* كتبت - مندوبة (الجزيرة):
أشاد عدد من التربويات والداعيات والأكاديميات بمعارض وسائل الدعوة إلى الله التي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تحت شعار (كن داعياً) ودورها في استقطاب أعداد كبيرة من النساء والفتيات للقيام بدور فاعل في مجال الدعوة الإسلامية.
وطرحت التربويات والداعيات في استطلاع على هامش المعرض الخامس لوسائل الدعوة إلى الله المقام حالياً في المدينة المنورة عدداً من الأفكار والاقتراحات لتعظيم الاستفادة من هذه المعارض وزيادة الوعي الديني والفكري والثقافي لدى النساء.
*****
تجديد للزاد الدعوي
في البداية تؤكد الداعية د. رقية المحارب أن مجرد وجوب إعلان في وسيلة إعلامية حول معرض وسائل الدعوة إلى الله يرسل الكثير من الرسائل التوعوية لجميع شرائح المجتمع ومن بينها النساء، ويلفت نظر المرأة إلى فضيلة الدعوة، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن هذه المعارض الدعوية تعد تجديداً في إيصال المحتوى الدعوي، إذ تحتوي هذه المعارض على كثير من الأفكار التي تعين الأخوات المعلمات، والمربيات وعموم النساء على المهام اليومية في التعامل مع الطالبات أو الأولاد أو غيرهم، فهي تمثل زاداً متجدداً ومحطة للمراجعة والتقويم.
وتضيف د. المحارب: ومن فوائد هذه المعارض أنها تجمع حاملات الهم الدعوي وتوثق العلاقات بينهن وهذا بلا شك يساعد على تكامل الجهود وتنسيق النشاطات والتمهيد لوحدة كبيرة في المفاهيم والقناعات وإزالة الخلافات في مهدها عبر الحوار المباشر، يضاف لذلك أن الندوات المصاحبة للمعرض والمحاضرات والكتب والأشرطة التي يتم توزيعها تمثل في نظري دعامة للنهضة الفكرية والثقافية وتعزز الانتماء لهذا الدين الحنيف وتشجع على الخير بكل أنواعه.
وتطالب د. المحارب أخواتها من المعلمات والتربويات وعموم النساء باستغلال هذه المعارض الدعوية، والاستفادة منها في التعرف على وسائل الدعوة التي يمكن من خلالها للمرأة والفتاة القيام بواجب الدعوة في عملها أو بيتها، وأن تستفيد كذلك من الندوات والمحاضرات في الأيام المخصصة للنساء في تنمية مداركها وزيادة وعيها ومعرفة الأهداف الحقيقية لما يحاك ضد أمتها ودينها من مؤامرات، تحت مسميات تستهدف المرأة المسلمة بالاساس، لانها المربية والمعلمة والأم، خاصة أن هناك نقصاً في العاملات الواعيات المدركات لخطورة هذه المؤامرات، وليس نقص الأفكار.
التوعية ضد الحملات المعادية
من جانبها تقول د. أفراح بنت علي الحميضي مديرة عام الإرشاد والتوجيه للطالبات بوزارة التربية والتعليم، إن معارض وسائل الدعوة إلى الله ثمرة طيبة لجهود وزارة الشؤون الإسلامية في خدمة الدعوة إلى الله والتعريف بوسائلها، ولا شك أن هذه المعارض من خلال الأيام المخصصة للنساء - ونحمد الله أنها في تزايد مستمر من معرض لآخر - تعين المرأة المسلمة على معرفة كيف تستطيع خدمة دينها والدعوة إليه بين أوساط النساء، والتغلب على ما قد يواجهها من صعوبات تحول أو تؤثر سلباً في قيامها بواجب الدعوة.
