معالي وزير الصحة
الدكتور - حمد بن عبد الله المانع .... حفظه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أما بعد
فإن هناك ارتياحاً وثيقاً بين طب الأجساد وطب الأرواح, ولئن كان طب الأجساد يُستفاد - بإذن الله - من العقاقير والمركبات الطبية, وتُكشف أدواؤها عن طريق الأجهزة الطبية, بتقنياتها الحديثة, فإن طب النفوس والأرواح لا يأتي إلا عن طريق الاهتداء بالنور الرباني في كتاب الله, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ليحقق الإنسان به التوافق مع فطرته التي فطره الله عليها, ويسلم من موجات التناقض والتضاد التي ترهق النفس, وتفسد القصور, وتهوي به في أودية الضياع والهلكة.
وإن مما يشار إليه بالثناء والاغتباط في هذا الصدد, إنشاء إدارة خاصة في وزارة الصحة تعنى بالشؤون الدينية, لتكمل عقد الاهتمام بالإنسان صحياً في جسده وعقله وروحه ووجدانه, وما تبع ذلك من إلزام المستشفيات الخاصة بإنشاء أقسام خاصة للتوجيه الديني, ومع أهمية هذا القرار إلا أن مما يزيده فائدة وتألقاً وضع آلية واضحة محكمة لأسلوب العمل به, وكيفية تطبيقه حتى لا يكون الأمر خاضعاً لاجتهادات القائمين على هذه الأقسام, وهم مختلفون في قدراتهم ومواهبهم وفهومهم ومؤهلاتهم العلمية والنفسية, وحتى لا يكون هناك مجال للقيل والقال, سواء من ناحية أسلوب التوجيه, أو نوع البرامج التوعوية, أو الكتب والأشرطة والنشرات المتاحة, وكيفية الإشراف عليهم من الوزارة.
ثم ألا ترون - معالي الوزير - أهمية أن توجه المراكز والمستوصفات الطبية الأخرى لوضع ركن للإشاد, وتعيين من يناسب من المؤهلين للقيام بهذه المهمة.
نسأل الله لكم التوفيق, ولجميع المرضى الشفاء والصحة والعافية.
ابن الوطن |