قلت للشاب السعودي الواقف على محاسبة أحد متاجر ألبسة الأطفال: هل تتقاضى أجراً جيداً؟
قال: ثلاثة آلاف ريال.. ودوامين.. ولا علاوات ولا دورات تأهيلية خلال عامين..
ومديرنا في العمل أجنبي وهو يحاول أن يبرز عيوبنا للمسؤولين، خاصة أننا نعمل في ماركة شهيرة.. وهو لا يهتم بتدريبنا.. بل ينتشي سعادةً كلما وقعنا في الخطأ!!
** قلت له.. لا تكن متذمراً.. لكن عليك بمهاتفة مكاتب العمل والعمال وكذلك القوى العاملة..
ولا تترك عملك مهما واجهك من مصاعب.. كن سعودياً وتحمل المصاعب لتثبت للآخرين أنك تستحق إعطاء الفرصة..
** كان صغيراً..
أشفقنا على يديه المرتعشتين..
وأشفقت على سمته وحيائه وسط زملائه من لبنان والفلبين بكل أناقتهم وجرأتهم ولباقتهم في التعامل مع النساء..
أشفقت على سهوه ونسيانه فقد أعاد حساب القطع مرتين متتاليتين..
ولو أخطأ أمام امرأة أخرى لربما تأفَّفت وتبرمت وطلبت تدخل المدير.. وقالت: عطلتني.. مَن يعوضني عن هذا الوقت المهدر؟
(إف وش هالموظفين التعبانين)..
** قد سمعت مثل ذلك وأشد..
** قلت له: اثبت..
فالمعركة تقارب على النهاية..
خلال أشهر قليلة.. لن يكون هناك أحد سواك.. ومَن هم مثلك..
قال: إن شاء الله..
** ليست عصبية.. وليست تمييزاً..
إنها مشاعر.. تسخن في عروقك.. كلما رأيت أبناء بلدك منزوين.. يعاركون.. يصارعون.. هذه الجرأة وهذه المهارة.. وهذا المأزق الكبير الذي لا يريد لهم أن يتخلصوا منه..
تجربة جديدة.. دوام طويل.. لا علاوات.. لا تدريب.. أجور متدنية وبعض تجار لا يرغبون بالسعودة وبعض نساء لا يفضلن التعامل مع السعوديين!
** في الخبر المنشور يوم الخميس في جريدة الوطن.. ما يجعلنا واثقين من نجاحنا في حلمنا السعودي..
دراسة مستفيضة وقرارات وشيكة ستضع حداً أدنى للأجور وسقفاً أعلى لساعات الدوام..
* ستنهي تعاقدات وافدين إثر ذلك لإحلال السعوديين.
** أخبار جديدة.. إذ ليس من الضرورة أن يربح التجار 100% أو 200%.. ليضحُّوا في سنوات السعودة الأولى بجزء من هذه الأرباح..
هذا إذا صدقوا في خسائرهم المتوقعة..
لم يعد من المقبول أن تتورم الحسابات البنكية للبعض بينما البعض الآخر يسقط أكثر خلف خط الفقر الأحمر..
** نحن قوم علمنا الإسلام التكافل والتعاون.. ونظريات الاقتصاد تؤكد أن توطين الوظائف أبعد مردوداً وأجدى على الناتج الوطني العام وليس الفردي..
إن همَّنا يسمو باتجاه وطن يجب أن يشبع أبناؤه ويشعر شبابه بأنهم خانات ذات أهمية في حسابات أرقام الوطن.
|