الإعلام المؤثر وفعالية الجماهير الزرقاء تثمر عن سقوط القناعات
سيطرة الرأي الواحد في فريق النصر قادته إلى الانهيار الكبير
تدخل الرئاسة لإنقاذ النصر بات أمراً لا مفر منه فالنادي الكبير تشخيصه وعلاجه معروف

* بقلم - سعود عبدالعزيز:
لم تستجب الإدارة الهلالية الواعية والمثقفة للضغوطات الجماهيرية والإعلامية المطالبة بالغاء عقد المدرب الهولندي آدديموس وذلك لقناعتها التامة بما يقدمه المدرب من عمل فني جيد ولم ترض بأن يكون هناك أوصياء عليها يملون ما يجب عمله وما ينبغي تركه وعوضاً عن تقديم الأمير عبدالله بن مساعد استقالته ولم يضع المدرب كبش فداء أو شماعة تعلق عليها الأخطاء فهذا الرئيس الذي يحترم نفسه وجماهير ناديه وتاريخه، رغم انه قدم عملاً منظماً وفق المعايير الإدارية خلال فترة توليه منصبه لفترة قصيرة لم تصل لعامين فقط!!
فبنظرة على وضع نادي الهلال وفرقه الرياضية تجده ينافس في جميع الألعاب والأنشطة الأخرى فالسلة والطائرة والدرجات السنية لكرة القدم يتصدر الهلال ممتاز الناشئين والشباب بالإضافة إلى موقعه الجيد في المنافسات العربية والقارية ومسابقة كأس الدوري فضلاً عن إنفاقه مبلغاً يفوق (3)ملايين ريال من حسابه الخاص ..هذا العمل الجيد والجهد الكبير من سموه اصطدم بطموحات جماهير الهلال وبعض الإعلاميين الذين يرغبون في ان يحصد الهلال جميع البطولات رغم صعوبة ذلك عملياً فالهلال ليس وحده في الساحة فمثلاً الاتحاد خلال الموسم الراهن يشكل منتخباً كاملاً وأنفق عليه رئيسه منصور البلوي ملايين الريالات ومع هذا خسر بطولة كأس الاتحاد بما زاد الطين بلة أو سكب الزيت على النار التصريحات الإعلامية التي قادها ونفذها سامي الجابر الذي هاجم بعنف الجهازين الإداري والفني وبعض زملائه اللاعبين وساهم في توتر الأجواء الهلالية في أعقاب الخروج المر من مسابقة كأس ولي العهد تلكم التصريحات التي خرجت عن حدود اللياقة واللباقة وضعت سامي الجابر في موقف لايحسد عليه حيث أصبح في وضعية الخصم مع الإدارة والجهاز الفني أو ما قاله آدديموس قبل رحيله من أن الجابر استبدل خطته من أجل تصفية حساباته الشخصية دون مراعاة لمصلحة فريقه ينبغي على الإدارة الهلالية التحقق منها واتخاذ الاجراءات المناسبة لها لحماية الهلال مستقبلاً من مثل هذه الانفلاتات لكن وفق ضوابط محددة تحفظ حقوق النادي واللاعب ليس كما حدث مع ابوثنين والتمياوي اللذين اجبرا على الرحيل بعد تصريحاتهما الإعلامية ضد الإدارة!
فما قاله سامي تعد ظاهرة خطيرة وتفوق بمراحل ما قاله النعيمة وابوثنين والتيماوي.
*****
إن ظاهرة الهجوم على الأجهزة الإدارية والفنية ظهرت في الفترة الأخيرة قبل عامين هاجم نواف التمياط إدارة المنتخب بعد نهاية كأس العالم ونجا من العقوبة المستحقة وهاهو سامي يتجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء ويهاجم في كل اتجاه فلم يسلم أحد منه رغم أنه من أسباب عدم بلوغ الهلال للمباراة النهائية لكأس ولي العهد بعد إضاعته لفرصتين سهلتين أضاعهما وهو في مواجهة المرمى.
