ما نوع الزيت المفضل لشعري يا دكتور؟
سؤال عادة ما يتردد خلال ممارستنا اليومية في العيادات الجلدية، وكثيراً ما يجد الطبيب نفسه حائراً في إعطاء جواب دقيق ومفصل عن نوع الزيت المفضل لهذا الشعر أو ذاك.
إن الشعرة نفسها تتألف من قسمين: الجذر والساق، وجذر الشعرة هو الجزء العميق الموجود ضمن الجلد وهو القسم المغذي للشعرة حيث ترتبط به أوعية دموية وغدد أما القسم الآخر والذي نراه مطلقاً على سطح الجلد فهو ساق الشعرة.
الحقيقة الطبية أنه لا زيت مطلقاً يؤدي الى منع تساقط الشعر أو أنه يساعد في إنبات شعر جديد، ولكن أعتقد أن وضع الزيت على الشعر يفيد في أن الشعر يصبح أكثر ليونة فتكون عملية تسريح الشعر وتصفيفه عملية أقل أذية لساق الشعرة وبالتالي تكون كمية الشعر التي تسقط أثناء الحمام وتسريح الشعر أقل في حالة وضع الزيت عليه خاصة عند الأشخاص ذوي الشعر الجاف والمتجعد وهنا لا بأس من وضع الزيت ما دام أنه يحسن من تساقط الشعر اضافة الى أنه يعطي الشعر لمعاناً ومنظراً جيداً وإن كانت هذه النتائج مؤقتة.
ذلك هو التفسير الطبي الأكثر قبولاً لاستعمال زيوت الشعر ولكن دعونا نعود من حيث بدأت.
سأخبركم اليوم عن رحلة شخصية قمت بها لإغناء معلوماتي الطبية عن زيوت الشعر، لم تكن رحلة في الكتب والمراجع الطبية وإنما في محلات العطارة والأسواق الشعبية.
كان دكاناً كبيراً، مليئاً بالرفوف المنسقة، رتبت عليها زجاجات زيوت الشعر ترتيباً دقيقاً ومنسقاً.
وقفت أتأمل أنواع وأصناف الزيوت المرتبة على هذه الرفوف والمتدرجة في الألوان وكأنها رسمت طيفاً من ألوان قوس قزح لكنه من نوع خاص، الأخضر الغامق ثم الفاتح ثم الأصفر الفاقع والساطع والكامد والليموني وبين الأخضر والأصفر طيف من الألوان لم أجد في قواميس اللغة العربية له وصفاً.
شعرت أن دول شرق آسيا كلها اتحدت في رف واحد من رفوف ذلك المحل، كل اللغات كانت مكتوبة على هذه القوارير (الهندية والصينية والنيبالية والإندونيسية والفلبينية)، وجميعها كتب عليها أجود أنواع الزيوت، وما عليك إلا أن تصدق، ومن تصدق؟
استوقفتني زجاجة لا أستطيع تحديد لونها فهي مزيج من جميع الألوان اختلط ماؤها بزيتها تتماوج فيها أجسام غريبة للأعلى تارة وللأسفل تارة أخرى وكأنها تبحث عن شيء تأكله في أعماق هذه الزجاجة. شعرت أن علوم الحيوان والنبات قد ملأت في هذه الزجاجة. فطريات وأشنيات، مزروعات ومستحاثات، وأشلاء من الحيوانات فقاريات ولا فقاريات، سوطيات ومذنبات، زاحفات أو على الأربعة ماشيات، كل هذا أيها السادة في تلك الزجاجات التي حوت أفضل وأنقى وأحسن وأصفى أنواع الزيوت كما جاء في الاعلانات. كنت أظن أنني أقف على شاطئ البحر أتأمل ما تلفظه الأمواج من أسماك صغيرة وعوالق ونفايات، لكنني كنت أبحر في رحلة صدقوني أنها ليست بحرية، لقد كانت رحلة زيتية.
ويبقى أن أختم مقالتي هذه بأن: كل الزيوت تؤدي إلى روما...!
عيادات ديرما الرياض |