وتضيف د. الحميضي ويحسب لهذه المعارض أنها تولي جزءاً كبيراً من فعالياتها لطرح القضايا الآنية والمعاصرة التي تهم المرأة مثل ما تتعرض له المرأة المسلمة من حملات تغريب تحت شعارات زائفة ومصطنعة، فتوعية المرأة بهذه الحملات يجعلها بمنأى عنها، وأقل تأثراً بما يروجه الإعلام الغربي من أكاذيب، لان المرأة التي لا تعرف حقيقة دينها تكون أكثر عرضة للانقياد وراء أية أفكار أو شعارات براقة حتى وإن كانت زائفة.
وتقترح د. الحميضي - لتعظيم استفادة النساء من معارض وسائل الدعوة إلى الله - تنظيم محاضرات وندوات تناقش العقيدة والعبادة والأخلاق وإجراء المسابقات المتنوعة بهدف زيادة الوعي الديني ورصد جوائز قيمة لذلك، كذلك إنتاج اقراص حاسوبية تحتوي على ما تحتاجه المرأة المسلمة من أحكام شرعية وما لها من حقوق وما عليها من واجبات، ومن المفيد أن يتم تنظيم برامج توعية ذات طابع ترفيهي للأطفال المصاحبين لامهاتهم في زيارة المعرض حتى تتفرغ الأم ذهنياً لمتابعة الأنشطة والندوات والمحاضرات، إضافة إلى إقامة عروض تقديمية عبر الحاسب وعرض لأحدث الوسائل الدعوية وكيفية استفادة النساء منها في مجال الدعوة، وتعريف الزائرات بالأنشطة الدعوية الدائمة في المنطقة التي يقام بها المعرض وحثها على التواصل مع المؤسسات الدعوية بها بشكل دائم.
تواصل لتفعيل الدعوة
أما الأستاذة امل بنت فهد الجليل المعيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود قسم الدعوة والاحتساب. فتقول: إذا أردنا تفعيل دور المرأة من خلال معارض وسائل الدعوة فلابد من السعي لحصر أسماء الأخوات المشاركات في مختلف النشاطات الدعوية على حسب مواقعهن.. فمنهن الإدارية والمحاضرة والفنية، بهدف تسهيل التواصل معهن من خلال إقامة بعض الملتقيات الدعوية على مستوى المدينة.. كذلك استطلاع آراء الاخوات المشاركات في فعاليات المعرض والزائرات والوقوف على ملاحظاتهن ومقترحاتهن لتطوير وتفعيل الدعوة في الأوساط النسائية، كما يجب الاستفادة من معارض وسائل الدعوة في تبادل الاقتراحات والخبرات وتوزيع بعض الاستبيانات التي يمكن من خلالها الوصول لمعرفة دقيقة لواقع وأحوال الداعيات والمعوقات التي تواجههن، وسبل التغلب علياه.
وتضيف الأستاذة أمل الجليل: ومن المفيد أن تركز معارض وسائل الدعوة على تشجيع المؤسسات الدعوية للتواصل مع العاملات في الحقل الدعوي عن طريق البريد الإلكتروني او البريد العادي، لمتابعتهن وتقديم الاستشارة النافعة للنهوض بجهودهن الدعوية، لأن الملاحظ في هذه المرحلة أن جهود الداعيات يغلب عليها طابع الفدرية والارتجالية دون أي تنظيم، وهو ما يؤثر بالسلب ويحول دون تحقيق الغايات الكبرى على المدى البعيد.
ومن المفيد في هذا الصدد عرض المواقع الدعوية المتميزة على شبكة الإنترنت وتشجيع المرأة عموماً من خلال هذه المعارض على تربية ذاتها، وتعريفها بجسامة دورها كأم وداعية، ولا سيما في هذا العصر الذي يحمل الكثير من الفتن والابتلاءات.
