Saturday 20th March,200411496العددالسبت 29 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس: في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس:
الشيخ ابن حميد: العمل الصالح واسع الميادين.. والفتح في العمل يكون بالإكثار منه

* مكة المكرمة - عمار الجبيري:
أوصى معالي رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله عزّ وجلّ، وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم أمس بالمسجد الحرام إن الناس في هممهم متفاوتون وفي طبائعهم متمايزون، وفي ميولهم متنوعون، ولكن في مجموعهم متكاملون وبعضهم لبعض مسخرون، وإن لله في خلقه شؤوناً، سننه فيهم ماضية، قسّم بينهم مواهبهم وملكاتهم، كما قسّم أرزاقهم وطبائعهم وأخلاقهم، مشيراً إلى أن الله عزّ وجلّ خلق الخلق لعبادته وطاعته، ولكنه قسّم حظوظهم فيها وفاوت بينهم في الاجتهادات فيها، فمنهم من كتبه مصلياً قانتاً، ومنهم من كتبه متصدقاً محسناً، ومنهم من كتبه صائماً، ومنهم من كتبه مجاهداً يفتح لهم من أبواب الطاعات المطلوبات، ومن نوافل العبادات وفروض الكفايات ما يتنافس به المتنافسون.
وأبان فضيلته أن طرق الخير كثيرة وأبواب العمل الصالح مشرعة وواسعة والعمل الواحد يتفاوت الفضل فيه بحسب ما يمنح الله عبده فيه من قوة اليقين وصدق الإخلاص وزكاء النفس وتحقيق التوكل، فهناك من يفتح الله عليه بالقرآن الكريم والعناية به وتلاوته ومنهم من يفتح الله عليه في تعليمه وإقرائه فهمه الأكبر في تعليمه وضبطه واتقانه، ومنهم من يفتح الله عليه في علمه أو في باب من أبوابه من التوحيد والحديث والتفسير والفقه، ومنهم من يفتح الله عليهم في علوم اللغة والتاريخ والسير والعلوم التجريبية والتدريس والوعظ والتذكير والجمع والتأليف والصلاة وصيام النوافل.
وأفاد فضيلته أن هناك أناساً خصهم الله بمزيد من بر الوالدين وصلة الأرحام والأقارب من غي انتظار مكافأة ومنهم من يفتح الله عليه في مساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوفين وبناء المساجد وإنشاء الأوقاف والعلاج والتطبيب وتأمين الدواء والأجهزة الطبية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى فيه.
وقال فضيلته إن العمل الصالح واسع الميادين، شامل المفاهيم، ويكون الفتح في العمل بمحبته والإكثار منه والإحسان فيه ومزيد الرغبة فيه والاجتهاد فيه والإقبال عليه، ومن أكثر من شيء عرف به حاثاً على التنافس في أعمال البر والمسابقة إلى الخيرات والأعمال الصالحة.
وأوضح فضيلته أن ثمة أمراً يحسن التنبيه إليه ويغفل عنه الكثير وهو ما يظهر على بعض الناس من انتقاص بعض إخوانهم لأنه لم يفتح عليهم في بعض أبواب العبادات وبخاصة نوافل الصلوات والصيام، فمن فتح له في ذلك فليحمد الله ويحافظ على ذلك، لكن لا ينبغي أن ينظر إلى غيره بعين النقص أو العيب أو المقت.
ودعا فضيلته المسلمين إلى تقوى الله عزّ وجلّ، والاجتماع على تفقد النفوس في أعمال القلوب من الخوف والإخلاص والمراقبة والبعد عن الغيبة والحسد والغل واستنقاص الآخرين والكيد والمكر وذلك هو الذي يأكل الحسنات ولو كانت أمثال الجبال.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved