عام على احتلال العراق

من المهم ألا يكون هناك عام آخر لهذا الاحتلال وقد رأينا كيف أن العام الأول تم اختتامه بما يمكن أن يلخص أحداثه الدموية، حيث كانت الخاتمة انفجاراً آخر مروعاً خلَّف 32 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى.
كان العام الأول حافلاً بكل ما هو دموي من حرب لا هوادة فيها ضد الاحتلال وملاحقة صادفت النجاح، لأركان النظام السابق تم تتويجها بالقبض على صدام حسين، ونذر حرب أهلية تظهر فيها بوضوح بصمات الخارج وبالذات الأيدي الإسرائيلية التي تسللت إلى مفاصل الشأن العراقي من الاستخبارات مروراً بالسياسة إلى الاقتصاد، وأصبحنا نسمع عن مكاتب إسرائيلية، وعن شراء للأراضي من قِبل الإسرائيليين، وعن عودة ليهود العراق الذين تركوا البلد منذ عشرات السنين.
وكل هذه السلبيات تتغذى من بيئة مثالية يوفرها الاحتلال الذي لن يراعي قطعاً أي مصلحة عراقية مثلما يعطي الأولوية لمصالحه، ونعرف المدى البعيد لتشابك المصالح بين القوة المحتلة وإسرائيل ،الأمر الذي يجعل الخوف مشروعاً من سنة أخرى من الاحتلال.
الدرس الأكبر المستفاد من هذا العام هو إمكانية الحفاظ على النسيج الاجتماعي والطائفي والعرقي العراقي مع توفر الوعي اللازم لدى القوى العراقية بأنها مستهدفة وأنها تستطيع تجاوز المؤامرة الكبرى لتفتيتها من خلال تمسكها بالوحدة الوطنية والتصدي الجماعي لمؤامرات التقسيم.
إن انهاك القوى العراقية بعام آخر من الاحتلال سينعكس على سلامة العراق ولعل العراق يحتاج أكثر إلى قدرٍ من الأمن ليتقوى به للوفاء بالاستحقاقات الدستورية التي تساعده على استعادة عافيته السياسية وبالتالي استقراره.