إننا ضد مهاجمة الأجهزة الإدارية والفنية ومع اللاعب في مناقشة أوضاعه ولكن بأسلوب هادئ ومتزن وإذا حدث منه وأن تجاوز الحدود كما فعل سامي مؤخراً فإنه يجب أن ينال العقوبة المناسبة التي تعيده لصوابه لكن لا تحرمه من ممارسة هوايته كما فعل مع الهريفي فالقسوة المبالغ فيها مرفوضة وكذلك التساهل المفرط فالتوسط مطلوب ونحن أمة وسط لاضرر ولا ضرار.
واليوم السبت يعقد اعضاء شرف نادي الهلال اجتماعاً للنظر في استقالة الأمير عبدالله بن مساعد وتأمل الجماهير الواعية ان يطلب المجتمعون من سموه الاستمرار حتى نهاية فترته الرئاسية أو على الأقل حتى ختام الموسم الرياضي الحالي وهذا الطلب من المؤكد انه سيتم عرضه على سموه فالأمير عبدالله بن مساعد قدم أعمالاً جيدة فقد وضع هيكلاً إدارياً منظماً وواضحاً وفق مبادئ إدارية علمية حددت الحقوق والواجبات لكافة الأطراف العاملة في الهلال فالمرتبات تصرف في مواعيدها فلم يسبق ان أثيرت هذه المشكلة اعلامياً كما في الأندية الأخرى التي تتأخر رواتب موظفيها لأشهر عديدة!!
هذا التميز الإداري الهلالي ظل يطالب به عضو الشرف والإعلامي البارز الزميل الاستاذ تركي الناصر السديري فترة طويلة تجاوزت ربع قرن عندما شعر بالفوضى الإدارية التي تضرب أطنابها في نادي الهلال والتي استطاعت إدارة الأمير عبدالله بن مساعد بفضل المنهجية العملية من القضاء عليها وبالطبع لم يرض هذا الأسلوب بعض الأطراف التي ترغب أن يكون لها دور الوصاية على النادي العريق ومن المؤسف ان هناك بعضاً من الأوصياء لايتركون أي إدارة تعمل بهدوء وفي جو مريح فهاجموا إدارة الأمير بندر بن محمد كونه يقيم في جدة ونائبه فيصل الشهيل في الدمام ليقررا الرحيل.
كما انتقدوا إدارة الأمير سعود بن تركي لعدم تواجده الدائم في النادي وعلى الرغم من قيام الأمير عبدالله بن مساعد بالحضور الدائم والدعم المستمر لم يكن ذلك كافياً لإرضاء هذه الفئة التي قد تحول بين كل من يرغب مستقبلاً في رئاسة الهلال!
وإذا ما أصر سموه مساء اليوم على الاستقالة فإن الهلال سيعيش فراغاً إدارياً ولن يجد من يترأسه وقد تضطر الرئاسة العامة لرعاية الشباب للتدخل وتكليف أشخاص يديرون الهلال وهذا الأمر لايليق بالهلال وستكون استقالة الأمير عبدالله بن مساعد خسارة فادحة على الرياضة المحلية ونادي الهلال ولن تكون سهلة التعويض في المستقبل المنظور!
ومن جهة أخرى فإن مبدأ التغيير مطلوب في حالات الاخفاقات الكبرى والحالات المستعصية فاستقالة سمو رئيس الهلال وعدم تمسكه بمنصبه رغم نجاحه الجيد دليل على أن نادي الهلال هو ملك لجماهيره وعشاقه ومحبيه وليس ملكاً لفرد مهما علت منزلته فالهلال تناوب على رئاسته شخصيات عديدة ساهمت في بناء مسيرته الرياضية المتميزة وهذه الأجواء المفعمة بالحرية واحترام الرأي الآخر جعلت أندية الأهلي ،الهلال ،الاتحاد تتواجد بصفة مستديمة في المنافسة على البطولات ولاتغيب أبداً عن المنصات في كافة الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية فهذه الأندية الثلاثة تتنافس فيما بينها لجعل مقراتها مؤسسات يطمح جميع الرياضيين للانتماء إليها فالمعاملة حسنة والحقوق تصرف على أكمل وجه في الوقت المحدد فتزاحمت النجوم حول أبوابها آملة في الانضمام إليها ليقينهم الكامل ان كل مطالبهم مجابة بدون الرجوع لتقديم الشكاوى ورفعها للاتحادات الأهلية والقارية والدولية.
