Sunday 21st March,200411497العددالأحد 30 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ملتقى قراءة النص ملتقى قراءة النص

* جدة - صالح عبدالله الخزمري:
تواصلاً مع فعاليات ملتقى قراءة النص كانت الجلسة الأولى صباح يوم الأربعاء وهي الجلسة الرابعة حيث سبقها ثلاث جلسات يوم الثلاثاء الجلسة رأسها د. محمد مريس الحارثي.
قدم الباحثون أوراقهم على النحو التالي:
ورقة د. حسين المناصرة
ملتقى قراءة النص (4)
مسيرة الشعر في السعودية
ملخص بحث
الحجر بين الرمز والأسطورة
مقاربة بنيوية في قصائد من الشعر العربي السعودي
قراءة/ حسين المناصرة
أنتجت الانتفاضة العربية الفلسطينية (الحجر) فجعلته رمزاً للمقاومة الشعبية في مواجهة أعدائها، وعكس الشعر بوصفه لغة إبداعية تعبّر عن آمال الشعوب وطموحاتها هذا البعد الرمزي للحجر، فجعله رمزاً لغوياً مليئا بالدلالات والإيحاءات التي لم تتوقف عند حد الترميز، وإنما تجاوزته إلى الأسطورة أو الأسطرة على وجه التحديد.
ويعد الشعر العربي السعودي واحداً من الروافد الشعرية العربية المهمة التي شكلت نهر الشعر العربي الذي يصب في بحر القضية العربية الفلسطينية في مواجهة أبشع استيطان صهيوني عنصري قمعي على وجه الأرض. فلا تكاد تفتح ديوان شعر لشاعر ما، حتى تجد فيه غير قصيدة في فلسطين منكوبة ومقاومة (منتفضة).. بل إننا نجد بعض الدواوين تكاد تقتصر في قصائدها كلها على هذا الجانب فقط!!
ليس بوسع هذه القراءة أن تتناول كماً كبيراً من القصائد التي احتفت العقدين الماضيين بالانتفاضة الفلسطينية، وجعلت الحجر أو الحجارة المقترنة بأطفال فلسطين جزءاً مهما، أو ربما الأهم، في مسيرة الشعر العربي السعودي المعاصر؛ لذلك سيكون توجه هذه القراءة -تحديدا- إلى اختيار عشر قصائد على الأكثر؛ قد تمثل مختلف التيارات الشعرية ومستوياتها، وفي ضوئها سيقارب الحجر مقاربة بنيوية؛ بوصفه علامة لغوية رامزة في حركيتها، وتنوعها، ودلالاتها، وتناصها...!
ولعل الأسئلة الثلاثة الجوهرية التي تطرح نفسها، من خلال اللغة الشعرية، هي:
1. ما صورةالحجر الرمز في القصيدة كلها؟
2. ما أبعاد تفاعلات الحجر مع ما حوله؟
3. كيف تطور الحجر من الرمز إلى الأسطورة؟
إن قراءة عشر قصائد على الأكثر لا تعني، على أية حال من الأحوال، تاريخا أدبياً لمسيرة الشعر في توظيف الانتفاضة وما ينتج عنها من تداعيات.
إنها قراءة مفتوحة، وربما عشوائية في اختياراتها للقصائد.. توحي وتؤشر.. وترجو أن تنجز ما يجدي ويمتع.. وأن تؤكد دور الشعر الحقيقي في الالتزام بقضايا الأمة ومصيرها!!
ورقة د. شوقي علي الزهرة
هندسة المكان
عند صالح الزهران
تتماوج هذه الأيام نظريات القراءة وإنتاج المعنى، حيث تقذف لنا محيطات الدروس النقدي إنتاجاً لا نهائيَّ العدد، وتتفرع اتجاهاته في ميادين كثيرة.
لقد تنوعت نظريات القراءة، بفعل تداخل الثقافات، وبقوة السيطرة (الأبستمولوجية) على مساحات الدراسة النقدية فأصبحت المكونات العلمية أهم تشكيلات بنى الدرس النقدي الحديث.
