لو وُضِعت إحصائية لأكثر القضايا تناولاً في وسائل الإعلام طوال السنوات الماضية لتصدرها بلا منازع موضوع المطالبة بعدم التجمهر أمام الحوادث وفي مواقع الأحداث مما يعوق التحركات الأمنية والإسعافية.
ولأن برامج التوعية والتثقيف في هذا الميدان قد باءت بالفشل الذريع بعد أن تأصلت (اللقافة) في النفوس وأصبح من المستحيل اجتثاثها من خلال التوعية والحث والتوجيه فقد أصبح لزاماً على الجهات ذات الاختصاص البحث عن سبل أخرى مجدية في مكافحة اللقافة.
ذلك أن الكثيرين لا يفهمون سوى لغة العقوبات ولذا فإنني اقترح ادراج مخالفة جديدة إلى مخالفات أنظمة المرور تأتي تحت مسمى (تجمهر وتعطيل حركة السير) حيث يضاف إلى من يباشرون الحوادث المرورية آخرون يتولون فقط تسجيل لوحات سيارات المتجمهرين وتحرير مخالفات فورية بحقهم ستردعهم بكل تأكيد عن الوقوف عند أي حادث مستقبلاً.
أما من يتحججون بأن وقوفهم وتجمهرهم ليس من باب الفضول بل للمشاركة في عمليات الإنقاذ أو مساعدة الجهات الأمنية فإن رجل الأمن هو وحده من يملك تقدير الحالة ويستطيع تحديد الوضع الذي عليه المخالف وحجم المخالفة فالموقف والاحتياج الزماني والمكاني يحددان الفرق بين (الملقوف) وبين (النشمي) الذي يسعى لإغاثة الملهوف ومساعدة صاحب الحاجة وفي نفس الوقت لايعوق وصول مسؤولي الأمن وسياراتهم إلى موقع الحادث ويمنع تحركاتهم.
|