ووسط هذه التطورات الرائعة لأندية الهلال ،الاتحاد، الأهلي يعيش الضلع الرابع لما يسمى بالأندية الكبار النصر أوضاعاً غير جيدة فهو مازال مغيباً عن الأجواء الصحية التي تعيده لمنافسة هذه الأندية حيث أصبح النصر في ظل الظروف الحالية عاجزاً تماماً عن منافسة أندية الوسط فكيف بالثلاثي الكبير.. هذه الظروف التي يمر بها نادي النصر منذ فترة طويلة جعلت البون شاسعاً بينه وبين الأندية الثلاثة الكبيرة ويتطلب الأمر لعودته لمزاحمتهم عملاً إدارياً شاقاً ومبالغ مالية ضخمة ومؤهلات معينة لا تمتلكها الإدارة الحالية التي ساهمت سياستها في تجفيف منابع المواهب الكروية النصراوية بإهمالها الاهتمام بكافة مراحل الفرق السنية وفي جميع الألعاب وعلى الرغم من تيقن الإدارة النصراوية الحالية عن عجزها من تحقيق طموحات عشاق الأصفر العالي العريضة لعدم امتلاكها للأدوات اللازمة إلا أنها تصر على البقاء والتمسك بالمنصب إلى أجل غير معلوم ضاربة بعرض الحائط بجميع المطالب من اعضاء شرف وجماهير واعلاميين التي تطالبها بالاستقالة ومنح الفرصة لمحبي النادي الكبير لخدمة فريقهم الذي يعاني من الكثير من المشاكل وكانت الجماهير النصراوية تأمل ان تصاب إدارة ناديها بعدوى الاستقالات ولكن يبدو انها تحصنت جيداً منها!
إن ما آلت إليه الأوضاع النصراوية من تدهور في كافة العابه هو من صنع الإدارة الحالية التي ارتكبت عدة أخطاء جسام عبر سنواتها الطويلة في منصبها والإدارة الحالية التي لم تحقق أي إنجاز يشفع لها بالبقاء وتأمل جماهير النصر ان يكون لديها القدرة على التغيير كما هي جماهير الهلال ويبدو ان هذا الأمر صعب وبعيد جداً تحقيقه وإذا استمرت الإدارة النصراوية الحالية واستمرت أوضاعه الرديئة هذه فإن أضراراً فادحة ستلحق بالكرة السعودية على المدى البعيد فانحسار المنافسة بين النصر والهلال مؤذن بهبوط حاد لفريق النصر مما يستلزم ان تتدخل معه الرئاسة العامة لرعاية الشباب لانقاذ النصر من خلال وضع أنظمة جديدة وحديثة تتضمن تحديد مدة معينة للفترة الرئاسية لايجوز لأحد الاستمرار من بعدها ضماناً لمستقبل زاهر للرياضة السعودية التي أنفقت الدولة عليها أموالاً طائلة فليس من العدل أن يترك النصر يواجه مصيره المجهول والكل يتفرج فلا أعضاء شرف مؤثرين يضغطون لاستبدال الإدارة ولا جمهور فاعلاً ولا إعلام نصراوياً منظماً فهو متناثر ضعيف لا تأثير له حتى أصبح النصر أسيراً في أيدي الإدارة غير مكترثة بأي نداءات توجه لها بضرورة الاستقالة وإتاحة الفرصة لمن يرغب من القادرين في خدمته وهم كثر بدون شك. إن ما يحدث للنصر حالياً يعيد الذاكرة للتصريح الشهير الذي أطلقه الأمير الراحل عبدالله بن سعد ان التنافس بين الهلال والنصر انتهى فالهلاليون ينظرون لما يحدث للاتحاد وأنه (الترمومتر) للتطور أما واقع النصر فإنهم ينظرون إليه بسخرية وشفقة في آن واحد!!