وبفعل هذه السيطرة الملحّة فقد نفر فريق من النقاد إلى ساحات الدرس العلمي يسحبون مكوناته لتكون أسلوباً (تقنياً) خاصاً للإجراء النقدي، فهذا (يروب) بعمق رؤية الدرس التحليلي النقدي بسحب مواد (موروفولوجيا) النبات ليقدمها في خطوات منظمة تعمق رؤاه، فكانت (موروفولوجيا الحكاية الشعبية) التي تدل على عمق الفهم العلمي، لما عرف بعلم النبات (Botany) ولقد استفاد الدرس النقدي لتحليل النصوص من (موتيفات) بروب هذه، فكانت قراءة كمال أبي ديب لشعرنا القديم، والتي جاءت تحت اسم (الرؤى المقنعة) والتي يصرح فيها الناقد بأنه سيطبق نتائج جهود بروب على الدرس الشعري في رؤية جديدة تساعد على توسيع عمق الدلالات، وتنظم موارد إنتاج المعنى بفعل هذا الدرس العلمي وربطه بالمجال التحليلي.
وهذا (فراي) في درسه للتشريح النقدي ( مع ملاحظة العنوان وصدقه) ينادي بضرورة دراسة العلوم التطبيقية، وذلك لفهم الطبيعة النقدية عند أرسطو أولاً، ثم في المناهج الحديثة بعد ذلك، وهذا (جان بياجيه) يقول: لا يمكن الولوج في البنيوية إلا من باب (البيولوجي). فقد أصبحت آفاق التوقع لا تتكون إلا من تداخل العلوم التطبيقية، فلولا (الدرس الرياضي) بقوته ومكوناته مااستطاع (ياوس) رؤية أفق التوقع، وماوصل إلى زوايا النظر التي ينظر بها من خلال هذا الأفق نفسه.
إن النص الأدبي نص مفتوح يدخل القارئ في تشكيله بمرور الزمن وتطور العلوم، ولذا فإن ناقدة مثل (جوليا كريستيفا) تشير في كتابها عن (علم النص) إلى مصطلح (العينة النصية) قاصدة بالطبع التوجه إلى ميكروسكوب الرؤية الحاوي الدقيق المفتت للمكون والمحلل للمحتوى والمنتج لعالم الجزئيات التي لا تنتهي، إنها بالطبع تأخذنا إلى هذا العالم، ولكن بقوة العلم، واتساع الرؤية القرائية والتسلح بمفردات العلم، فلولا المكون العلمي لرؤى (رومان جاكبسون) ما انسحبت مجالات علوم الاتصال والإجراء إلى الدرس النقدي الأدبي، لقد ظهرت إجراءات قرائية مثل (جيولوجيات النص) وفضاءات التكوين، (وطوبولوجيا) الرؤية.
وبتطور هذه المصطلحات العلمية التي ارتبطت بطبيعة الدرس النقدي الإبداعي فقد جاءت الدراسات المتعددة بفعل التوسع في آفاق النظر، فظهرت مصطلحات الهندسة النصية (واستراتيجيات التعبير).
وهذه الورقة التي نقدمها هي دراسة لهندسة الحيز المكاني عند الشاعر صالح سعيد الزهراني.. هنا يعرض سؤال حول اختيار هذا الشاعر؟ والحق فإن صالح الزهراني استطاع أن يقدم شكلاً إبداعياً للشعر السعودي خاصة، ويمكننا القول إن شعره يُعد علاومة مميزة للرؤية المعاصرة النابعة من ثقافات ناقد مميز.
لقد امتزج الإنتاج الإبداعي عنده بالإنتاج الإبداعي النقدي فكانت الخصائص الدلالية التوليدية الناتجة من توظيف عناصر متعددة في ثقافات التعبير عنده. ومن أهم تلك العناصر انزياحات المكان لدلالته المكثفة والمتفرعة، وهذا يبدو بارزاً منذ الوهلة الأولى، فالجملة الأولى في أول إنتاجه الشعري (ترتيل حارس الكلأ المباح) ترى الإشارة إلى المكان، إلى اتساعات الفضاء ليسير حاملا جرحه الراعف من الماء إلى الماء، حيث نرى هذا القول (إلى جرحنا الراعف من الماء إلى الماء) وفي عملية الآخرين المطبوعين، فصول من سيرة الرماد، وستذكرون ما اقول لكم، تتكاتف العناصر المكانية قاصدة إنتاجاً من الدلالات المراوغة الكثيفة، فيأتي المكان بعناصره المتعددة كبنى مهمة، وسدى أساسية في لحمة التكوين.
