طال الوقت أم قصر فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا بد من أن تخرج من قطاع غزة فالقطاع محرقة للجنود الصهاينة، وهي حقيقة لا تزال تؤرق جفون قادة الجيش الإسرائيلي وزعمائه السياسيين، فبعضهم تمنى أن يبتلع البحر غزة..!! وفي المفاوضات التي أجراها الإسرائيليون مع نظرائهم الفلسطينيين كثيراً ما يعرضون الانسحاب من قطاع غزة مقابل (تنازلات) من المفاوضين الفلسطينيين إلا أن المفاوض الفلسطيني الذي يعرف الموقف الضعيف للإسرائيليين لم يستجب لكل العروض الإسرائيلية.
الآن يتداول الإسرائيليون خطة الانسحاب من قطاع غزة من طرف واحد.. وهي الخطة التي صاغ بنودها آرييل شارون مع مستشاريه من جنرالات الإرهاب.. وكالعادة فخطة يضعها شارون لا بد من أن يصاحبها سفك للدماء وتدمير وتخريب المدن الفلسطينية.
وقد تسربت بعض بنود خطة شارون الخبيثة بعد أن ناقشها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الذي يضم الوزراء المختصين بالشؤون السياسية والأمنية يوم الثلاثاء الماضي وصادق على خطط شارون التي يهدف واضعوها أن تضغط على المنظمات الفلسطينية وترشحت معلومات أن الجيش الإسرائيلي لا يخطط للخروج بحملة برية واسعة النطاق بحجم حملة (السور الواقي), إلا أن قوات الجيش تلقت تعليمات تسمح لهم بالتعرض لقادة المنظمات المذكورة متى أرادت ذلك.
ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الأربعاء الماضي خبراً جاء فيه: إن من بين قادة الفصائل الفلسطينية التي حصلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على ضوء أخضر لاغتيالها من المستويات السياسية، كلاً من الزعيم الروحي لحركة حماس، الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، أحد قادة حماس والدكتور محمود الزهار، وزعيم حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، الشيخ عبد الله الشامي.
وزعم قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خلال جلسة المجلس الوزاري، أن المنظمات الفلسطينية المسلحة ستحاول إطلاق أكبر عدد من العمليات من قطاع غزة.. وقالت مصادر أمنية في إسرائيل: ستحاول حركة حماس نسب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة لها وإظهاره وكأنه إنجاز من إنجازاتها، لكي يبدو الجيش الإسرائيلي وكأنه انسحب تحت طائلة إطلاق النار، كما حدث في الجنوب اللبناني..
وفي هذا الصدد، أوضحت مصادر سياسية إسرائيلية أن إسرائيل لن تدع ذلك يحدث.. وذلك بإحداث حمام دم يتمثل في اغتيال قادة الفصائل الفلسطينية: القادة السياسيين، والقادة الميدانيين.
إضافة إلى ذلك وحتى البدء بالانسحاب العسكري الصهيوني من قطاع غزة، ستقوم بعمليات اجتياح واختراق لمناطق محدودة ومنتقاة لإحداث أكبر مساحة من التخريب والتدمير في مدن قطاع غزة مستغلين حصول أي عملية فدائية بداعي الرد على تلك العمليات مثلما حصل أول أمس الجمعة في منطقة المغراقة المجاورة لمستعمرة (نتساريم اليهودية) الجاثمة على أرض فلسطين جنوب مدينة غزة حيث توغلت عدة دبابات إسرائيلية تدعمها مروحيات من طراز أباتشي مقاتلة دخلت منطقة المغراقة عند ساعات الفجر، ترافقها جرافات قامت بأعمال تجريف واسعة، فيما شنت قوات الاحتلال حملة تفتيش في عدد من المنازل وقامت بنسف أحدها؛ واعتقلت أربعة مواطنين من عائلة حسان، ونفذت حملة مداهمات وتفتيش لمنازل المواطنين في المنطقة، واعتلت منزل المواطن موسى فرج الله وحولته إلى ثكنة عسكرية.
فيما أوضحت مصادر طبية أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على سيارات الإسعاف لمنعها من الوصول لنقل الجرحى الذين انتشروا بين الأشجار نتيجة إطلاق النار العشوائي من طائرات الهليوكبتر الصهيونية.
|