*مدريد - رويترز:
تنظر المحكمة العليا في إسبانيا فيما إذا كان سيستمر احتجاز خمسة للاشتباه بشأن صلتهم بتفجيرات مدريد التي أسفرت عن سقوط 202 قتيل فيما يبحث محققون في صلات محتملة بين التفجيرات والقاعدة.
وقالت مصادر قضائية ان الشرطة احتجزت ثلاثة مغاربة وهنديين في الساعات الأولى من صباح أمس بعد أن استمع القاضي خوان ديل اولمو إلى شهادتهم طوال الليلة. ومن المتوقع أن يعلن قرار رسمي من المحكمة في وقت لاحق.
وبعد أسبوع من تفجير قطارات ركاب في مدريد اعتقلت الشرطة الخميس خمسة آخرين مشتبه بهم في إطار التحقيق فيما يشتبه في أنه أول هجوم في الغرب منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول تشنه القاعدة أو متشددون مرتبطون بها.
وارتفع عدد قتلى تفجيرات مدريد إلى 202 ليصل بذلك إلى عدد مماثل للذين لقوا حتفهم في هجوم في بالي في عام 2002 والذي ألقيت مسؤوليته على متشددين إسلاميين.
وأصيب أكثر من 1750 شخصاً في مدريد. وقالت مصادر في المحكمة ان المحققين والقضاة يسعون وراء صلات محتملة بين هجوم مدريد وتفجيرات انتحارية وقعت في الدار البيضاء بالمغرب في مايو أيار 2003 سقط خلالها 45 قتيلاً.
وذكرت صحيفة البايس الإسبانية اليومية أمس الجمعة نقلاً عن مصادر في التحقيق ان الشرطة عثرت في متجر المغربي جمال زوجام أحد المحتجزين على قطعة من علبة تليفون محمول تتطابق مع تليفون محطم عثر عليه مثبتاً في حقيبة لم تنفجر.
وكان زوجام الذي يدير متجراً لبيع أجهزة التليفون المحمول في وسط مدريد أحد الذين مثلوا في المحكمة العليا.
وقال جون ستيفنس وهو ضابط شرطة كبير في لندن لصحيفة الاندبندنت في تصريحات لم يؤكدها مكتبه ان الشرطة تحقق في (صلة محددة) بين تفجيرات مدريد ومؤيدي القاعدة المقيمين في لندن.
وأشارت الصحيفة كذلك نقلاً عن مصدر في المخابرات إلى اعتقاد بأن زوجام زار لندن للحصول على مساعدة في هجوم مدريد. وقالت مصادر في التحقيق إن الخمسة المشتبه بهم الذين اعتقلوا الخميس هم إسباني وأربعة عرب.
كما احتجز جزائري لكن المصادر لا تعتقد أنه رئيسي في التحقيق في التفجيرات.
وأضافت المصادر أن الإسباني اعتقل في مدينة في شمال البلاد. وذكرت صحيفتا البايس والموندو أنه من أصول مغربية.
وكان للتفجيرات وهي أسوأ هجوم في أوروبا منذ تفجير طائرة ركاب فوق بلدة لوكربي في عام 1988 تداعيات سياسية واسعة النطاق واستدعت مراجعة أمنية في أرجاء أوروبا وخارجها. ومن المقرر أن يعقد وزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً في بروكسل اليوم الجمعة لبحث إجراءات أمنية جديدة. وقالت ادعاءات منسوبة للقاعدة ان الهجوم رد على تأييد الحكومة الإسبانية للحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق والتي تعارضها غالبية الإسبان.
وحقق الاشتراكيون بزعامة خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو فوزاً مفاجئاً في الانتخابات العامة التي أجريت يوم الأحد الماضي وسط اتهامات من الرأي العام بأن حكومة يمين الوسط حاولت إلقاء مسؤولية التفجيرات على جماعة أرض الباسك والحرية الانفصالية لتجنب أي رد فعل عكسي للناخبين بسبب العراق.
وانخرط ثاباتيرو في جدل على الفور متعهداً بان يفي بوعده قبل الانتخابات بسحب القوات الإسبانية من العراق ما لم تتول الأمم المتحدة المسؤولية في العراق في منتصف العام رافضاً مناشدة الرئيس الأمريكي جورج بوش له بالبقاء.
وقال ثاباتيرو للتلفزيون الإسباني في ساعة متأخرة أمس الخميس (يجب أن تضطلع الأمم المتحدة بمسؤولية سياسية عن الوضع في العراق... لا بد من مشاركة القوى الجديدة).
وتدخل هانز بليكس كبير مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة قائلاً ان غزو العراق أدى إلى استقطاب في الشرق الأوسط وزاد من تهديد المتطرفين.
وقال في الولايات المتحدة ان تفجيرات إسبانيا أظهرت بوضوح تزايداً في الإرهاب وأضاف (إنه.. تنظيم القاعدة أو أي حركات إرهابية مرتبطة به تحاول إبلاغ الدول بأنه يتعين ألا تشارك في عمليات بالعراق).
|