرحلة الابتدائي: تتراوح اعمار اطفال هذه المرحلة ما بين 6-12 سنة ويتلقون مناهج عامة وفقاً لما اقرته وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات مع مراعاة التكييف والتبسيط في الموضوعات المعروضة حسب قدرات الطفل الفردية، بالإضافة للتعليم الأكاديمي، هناك نشاطات لا منهجية مثل حصص مكتبة، وحصص فنية، ورسم، والحاسب الآلي، والآلة الكاتبة، والنشاطات الحرة.
كما يتم داخل الوحدات النفسية بالمراكز التابعة للجمعية تقييم الاطفال من قبل اخصائيات نفسيات، وذلك لتحديد قرارات الاطفال الاكاديمية وايضاً تحديد نسبة ذكاء الطفل وبالتالي استثمار هذه النتائج في معرفة مستوى الطفل التحصيلي والذي يترتب عليه طرق تعليم الطفل وكيفية التعامل معه، هذا إلى جانب علاج المشكلات النفسية التي قد تؤثر في سلوكهم وتحصيلهم واندماجهم مع الآخرين.
هذا بالإضافة الى حرص الجمعية على ايجاد وحدات للتدريب الداخلي بمراكزها للإشراف على برامج تدريبية للعاملين والتنسيق مع عدد من القطاعات المتخصصة لتطوير اداء العاملين بالجمعية وايضاً تتولى الجمعية تدريب اخصائيي العلاج الطبيعي وطلاب التربية الخاصة والباحثين من عدد من الجامعات والمعاهد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved