في الفترة الماضية خاضت المنتديات والمجالس الخاصة في حديث حول مرافقة نساء لوفدنا التعليمي الرسمي المشارك في مؤتمر مؤسسة الفكر العربي (بيروت). وكان مما دفعني لتناول هذا الموضوع كونه غير صحيح البتة إضافة الى أن الموضوع لا يزال - للأسف - يتفاعل، بل إنني شخصياً - بصفتي أحد أعضاء الوفد المرافق لمعاليه - أوجه بالسؤال التالي: هل كان ضمن وفد معالي الوزير نساء؟ إني أتناول هذا الموضوع بدافع إحقاق الحق فقط وليس البحث عن رضا أحد كائن من كان.
لقد تلقيت شخصياً صورة من خطاب معالي الوزير الموجه الى معالي وزير التربية اللبناني يتضمن إحاطة الأخير بوفدنا الرسمي المرافق لمعاليه، تكون الوفد من ثلاثة أشخاص: كاتب هذه السطور واثنان من الزملاء الأعزاء في جهاز الوزارة، ولم يكن ضمن هذا الوفد أي امرأة. الزميلات اللاتي حضرن المؤتمر كن برفقة أقاربهن - كما نفترض - ولا علاقة لهن بوفد معاليه من قريب أو بعيد.
سيبقى تحدي إصلاح تعليمنا تحدياً شرساً في ظل وجود أغلبية صامتة واقلية لا همّ لها إلا تفسير نوايا القائمين على التعليم والشك فيهم والطعن في ولائهم ومشاكستهم وتقزيم إنجازاتهم وإجهاض مشروعاتهم. نحن هنا لا ننزه مسؤولي تعليمنا عن القصور والممارسات الخاطئة، لكن إحسان الظن بهم والتفاعل معهم وفق آليات أكثر تحضراً سيبقى مطلباً جوهرياً.
* كلية المعلمين بالرياض |