محطات ساخنة
** عوقب الهريفي مرتين وأجبر على الاعتزال ليفقد النصر لاعبا من الوزن الثقيل بعد ان تحدث عن وضعه الصعب مع الإدارة وفي الجانب الآخر تجاهلت إدارة الهلال التصريحات العنيفة التي أدلى بها الجابر ولم تعاقبه هاتان الحادثتان توضحان مدى الفوارق اتخاذ القرارات عند إدارتي الهلال والنصر حيث لم تعبأ إدارة النصر بمصلحة فريقها بينما وضعت إدارة الهلال نصب أعينها مصلحة الزعيم فتجاوزت عن اساءات الجابر!
** قال سامي الجابر ان رئيس الهلال وصفه بالأسطورة الكروية مع بعض زملائه اللاعبين وللجابر نقول ليس هناك أسطورة في ملاعبنا سوى النجم الشهير ماجد أحمد عبدالله أما البقية فهم أشباه لاعبين تورطت بهم رياضة كرة القدم!
** جابر حقوي تم اشراكه في مباراة العراق رغم وجود من هو أفضل منه وبمراحل كوليد عبد ربه، حقوي سبق وأن ارتكب خطأ جسيماً في مباراة الامارات أضاع فرصة التأهل لتصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم قبل سنوات أداء حقوي في مباراة العراق الماضية لم يكن جيداً وتسبب في ضربة جزاء المهدرة من قبل نشأت أكرم.
** تتباكى الجماهير النصراوية على عدم تسجيل رضا تكر وعماد صديق اللذين تدربا مع النصر لأكثر من شهر ولم تقم الإدارة بقيدهم في الكشوفات لكن التألق لعماد ورضا من يضمنه (لو) تم تسجيلهم في النصر فالبروز يحتاج لعوامل عدة من أبرزها توفير السكن الجيد والمواصلات المريحة والغذاء المناسب وصرف المكافآت والمرتبات بصورة منتظمة وهذا ما وجداه في الأهلي والاتحاد أما في النصر فسيتم اسكانه في (الغرف) التي تحت مدرج الدرجة الثانية ولن يجد ما يضمن له التألق فلا تندموا ياجماهير النصر على رحيلهما!
** رفض الحكم محمد تامر احتساب ضربة جزاء صريحة للقادسية بعد ان أعاق الدعيع ياسر القحطاني محمد ثامر سبق له ان منح الدوخي في العام الماضي ضربة جزاء اتفق على عدم صحتها كل من شاهدها!
** وفرة المواهب الكروية في نادي الشباب الذي لايحظى بشعبية جماهيرية في مدينة الرياض فالهلال والنصر محل استغراب الكثير من المتابعين الرياضيين لكن من يعرف من خلف هذه المواهب واكتشافها سيتبدد عجبه واستغرابه ذلكم الكنز الشبابي الثمين سلطان خميس الذي أحضرهم بالملايين لتجلب الملايين لصندوق الشباب.
** القلب واللسان يلهثان بالدعاء بان يمن الله بالشفاء العاجل على الدكتور الصديق صلاح السقا وعلى الأخ الفاضل إداري النصر السابق علي أبوبريدة.
** نشأت أكرم لاعب ممتاز وصاحب مهارات مميزة، وصغير في السن إذا رغب النجم العراقي تطوير مستواه عليه البحث عن ناد آخر تتوافر فيه كل متطلبات التطور والتألق.
** الغائب الأكبر عن الوسط الرياضي عضو الشرف الفعال للنادي ، الرياضي الاستاذ عبدالرحمن الروكان فغيابه عن متابعة أحوال المدرسة ساهم في عدم بلوغ الرياض للمربع الذهبي فيا أبا محمد في الليلة الظلماء يفتقد البدر!