* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في مساء يوم السبت الثامن من محرم 1425هـ، الموافق 28-2-2004م، كان الشهيد الطفل الفلسطيني اليتيم معتز نافذ حسين الشرافي (عشرة أعوام) يلعب بجوار منزله في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة، حين أغارت طائرات حربية إسرائيلية من طراز (إف 16)، على المنطقة، لتقصف عددا من قادة سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وقد احترقت السيارة المستهدفة بالكامل نتيجة انفجار الصواريخ، وتناثرت أجزاء كثيرة منها في محيط المنطقة، وأثناء القصف الهمجي هذا أصيب الطفل معتز بإصابات خطيرة نقل على أثرها إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ثم ما لبث أن تم تحويله لخطورة حالته إلى مستشفى بمدينة القدس المحتلة، وفي ظهر يوم الجمعة 14 محرم 1425هـ، الموافق 2004-3-5م ارتقى الطفل معتز إلى العُلا شهيداً ليلحق بركب من سبقه من الشهداء الأطفال الفلسطينيين، الذين زاد عددهم عن 550 شهيداً منذ تفجر انتفاضة الأقصى وحتى وقت قريب...
والدة الطفل الشهيد معتز الشرافي، الدكتورة سعاد عودة الأرملة، الأم لأربعة أبناء قالت للجزيرة: قبل يوم من إصابته كان يلعب مع أقرانه الأطفال في الحي، مثل الكثيرين من أطفال فلسطين، إذ يُمثلون جنازة شهيد، فمثل طفلي برفقة أطفال الحي وقتها دور الشهيد وتظاهر أنه أصيب في رأسه، وفي اليوم التالي تقول الأم المكلومة: كانت إصابته حقيقية، لقد أصيب بشظايا صاروخ موجه أطلق من طائرة حربية صهيونية، ليرقد في غرفة العناية المركزة فاقدا للوعي مدة أسبوع، قبل أن تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها..
وكان د.جمعة السقا، مدير العلاقات العامة بمستشفى الشفاء قال للجزيرة: أصيب الطفل معتز الشرافي في رأسه بشظايا متفجرة من صاروخ إسرائيلي موجه، لتخترق رأسه وتستقر في دماغه، وقد وصلنا فاقد الوعي، وكانت حالته صعبة.. لقد كان في حالة موت سريري..
ومسحت الأم الفلسطينية دموعا حارة انهمرت من مقلتيها ، ضامة أبناءها المتبقين إلى صدرها لتقول للجزيرة: لم يرحم الاحتلال الصهيوني براءة طفلي معتر، إنه يتيم، توفي زوجي قبل سبعة أعوام، كان حينها معتز في الثالثة من عمره، لقد مزق الاحتلال شمل عائلتنا اللاجئة، ففي عام 1948 هجرت أسرتنا الكبيرة من بلدتها الأصلية 'هربيا' في فلسطين المحتلة عام 1948..
وتوجه مراسل الجزيرة إلى مدرسة أبو حسين الابتدائية، حيث كان الطفل يتلقى علومه فيها، وضع زملاؤه صورته على مقعده، وفوق السبورة عُلقت صورة وضعت في برواز زجاجي.. وعلى باب المدرسة ألصقت صورا كثيرة للشهيد الطفل، وعلى جدارنها كتبت شعارات تنعي الشهيد.
الطفل محمد (عشرة أعوام)، زميل الشهيد الطفل معتز قال للجزيرة: كان زميلي الشهيد يدرس في الصف الخامس الابتدائي، كان طالبا متفوقا وذكيا خلوقا.. لطيفا.. محبوبا لدى الجميع، لم يكمل الطفل محمد حديثه البريء وأكمل بالدموع..
انتهاكات بحق طلاب العلم والمعلمين
في فلسطين المحتلة.
وفي هذا السياق، تلقت الجزيرة إحصائيتين حديثتين من وزارتي الصحة والتعليم في الأراضي العربية المحتلة جاء فيهما: منذ تفجر انتفاضة الأقصى في 29-9-2004م وحتى وقت قريب بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين من شريحة الأطفال ما يزيد عن (550 شهيداً)، وعدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي أكثر من (732 شهيداً)، وعدد شهداء الاغتيالات والتصفية الجسدية، خارج إطار القانون أكثر من (240 شهيداً)، منهم (100 فلسطيني) غير مستهدفين..
وأشارت الإحصائيات الفلسطينية إلى أن عدد الطلاب والمعلمين الذين استشهدوا برصاص الجيش الإسرائيلي يزيد عن (670) من طلبة المدارس والجامعات ومعلمي المدارس وأساتذة الجامعات، كما أن عدد الطلبة والطالبات والموظفين الذين أصيبوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي زاد عن (5700 طالب) من طلبة المدارس والكليات والجامعات والموظفين..
وأوضحت الإحصائيات الفلسطينية التي وصلت الجزيرة نسخ منها: أن عدد المعتقلين من طلبة المدارس والجامعات زاد عن (1300 طالب وطالبة) من طلبة المدارس والكليات والجامعات منهم (437 من الأطفال)، وبلغ عدد المعتقلين من المعلمين والموظفين في قطاع التربية والتعليم العالي ما يزيد عن (200 معلم وموظف )..
وحسب الإحصائيات الفلسطينية: بلغ عدد المدارس والجامعات التي تم إغلاقها بأوامر عسكرية (12 مدرسة وجامعة)، وعدد المدارس التي تم تعطيل الدراسة فيها جراء العدوان الإسرائيلي يزيد عن (1125 مدرسة ومؤسسة تعليم عالٍ)، وعدد مؤسسات التربية والتعليم التي تعرضت للقصف (302 مدرسة ومديرية ومكاتب تربية وتعليم وجامعة )، وعدد المدارس التي حولت إلى ثكنات عسكرية (43 مدرسة)..
|