* بغداد - رويترز:
تسببت الاضطرابات الكردية في سوريا وإيران في إثارة مخاوف من أن مكاسب الأكراد في العراق بعد الحرب يمكن أن تدفع طموحات بين الأقليات الكردية هناك.
ولهذا فإن العنف الذي حدث مؤخراً ربما يقلق الزعماء الأكراد الذين يسعون لتقليل مخاوف عربية وإيرانية وتركية بأن تقوية الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق يمكن أن يشعل نعرة القومية الكردية.
قال جاريث ستانسفيلد خبير الشؤون العراقية بجامعة اكستر ببريطانيا: (انهم يحاولون أن يظهروا للأمريكيين انهم يستطيعون الحصول على الحكم الذاتي دون تفكيك العراق أو إثارة جدول أعمال يسعى للانفصال).
ويوم الجمعة الماضي قتل نحو 30 شخصاً في شمال شرق سوريا في صدامات بدأت في مباراة لكرة القدم.
وفي الأسبوع الماضي اعتقلت الشرطة الإيرانية لفترة وجيزة عشرات الأشخاص عندما تحولت إلى عنف احتفالات كردية إيرانية بتوقيع دستور العراق الجديد الذي جعل الكردية لغة رسمية واعترف بالحكم الذاتي الكردي. وكان قد تظاهر الأربعاء نحو 5000 شخص في أربيل بالعراق احتجاجاً على ما أسموه (المذابح) في سوريا.
وحتى الآن رد الفعل العربي مكتوم وان كان نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام قد اتهم قوى أجنبية لم يحددها بمحاولة استغلال الاضطرابات. وقال انه لا يستطيع أحد تمزيق نسيج سوريا الوطني. وتاريخياً يشعر الأكراد بأنهم تعرضوا للظلم. عددهم نحو 25 مليوناً منتشرون في تركيا والعراق وإيران وسوريا وأماكن أخرى ليست لديهم دولة وكثيراً ما تعرضوا للاضطهاد وخاصة ما حدث لهم على يدي صدام حسين في هجوم بالغاز السام على بلدة حلبجة عام 1988 وكانت الذكرى السنوية هذا الأسبوع.
في الماضي ثار الأكراد وحاربوا الحكومات المركزية في العراق وإيران وتركيا وفي ظل التزام بالحفاظ على الحكم الذاتي الذي حصلوا عليه في 1991 وتطلع إلى توسيع أرضهم لا يرى زعماؤهم نفعاً من معاداة الجيران. وأيد زعماء عراقيون عرب رفض الأكراد لأي دور لقوات تركية بعد الغزو بقيادة الولايات المتحدة. ولكن بعض العرب من السنّة والشيعة يخشون انفصال الأكراد يوما ما.ويراقب أكراد في مناطق أخرى أحداث العراق عن كثب وان كانت أوضاعهم في الدول المضيفة تؤثر في رد فعلهم.
وقال المحلل السياسي السوري سمير التقي تنامى الشعور الوطني بين أكراد سوريا ولكن هناك عوامل أخرى. ما تحقق للأكراد في العراق وخاصة بعد الدستور المؤقت ساعد في خلق فرصة سياسية لهذه الظاهرة.
وأضاف انه يجب على سوريا الآن محاولة احتواء العنف ومخاطبة المطالب الكردية. ويرجع المحلل السياسي الإيراني حسين رسام القلاقل في مناطق الأكراد بإيران إلى التذمر من منع الإصلاحيين من الانتخابات في الشهر الماضي وابتهاج زملائهم أكراد العراق بما حصلوا عليه في الدستور.
ويعتقد أن أكراد العراق ليست لهم مصلحة في التدخل في إيران. قال لا اعتقد انهم يريدون التأثير كثيرا في أكراد إيران لان هذا سيغضب الحكومة الإيرانية.
وقال رسام: إن أكراد إيران ليسوا منظمين سياسيا كما يجب وأغلبهم يؤمنون انهم إيرانيون. وانهم افضل معاملة من أكراد في بلاد أخرى. كما يتوجس منهم زعماء إيرانيون شيعة لأنهم من السنّة. كما تتوجس تركيا التي شهدت تمردا كرديا دمويا من الاستقلال الذاتي للأكراد في العراق ومساندة واشنطن لهم منذ حرب الخليج في 1991.
قال سامي كوهين كاتب العمود بصحيفة ميليت اليومية إن خبراء من الأتراك ربطوا بين القلاقل في سوريا والعراق.
وقال تركيا دائما تقول: إن الولايات المتحدة فتحت أبواب جهنم في العراق. وبالتأكيد هذا يقلق الأتراك. ويعتقد كوهين أن تزايد مطالب الولايات المتحدة من سوريا ربما يشجع الأكراد هناك بطريق غير مباشر.
وتقول واشنطن: إنها ستفرض قريبا عقوبات جديدة على سوريا التي تعتبرها دولة مارقة تؤيد الإرهاب وتسعى للحصول على أسلحة محظورة بينما تنفي دمشق هذه الاتهامات. وقال كوهين يفسر هذا في المنطقة على أنها إشارة من الولايات المتحدة لاضعاف سوريا إذا لم يكن تعجيزها تماماً.
|