جاء تعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظاً للخرج مكسباً للجميع لما عرف عن سموه من عطاء متجدد وحرص على تفعيل الانشطة المختلفة في المجتمع يقول الشاعر عبدالعزيز العتي:
|
ما إن سرى بنا التعيين في بلدي
حتى اشرأبت له أعناق أهليها
وأصبح الكل يروي قصة وبها
من التفاؤل والإعجاب ما فيها |
ومن أبرز تلك المناشط التي حرص سموه على الارتقاء بها الى المكان اللائق به هو النشاط الثقافي والأدبي في المحافظة ذات القاعدة العريضة منه سواء الشعراء أو الأدباء والاكاديميين.
ولو التفتنا إلى ماضي المحافظة لوجدناها زاخرة بالشعر منذ العصر الجاهلي مروراً بالعصر الإسلامي وذلك لوجود أسباب الاستيطان البشري فيها من مياه منسابة وخصوبة في الأرض ووفرة في الإنتاج وما أمر ثمامة بن أثال بمجهول.
يقول الشاعر عبيد الأبرص:
|
تغيرت الديار بذي الدفين
فأودية اللوي فرمال فلين
فخرجي ذروة قلوى ذيال
يعفي آيه مرالسنين |
ويقول الشاعر الأموي جرير:
|
آلو عليها يمينا لا تكمنا
من غير سوء ولا من ربية حلفوا
يا حبذا الخرج بين الدام والأدمي
فالرمث من برقة الروحان فالعزف |
ومنذ توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أولى الخرج عنايته الخاصة حيث أنشأ فيها أول مشروع زراعي على مستوى المملكة حتى غدت واحة غناء ألهبت قرائح الشعراء فقالوا أبياتاً جميلة في وصف تلك الطبيعة الخلابة ذات الاشجار الكثيفة والمشاريع الزراعية والحيوانية الكبيرة، واليوم قد تبنى سمو محافظ الخرج - وفقه الله - إقامة ناد ثقافي وأدبي ليكون منبراً تلتقي حوله الابداعات الشعرية والادبية التي عانت فترة طويلة من تشتت الجهود وخفوت الضوء الاعلامي عن نتائج أبناء المحافظة حتى بات الكثير منهم يحتفظ بانتاجه في الادراج او يدندن به بينه وبين نفسه حتى يسر الله اخراج اول مطبوعة تحمل بين دفتيها مجموعة جيدة من نتاج شعراء المحافظة قام بها كاتب هذا الاسطر ومع ذلك لم يجد هذا العمل من يقوم بنقد قصائده أوالتعليق عليها من أبناء المحافظة لإثراء العمل الأدبي فيها ، ولأن كان هذا المشروع الثقافي هو الحلم الجميل لدى الجميع يحتاج لبعض الوقت حتى يتشكل بصورته المأمولة فإنه يفترض فيمن يمتلكون الادوات الادبية المسارعة الى انجاح هذه الخطوة الرائعة التي تبناها سمو المحافظ، وأحب ان ألمح الى فتح المجال امام بعض المناشط الثقافية والامسيات واللقاءات الادبية ريثما يتم انشاء النادي ليكون رافداً من روافد تغذية النادي مستقبلاً، مؤكداً في نفس الوقت ان طبيعة المناشط الثقافية في النادي المزمع انشاؤه لا تتسم بالنمطية الرسمية ولا تلغي أو تهمش نشاطات الآخرين المختلفة في شتى القطاعات كما انني متفائل بمشاركة الجميع سواء من الاكاديميين أو الشعراء والادباء من ابناء محافظة الخرج مشاركة مستمرة وذلك بالحضور المميز والاستعداد للأطروحات الفكرية التي من شأنها ان تعمق النظرة الادبية التي تصب في نهر الابداع والتلاحم بين الجميع، والسعي الى التفاعل مع ما يُطرح من نتاج ادبي بالنقد والتمحيص لذات العمل لا للشخص والا يؤثر ذلك على العطاء مستقبلاً كما هي الحال في كثير من المنتديات الادبية المنتشرة في مملكتنا الغالية.
كما اتطلع الى اليوم الذي نرى فيه مبنى النادي شامخاً ومميزاً في مبناه ومتوسطاً مراكز المحافظة ليسهل تواصل الجميع من خلال البرامج والانشطة التي سوف يقوم بها رجال يحملون الهم الثقافي ويمتلكون الرؤية المعتدلة لتنوع برامجه وشرائح المجتمع المستفيدة منه ليكون الناتج جيداً، واختتم بالاشادة بجهود الاستاذ حسن بن مشبب بن حمران مدير مكتب سمو المحافظ الذي يتقد حماسة لتحقيق هذا الحلم وبجميل اخلاقه التي اتسعت للجميع فهنيئاً له بهذا.
كما أشيد بالكاتبة المبدعة عزيزة القعيضب التي تسهم عبر قلمها في تفعيل الدور التوعوي لفتيات الخرج بعطائها ومطالباتها الثقافية المتجددة.
وختاماًُ لك حبي وتقديري أيها القارئ العزيز
عبدالعزيز بن ناصر البراك
وزارة التربية والتعليم | 