التسلح بالعلم الشرعي
اما الأستاذة الداعية مريم بنت علي الحوشاني - تخصص عقيدة ومذاهب معاصرة - فتقول: إن المتأمل لمعارض وسائل الدعوة والبرامج الدعوية التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد يتأكد أنها ساهمت بشكل كبير في انتشار الوسائل الدعوية في أوساط النساء، فنجد النساء المسلمات يهدين بعضهن الأشرطة المسموعة والكتب الدعوية، وهذا في حد ذاته شيء طيب، حيث إن ذلك يزيد من درجة ارتباط المرأة بدينها وهو ما ينعكس إيجابياً على سلوكها واسلوب تربيتها لاولادها.
وتضيف الأستاذة الحوشاني: إن تأصيل الدور الدعوي للمرأة وتفعيله يتحقق من خلال تسليحها بالعلم الشرعي، وتعريفها بطرق ووسائل الدعوة إلى الله، والتحلي بالاتزان والانضباط والبعد عن الحماس غير المنضبط بالشرع، كذلك توعية المجتمع بأن دور المرأة في العمل الدعوي لا يقل أهمية عن دور الرجل وهذه الاشياء كلها تتحقق من خلال معارض وسائل الدعوة وغيرها من البرامج الدعوية، مثل المحاضرات والندوات ويمكن توسيع نطاق الفائدة بالمزيد من التنظيم المكثف لمثل هذه الأنشطة لتشمل طالبات المدارس والمعاهد والكليات في أماكن تواجدهن، وتكثيف المحاضرات التي تُعنى بتوعية النساء، وتخصيص يوم مفتوح مع بعض العلماء لتلقي أسئلة النساء والإجابة عنها مع التركيز على القضايا المعاصرة التي تهم المرأة المسلمة ولاسيما الحملات المغرضة التي تبثها وسائل الإعلام للنيل من عفة وطهارة المرأة المسلمة تحت شعار تحرير المرأة.
ومن المفيد أن تشتمل معارض الدعوة وبرامجها على مسابقات دينية وملتقيات نسائية تتيح لزائرات هذه المعارض الالتقاء والتواصل والتعارف في رحاب الدعوة إلى الله.
الدعوة والمرأة المعاصرة
وترى الأستاذة نائلة محمد السلفي مديرة القسم النسائي بمكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي النسيم بالرياض، أن معارض وسائل الدعوة وما يقدم فيها من برامج دعوية للنساء حققت فوائد عديدة في تعريف المرأة بمسؤوليتها ودورها في الدعوة إلى الله في حدود ما تملكه من علم أو مال وذلك بشراء وتوزيع بعض الوسائل الدعوية مثل الأشرطة او الكتيبات، كما أنها اتاحت الفرصة امام اعداد كبيرة من النساء لالتقاء الداعيات والتواصل معهن وهي مسألة بالغة الأهمية في توسيع نطاق الدعوة والتشجيع على العمل الدعوي في أوساط النساء.
وتضيف الأستاذة السلفي: ويمكن تعظيم الاستفادة من هذه المعارض في زيادة الوعي الديني والفكري والثقافي بين النساء بعدة طرق منها: برامج لجذب الفتيات طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية من خلال مهرجانات تتناسب مع تطورات الزينة المباحة وفي الأيام المخصصة للنساء على أن تشتمل هذه المهرجانات على محاضرات دعوية يحاضر بها داعيات لهن القدرة على التأثير ويمتلكن العلم الشرعي الذي يؤهلهن لأن يكن قدوة لهؤلاء الفتيات الصغيرات،وحبذا لو يرافق هذه المحاضرات عرض لكيفية استخدام الوسائل الحديثة في مجال الدعوة مثل الحاسب والانترنت، وعدم الاكتفاء بسرد المحاضرة، بل اتباع طرق وأساليب تشد الانتباه من قصص واقعية وترهيبية لتحريك واستثارة الحواس الدينية لدى المرأة، وتقديم جوائز عينية على اسئلة سريعة او مشاركات او أوراق عمل فردية او جماعية يتقدم بها النساء خلال هذه المعارض والبرامج، ومن المفيد أن يتم تنظيم دورات تدريبية للنساء الراغبات في تحصيل العلوم الشرعية والعمل في مجال الدعوة.
|