* الرياض - الجزيرة:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة خلال ورقة العمل التي قدمها في ندوة السياحة والعولمة التي تنظمها كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة والفندقة في أبها بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة، على أن لتحرير التجارة في الخدمات عموماً، والخدمات السياحية خصوصاً، آثاراً متوقعة على قطاع السياحة بالمملكة؛ ومن الآثار الإيجابية المتوقعة توافر الخدمات السياحية كماً ونوعاً بسبب ارتفاع المنافسة، ونقل التقنية وتوطينها، وزيادة كفاءة وتنافسية قطاع السياحة وبقية القطاعات الاقتصادية، وكذلك كفاءة واستقرار سوق المنتجات السياحية، وتحسين مستوى رفاهية المستهلك نتيجة انخفاض تكاليف الإنتاج وأسعار الخدمات السياحية.
مشيراً إلى أنه في المقابل قد يؤدي تحرير الخدمات السياحية إلى آثار سلبية تتلخص في تزايد نفوذ موردي الخدمات الأجانب في سوق الخدمات السياحية المحلية،.
والإضرار بالمنشآت المحلية العاملة في المجال السياحي نتيجة القوة التنافسية الكبيرة للمنشآت الأجنبية، وإبعاد المنتج المحلي عن قطاعات سياحية بعينها.
ورأى سموه أن العولمة تؤثر وتتأثر بالسياحة بشكل كبير، وذلك بسبب ارتباط السياحة بكثير من الجوانب المتعلقة بالعولمة مثل الاقتصاد، والثقافة، والمجتمع، والبيئة، والإعلام، والمعلومات وغيرها، ولترافق تدفق الأفراد ورؤوس الأموال والأنماط الثقافية مع حركة السياح.
مبيناً أن انتشار تيار العولمة وتوسعها في السنوات الأخيرة أوجد بيئة خصبة ومساندة لنمو النشاطات السياحية، مما جعل السياحة أحد أهم مظاهر العولمة في الوقت الحالي.
وأوضح أن الهيئة العليا للسياحة قامت بإعداد مشروع لتنمية السياحة الوطنية في المملكة، جمعت خلاله بين المعرفة المحلية والخبرة الدولية، واستصحبت في ذلك افضل التجارب العالمية في المجال السياحي لأكثر من 45 دولة. وقد أخذ المشروع بعين الاعتبار الخصائص المحلية والثقافية الأصيلة للمملكة.
ودعا سموه إلى وضع آلية دولية لتنظيم عمل الشركات العالمية، لمنع استغلال القوى الكبيرة والمسيطرة لنفوذها، مع تطبيق نظام عالمي لأخلاقيات السياحة يسهم في تحقيق تنمية سياحية مستديمة، ومسؤولة، وعادلة على المستوى العالمي، وبين أن نجاح القطاع السياحي بالمملكة يرتبط في مجابهة التحدي الكبير الذي تطرحه ظاهرة العولمة ارتباطاً وثيقاً بمدى قدرة هذا القطاع على المنافسة المحلية والإقليمية والخارجية، خاصة مع الأسواق السياحية في الدول المجاورة.
لذلك يتطلب التعامل والتفاعل مع العولمة في قطاع السياحة العمل على تقليص تكاليف الخدمات السياحية (الإيواء، النقل، الطعام، ... إلخ).
كما يتطلب توفير منتجات سياحية محلية جذابة وبأسعار منافسة تجعل القطاع الخاص العامل في المجال السياحي قادراً على المنافسة في مجال الخدمات السياحية، وذلك لكيلا يؤدي اتساع تيار العولمة في مجال السياحة إلى تدفق المزيد من السياح المواطنين نحو الخارج، وفقدان المنافسة بما يتوافر لتلك الأسواق من قدرات فنية وتنظيمية وبشرية متقدمة وخبرات متراكمة.
| 
