تعقيباً على سطور الدكتورة خيرية السقاف التي سطرتها عن الموت بعد أن عقبت على إحصائية عبدالكريم الرويشد:
فلا شك أنها إحصائية مخيفة ومفزعة وتبعث في النفس التأمل والتفكر في هذه الأعداد الهائلة التي توفاهم الله ولا حيلة لهم ولا حياة، ولكن بني قومي هذه الأيام لم تعد تهولهم هذه الأرقام ولم تعد هذه الوقائع تؤثر فيهم وتلف على قلوبهم لفاف الخشية إلا من رحم الله، لذلك اذهب الى المقبرة حال تشييع الجنازة وانظر الى العجب العجاب فلعمري كم صفقة أبرمت بين يدي الجنازة في المقبرة؟ وكم مناسبة عقدت في المقبرة؟ وكم نغمة هدرت لتخترق سكون المكان وصمت الحاضرين؟ وكم هي الضحكات التي تطلق هنا وهناك في أروقة المقبرة؟ أكان هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم هكذا وأصحابه والسلف الصالح؟! كلا والله بل كانوا يسيرون مع الجنازة وكأن على رؤوسهم الطير، وكانوا يبكون على شفير القبر كما بكى النبي صلى الله عليه وسلم على شفير القبر حتى خضب لحيته بالدموع، وكان سلفنا الصالح يغشى عليهم من ذكر الموت والمقابر واليوم أضحى الحال كما نرى ونشاهد لا دمعة تسبل ولا زيارة تفعل لتقديم دعوات لهؤلاء السكان سكان القبور.. أولم يقل حبيبي صلى الله عليه وسلم (ألا إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وعودا على كلام الدكتورة الذي أثار في نفسي شؤونا وشجونا فلم تبرح هذه الكلمة العظيمة التي تنطبق علينا معاشر المقصرين في هذا الوقت تلوح أمام عيني وتجول في خاطري وهي مقولة الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ما أكثر العبر وما أقل المعتبرين) يا الله حقاً صدقت وفعلا وصفت!!
محمد بن عبدالعزيز الكريديس / بريدة |