لعل ما يميز النشاط العقاري أن طفرته لا تنطفئ في يوم وليلة، وتجار العقار لديهم حاسة سادسة (قوية) يستطيعون من خلالها اشتمام رائحة دخان انخفاض الطفرة قبل ان تشتعل، فيبادروا بعمل ما هو في صالحهم.
وحالياً نجد ان سوق الأسهم هو المنافس الحقيقي للعقار، رغم ما يعتري هذا النشاط -وأعني الأسهم- من تقلبات شبيهة بالأجواء الحالية لمدينة الرياض!
فالأسهم باردة يوما وشديدة الحرارة يوما، وترنحها وتقلبها لا يمنع الكثيرين من الاستثمار فيها بما يملكون من أموال، وقد يعود ذلك لسرعة تحقيق الأرباح مع بذل أقل جهد.
المؤشرات الحالية للنشاط العقاري مطمئنة، والاستمرار على نفس الوتيرة بحاجة إلى وضع أسس متينة من تجار العقار للمساهمة والمساعدة في إبقاء الوضع الراهن، خاصة في ظل عدم وجود مؤسسات حكومية أو أهلية تشرف على هذا القطاع.
بالتأكيد ان هناك تخوفات لدى عدد من العقاريين من عاصفة (تنسف) نشاطهم، وهذا يعني الانتظار لسنوات لعودته إلى الوضع الذي هو عليه اليوم، والقوة الشرائية للعقار -حسب روايات عقاريين- تسلك عداً تنازلياً، والاتجاه في الغالب -كما ذكرت- للأسهم.
إن ظهور شركة التمويل العقاري والتوقعات باستحداثها لشركة مساندة للتطوير العقاري وإنشاء محافظ استثمارية عقارية، وطرح أسهم الشركة للاكتتاب العام وخضوعها لنظام مؤسسة النقد العربي السعودي سيسهم في خلق (ثقة) يواصل من خلالها الكثير من رجال الأعمال والمواطنين استثمارهم في العقار وتحقيقهم لأرباح سريعة.
وهنا.. لا بد من القول ان ترك النشاط العقاري على ما هو عليه دون تدخل الجهات الحكومية لتنظيمه وترتيبه يضع علامة استفهام كبيرة وبصمة مجهولة لا يعي الكثيرون هدف صاحبها.. فإلى متى؟ وهل ننتظر ان يقع الفأس على الرأس للعويل على ما فات؟
إشارة
ضياع أسئلة صحفية بين مكتب المسؤول الحكومي ومدير العلاقات العامة والإعلام لا يعني إلا شيئاً واحداً.. هو: حسن الإدارة والمتابعة والإخلاص في العمل!! ورغم الاتصالات شبه اليومية للاستفسار عن مصير الإجابات، فإن السياسة المتبعة هي (التطنيش).. فأين (الأمانة) في العمل يا هؤلاء؟ والله المستعان.
|