ليست المرة الأولى التي يستشهد فيها صحفي في العراق، فالكثير من الزملاء ذهبوا ضحية العمليات القتالية وخاصة إبان غزو القوات الأمريكية للعراق، واعتبرت عمليات قتل الصحفيين العرب وغير العرب أثناء تلك الفترة إحدى الحالات المصاحبة للحروب، فالذين قتلوا في الأيام الأولى للغزو الأمريكي للعراق خارج بغداد كانوا مصاحبين للقوات الغازية ووضعهم مثل وضع الجنود رغم العلامات التي تميّزهم عن الجنود مع أن بعضهم كان يرتدي الملابس العسكرية, وبعد دخول القوات الأمريكية العاصمة العراقية قُتل عدد من الصحفيين والمصورين ومنهم مراسل محطة الجزيرة القطرية ومصورون من وكالة رويترز ومحطات فضائية أخرى منهم إسبان وأوروبيون وغيرهم، وذُكر وقتها أن القوات الغازية كانت تتعمّد استهداف طواقم الصحفيين للتغطية على ما تقوم به من عمليات ولا تريد للصحفيين أن يعرفوا ما يجري..!! ولكن لأن العمليات العسكرية كانت متواصلة وخطوط القتال متشابكة لم يكن من الممكن تأكيد مسؤولية الجهة التي كانت تستهدف الصحفيين.
أما ما حصل مساء يوم الخميس حيث استهدفت القوات الأمريكية فريق العمل التلفزيوني لمحطة قناة العربية الفضائية الذي كان متوجهاً لتغطية عملية حصلت في فندق برج الحياة بمنطقة المسبح بحي الكرادة، فما إن اقترب الصحفيون التابعون لمحطة العربية حتى انهمر الرصاص باتجاههم رغم أنهم يرتدون ملابس تميّزهم عن غيرهم من إشارات فسفورية تدلل على مهمتهم و(الكاميرا التلفزيونية) إلا أن الجنود الأمريكيين أطلقوا نيرانهم باتجاههم بعد أن لاحقتهم مدرعة أمريكية أطلق جنودها النار على السيارة التي كانت تقل الفريق الصحفي فاستشهد المصور التلفزيوني علي عبدالعزيز في حين أُصيب زميله مراسل العربية علي الخطيب إصابات بالغة ما لبث أن لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى النفيس منضماً إلى قائمة الشهداء.
هذه المرة لا يمكن للقوات الأمريكية أن تبرر الفعلة، كما كانت تفعل في المرات السابقة حيث قتلت مصوراً تلفزيونياً كان يحاول تغطية عملية إرهابية عند سجن أبو غريب، أو مقتل مراسل الجزيرة القطرية ومهاجمة المصورين والصحفيين في فندق فلسطين فتلك الأعمال بُررت من قِبل الأمريكيين بعدم قدرة جنودها على التمييز لتداخل خطوط القتال، أما عملية (المسبح) فإن الضحية كانت معروفة والجلاد لا يمكن تبرئته.
|