كان ما حدث غريباً بما يكفي ليجعلني أتساءل عنه في حيرة تملؤها الفرحة والتردد..
وكان كذلك رائعاً إلى حد يجعلني أستكثره على واقع مؤلم حتى في أحلامه!!
وليس ذلك إلا لأني أدرك تماماً طبيعة إحساسي وأعرف مشاعري جيداً..
وعموماً.. فقد كانت البداية تزف إليَّ حلماً جاء يستأذن غفوتي بالتحقيق.. لكنه فوجئ في هذه المرة؛ فقد كانت في انتظاره على غير عادتها..
وبدأ ذلك وآثرت أن أكون كما أنا، وأن أترك لخيالاتي حقها في أن تكون كما تود أن تكون..
كان عليَّ أن أعيش تفاصيل اللحظة التي تشغلني فيما أقنع نفسي عبثاً بعدم اكتراثي بها.. بينما يراودني شعور أحياناً بأن شيئاً ما قد يحدث بينما أحضن روعة إحساسي فأستيقظ وأجدني أحضن وسادة الواقع المعتاد!!
بقدر ما هي رائعة تلك الفرحة, بقدر ما بدت غريبة على إحساس لم يتشرف بمعرفتها من قبل..
جاءت تصافحني بكل الشوق، وإحساسي يصافحها ببرود استغرابه، بينما أحاول عبثاً إقناعه بأنه (قد رآها من قبل)!!
كانت تلك اللحظة تكتب ميلاداً جديداً لكل ما حدث وما لم يحدث، فيما كان استغراب الفرحة يتلاشى.. سؤالاً.. سؤالاً أمام عفويتها الآسرة وسهلها الممتع..
ولم يكن ذلك يحدث حتى وجدت نفسي أراها كأقل ما يستحقه الإحساس بعد أن كنت استكثرتها عليه..
أجل أعرف واقعية حزني, لكني أعرف جيداً مشاعري، وأدرك أن ما فيها من نوازع الفرحة ما يمكن أن يكون أكبر من أي شيء آخر مهما يكن..
إنها اللحظة التي أنتظرها في يأس كان يتلبس القناعة عبثاً, ها هي قد وصلت لتحط على مرافئ وجداني, بينما تلوح أمنياتي تباعاً وهي كامل تفاؤلها..
إنها واقعية أخرى.. وإن بدت حلماً..
ربما صار لزاماً على كل شيء أن يعرف من الآن كيف عليه أن يكون, وبات لكل شيء وضع آخر غير وضعه قبل الآن..
هيثم السيد - الرياض |