في خفايا النفس قوة سحرية لا ترى بالمجهر ولا يعرفها التشريح.. وهذه القوة إذا ترعرعت في الإنسان صعدت به إلى القمة وإلى أبد آفاق النجاح ودفعته إلى أعالي المجد، وإذا ماتت في دواخله قبل أن تولد اكتشف أنه خسر نفسه، وخسر مجتمعه، وخسر كيانه.. فيعيش في مجتمعة صورة بلا معنى، لغزاً بلا حل، وهما بلا حقيقة، سرابا بلا واقع.
لماذا نحن عرفنا أن الحياة طريق وعر وخطوناه بدون أن نعلم الطريق الصحيح لمسلكه؟.. لماذا نحن تعلمنا القراءة منذ الصف الأول وعندما تخرجنا عجزنا عن قراءة مشاعرنا؟.. لماذا نهرب دائما من أنفسنا؟.. لماذا نحن دائما ننسج ونرسم أحلام آمال ونسير بها في قارب وردي في بحر الأوهام؟ ولكن ما ان تصطدم بأرض الواقع إلا ونحن فقدناها وكدنا نفقد حياتنا معها وأصبحت خيالاً بخيال.
لماذا لا نجعل هذه الأحلام تجدد في نفوسنا لتضيء لنا طريق المستقبل، ونجعل كل حلم يموت بدواخلنا عندما يتحطم بأرض الواقع، ويولد بدلاً منه أحلام وطموحات جديدة، وتكون نهاية كل فشل لنا هي بداية كل نجاح.. لو أننا بحثنا منذ البداية عن هذه القوة، وعن هذا المفتاح لجميع كنوزنا كوامننا لحكت لنا جميع ألغاز هذه الحياة، ولفككنا كلماتها المتقطعة، ولحلقنا في سماء أنفسنا واكتشفنا جميع مواهبنا. هذا المفتاح يمهد لنا النجاح في كل زمان وفي كل مكان.. إنه الثقة بالنفس.
| 