وإذا كان شاكر السياب قد اعتمد على المكان لزاوية مهمة للرؤية فكانت (جيكور) الشهيرة شعاعات الإضاءة لزوايا النظر الإبداعي عنده، فتتمازج الأساطير مع المكان، ونرى حركية الميلاد والموت والنشيد والبكاء، فإن صالح الزهراني ينتقل بالرؤية المكانية إلى آخر واسعة أيضاً، إنها آفاق تبدو بسيطة طازجة، وهذا بفعل الثقافة الخاصةالتي يمتلكها الشاعر نفسه، ولكن القراءة الثاقبة تدخل القارئ في دائرة دلالية مشعة بالرموز المختلفة، وهذا قصد إبداعي للمكان عنده.
إن هندسة المكان عنده مقصودة ومنظمة (تبدأ كما قلنا بالمكان المحدد بالماء- إلى الماء) من المحيط إلى الخليج يسير الشاعر فيه راعفاً يحمل جرحه النازف، وهذا أمر يدفعه إلى ضرورة الإلحاح على الدرس الجغرافي، فيعيد (طوبولوجيا النص) ويصبح مسافراً لا تحده البوصلة، فهو مسافر بدون هذه الأداة التحديدية، يقول:
مسافر ما شكا نَزْفاً ولا رهقاً
وكيف يشكو الذي أعصابه رهق
فالشاعر يرتحل بالمكان حيث المسافات الرمزية وارتباطها بالحركة واللون عنده، فاللون يلعب أيضاً دوره المهم كعنصر استنطاقي مع حيز المكان.
ويتكون هذا البحث من:
1- المدخل النظري التأصيلي.
2- البعد التطبيقي، حيث الاعتماد على تتبع العناصر المكانية في شعر صالح الزهراني، وهذه العناصر تتكون من: الفضاء الكلي، الفضاء الجزئي.
ورقة د. لمياء باعشن
الرمزية في مائيات الصعابي
إبراهيم عمر صعابي-جازان1374: حبيبتي والبحر (1405)، وزورق في القلب (1406)، وقفات على الماء (1412)، من شظايا الماء (1422)، تردد مفردة الماء في الدواوين (27) مرة.
قرائن الماء:
* ترادفا: البحر (80)، والموج (27)، والمطر (15)، ثم الغدير والنهر واليم والنبع والمنهل.
* تواصلا: مع مفردات تتمثل أحوال الماء مثل: عباب/ لجة/خضم/ رذاذ/ ندى/زبد/ وجرعة.
* تعالقا: كأس/ سفن/ فلك/ مركب/زورق/ مجداف/ شراع، صواري.
* تجاوراً: شاطئ (45)، بر/ ساحل/ جزر/ مواني/ مرفأ/ مرسى/ منار/ سحاب/ ضباب/ وغيم/ أصداف.
تقاطعا: النار والريح والتراب.
* تعارضا: عطش/ ظمأ/ نضب/ جفاف/ جدب وقفر وما يقابلها من طين/ طمي/ وحل/ غبار/ رمل وصخر.
* الأفعال: التي تستقي فعليتها من الماء، مثل: اسن/ انساب/ صب/ احتسى/ رشق/ روى/ فاض/ تدفق/ مخر/ غرق.
مفردة الماء كوحدة دلالية:
1) التواشج النصي بين المفردات الدالة على الماء:
سقى/نهل/ سكب/ شرب
ملأ/ غسل/ ذوّب/ جفا
حبر
دم
دموع
كأس
ماء
بحر
2) ماء + كأس+ دمع
لا تسقني فالكأس في سفر متواصل والماء قد أسنا
يذكر بحري المسكوب في كأس الهوى
أسقيتني الحب انكساراً قائلا حتى نهلت بكأسه عبراتي
وحرت في وردة تنمو بدمعاتي
أبحرت في عينيك مغتربا
قد جف في عينيه نهر دموعه
3) دمع + ماء + دم
وعلى الشاطئ أضحت دمعة حطمتني فهي ملأى بدمي
رأيت دمي يرشف حزني من مقلتيك
يا جراح الماء..
اغتسلي في أوردتي
ويكبر في دمي شجر الضجر
4) دمع + حبر
اعذريني إذا بكيت فإني أسكب الدمع في سطور
سامحيني إذا بكت أقلامي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved