* الرياض - وسيلة الحلبي:
وقع صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة الانمائية امس الأول في الرياض اتفاقية تأسيس أول بنك للفقراء في العالم العربي (بنك الامل للاقراض الاصغر في الجمهورية اليمنية) ووقع الاتفاقية عن الجانب اليمني وزير الشؤون الاجتماعية والعمل عبدالكريم الارحبي وممثل رجال الاعمال اليمنيين ورئيس الاتحاد العام للغرف التجارية ورئيس اللجنة الفنية لبنك الامل محمد عبده سعيد هايل بحضور سفير اليمن لدى المملكة خالد بن اسماعيل الاكوع.
وقد شاهد الجميع في بداية اللقاء عرضا مرئيا لمبادرة الامير طلال بن عبدالعزيز لانشاء بنوك الفقراء في العالم العربي واستمعوا إلى شرح موجز عنها.
بعد ذلك القى سمو الامير طلال بن عبدالعزيز كلمة ترحيبية.. ثم اجاب على اسئلة الصحفيين حيث أفاد بان النية تتجه نحو اقامة بنك مماثل في لبنان والاردن.. وقال (في الاردن اجاز البرلمان هناك القانون الخاص بهذا البنك وهذا مهم جدا بالنسبة لنا.. وفي لبنان هناك نقاش حول صدور مرسوم بانشاء البنك من مجلس الوزراء او مجلس النواب وعندما تصل الامور عند نهايتها سنقوم بتوقيع الاتفاقية معهم). وربط سموه بين توجه البرنامج لاقامة بنوك للفقراء في اي من البلاد العربية وتحرك الجهات الحكومية في ذلك البلد مشيرا إلى ان البرنامج عرض مساهمته بالمال والمعرفة والدراسة وان امر اقامة مثل هذا البنك مطروح على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
وتطرق سموه إلى موضوع الفقر فقال (هناك فقر في بلاد غنية وهناك فقر في بلاد ليس لها موارد وفقيرة فهو يختلف من مكان لمكان آخر).
وشدد سموه على ان معالجة الفقر ينبغي ان تنبع من البلاد نفسها مهما كانت مواردها لان الفقر آفة ومرض ولا يجوز في اي حال من الاحوال ان نرى اولادنا هنا او هناك في هذا الحال.. ففي بعض الدول العربية دخل الفرد في اليوم لايتجاوز الدولار او الدولار ونصف وهذا من الامور المحزنة.. وعلى الدول العربية التعاون في مكافحة هذه الآفة.
واكد سموه ان مقارنة نسبة الفقر في العالم العربي ببعض الدول الاوروبية أمر مهم جدا وقد اغفل إلى سنوات طويلة. وقال (في بعض الدول العربية نحو اكثر من نصف السكان عاطلون.. وهذه فيها ناحية انمائية بمعنى ان تأتي لانسان وتحرمه من لقمة العيش).
واشار إلى ان زيادة السكان بنسب كبيرة احد الاسباب الرئيسية المؤدية إلى انخفاض الدخل وبالتالي الفقر ، داعيا إلى التحرك والعمل على ايجاد الحلول المناسبة التي تتفق واحكام الشريعة الاسلامية.
وافاد بان بنك الفقراء سيبدأ نشاطه بعد التوقيع مباشرة وقال سموه (يجب ان نبدأ بمبالغ صغيرة وتكبر مع الوقت وهذه نصيحة من الخبراء الاقتصاديين).
وفي سؤال عن ماهية الضمانات التي يأخذها البنك من الفقراء اوضح سمو الامير طلال بن عبدالعزيز ان من مزايا الفرق بين الفقير المقترض من بنك الفقراء ورجل الاعمال المقترض من البنوك التجارية فرق شاسع وكبير.. وقال (أولا ان الاتفاقية التي بين الفقير والبنك ليست اتفاقية مكتوبة واثبتت الايام انه يمكن استرجاع الاموال من الفقراء.. حيث تبلغ النسبة اكثر من تسعين في المائة بما يعني ان الفقراء امناء.. عندما يعطون وعداً باعادة هذا القرض.. اما البنوك التجارية فالمردود العائد لها من هذه القروض حولي 65 او 70 في المائة وهناك بنود ومحامٍ بين المقترض التاجر والبنوك التجارية.. لكن اتفاقية الفقراء الشفوية اثبتت جدواها اكثر من اتفاقية البنود).
بعد ذلك القى معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل اليمني عبدالكريم الارحبي كلمة عبر فيها عن سعادته بتوقيع هذه الاتفاقية متمنيا دعمها في دول عربية أخرى.. من جانبه عبر ممثل رجال الاعمال اليمنيين ورئيس الاتحاد العام للغرف التجارية ورئيس اللجنة الفنية لبنك الامل محمد عبده سعيد هايل عن شكره لما يحظى به الشعب اليمني من دعم مستمر من
|