* الرياض - دبي - فهد الشويعر:
إننا لا نعيد ونكرر خبراً بثته وكالات الأنباء و(تلاقطته) صحف العالم وتلفزيوناتها وإذاعاتها.. إننا هنا نعيد دق جرس الإنذار بأن هناك من يحاول إسكات الحقيقة.
فالصورة لا تكذب أبداً.. وإن كذب المدافعون عن (الاحتلال).. ها هما (يستشهدان) والنهاية: نعتذر عما حصل أو أن إطلاق النار قد تم (بالخطأ)..
أمس الأول (استشهد) الزميلان علي الخطيب مراسل قناة (العربية) في بغداد ومصور القناة علي عبد العزيز بعد ان أوقفتهما نقطة تفتيش وبعد ان سمح لهما الجنود بالمغادرة بعد إبراز هويتهما الصحفية.. حيث فجأة انهال عليهما وابل من الرصاص بينما لم يصب السائق الذي قال: ان القوات الأمريكية فتحت نيرانها بشكل عشوائي حين أسرع بسيارته مبتعداً عن نقطة التفتيش لدى اقتراب سيارة أخرى مسرعة منها أرادت اقتحام نقطة التفتيش. (وكالات الأنباء).
وصباح السبت اتصلت بالزميل صلاح نجم مدير إدارة الأخبار بقناة العربية وكان بادياً على صوته الحزن متسائلاً: إلى أي مدى يعتبر إطلاق النار على الصحفيين (خطأ) ومتى سينتهي مسلسل القتل هذا؟..
ثم أضاف: زميلانا (رحمهما الله) عرّفا نفسيهما لنقطة التفتيش وأبرزا هويتهما الصحفية وسمح لهما الجنود بالمغادرة إلا أن الموت كان بالمرصاد لهما.
وقد أصدرنا بياناً طالبنا فيه (بشّدة) سلطات الاحتلال ومجلس الحكم العراقي بإجراء تحقيق فوري في الملابسات والمسؤوليات في هذه الجريمة التي وصفتها العربية (بالجريمة الشنعاء).
مصدر آخر في (العربية) قال: إن ما حدث كان بعد ان اصطدمت سيارة بيضاء بسيارة عسكرية مما حدا بسائق (العربية) إلى التحرك مسرعاً لتفادي السيارة التي ظنها (مفخخة)؛ الأمر الذي أدى بالقوات الأمريكية لإطلاق النار (عشوائياً) من إحدى المدرعات من (الخلف). وهذا يؤكد ان السيارة كانت في طريقها لمغادرة المكان ونجم عن ذلك إصابة المصور الزميل علي عبد العزيز بإصابة مباشرة في رأسه من الخلف وتوفي في مكانه، أما الزميل علي الخطيب فقد أصيب في رأسه هو الآخر أيضا وتوفي في وقت لاحق بالمستشفى ولم يصب السائق.
وفيما يلي نص بيان قناة (العربية) الذي حصلنا على نسخة منه:
تعرض فريق قناة العربية في العراق إلى جريمة نكراء من قبل القوات الأمريكية.
فبينما كان الفريق المكون من مراسل العربية علي الخطيب والمصور علي عبدالعزيز وسائق ومهندس متوجهاً مع سيارة البث المباشر، صوب فندق برج الحياة لتغطية حادث إطلاق قذائف مضادة للدروع على المبنى لاحظ ان القوات الأمريكية ضربت طوقاً على المكان. وبدأت الأحداث بان اصطدمت سيارة من نوع فولفو بيضاء بمدرعة أمريكية، فخشي الفريق، الذي كان يقترب من القوات الأمريكية، من ان تكون السيارة مفخخة، فاختار السائق الابتعاد عن القوات الأمريكية التي بدأت تطلق النار عشوائياً، فقاد سيارته في طريق جانبي غير ان القوات الأمريكية لاحقت السيارة وأطلقت النار عليها من رشاش إحدى المدرعات فأصابتها إصابات مباشرة من الخلف. ونجم عن الحادث إصابة المصور علي عبدالعزيز إصابة مباشرة في رأسه من الخلف وفارق الحياة، أما المراسل علي الخطيب فقد أصيب إصابة بالغة في رأسه وتوفي صباح اليوم بينما نجا السائق، وواصل مبتعداً عن المكان.
و(العربية) إذ تنعى ببالغ الأسف مصورها علي عبد العزيز ومراسلها علي الخطيب وهما من أكفأ الصحفيين العاملين في العراق فإنها تطالب سلطة الاحتلال ومجلس الحكم الانتقالي بإجراء تحقيق فوري في ظروف الحادث وتحديد المسؤولية عن هذه الجريمة البشعة التي تعد هجوماً جديداً من بين هجمات متعددة تعرضت لها فرق العمل الصحفي في العراق كما تطالب بتأمين عمل الصحفيين الذين يحاولون فقط ان يطلعوا العالم بدقة وأمانة على ما يجري في العراق في الوقت الحالي.
صحفيون.. ضحايا.. (الخطأ)
قبل نحو عام قتل أربعة صحفيين منذ بداية الحرب على العراق فقد قتل تاراس بروتسيوك (أوكراني) مصور رويترز والمصور خوسيه كوسو من القناة الخامسة للتلفزيون الإسباني في الثامن من أبريل - نيسان العام الماضي عندما أطلقت دبابة أمريكية قذيفة على فندق فلسطين في بغداد وكان يقيم فيه غالبية مراسلي وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الأجنبية وطارق أيوب مراسل قناة الجزيرة خلال غارة جوية أمريكية ذات اليوم.
وفي السابع عشر من أغسطس - آب قتل مازن دعنا (فلسطيني) وهو مصور رويترز برصاص الجنود الأمريكيين. والطريف المحزن في الأمر ان الجيش الأمريكي قال حينها- مبررا - : ان أحد الجنود أطلق النار على مازن عندما اعتقد (خطأ) ان الكاميرا التي كان يحملها (دعنا) منصة لإطلاق القذائف الصاروخية.
|