القوات الصينية الوطنية تغزو البر الرئيسي للصين

في مثل هذا اليوم من عام 1950وفي غارة مفاجئة على جمهورية الصين الشعبية الشيوعية، قامت القوات العسكرية التابعة للحكومة الصينية الوطنية في تايوان بغزو الأراضي الرئيسية واحتلت مدينة سونجمين, وبسبب دعم الولايات المتحدة للهجوم، نجم عن ذلك توتر عميق وعداءات بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية.ففي أكتوبر 1949، أعلن قائد الثورة الشيوعية في الصين ماو زيدونج النصر على الحكومة الوطنية للصين وقام رسمياً بتأسيس جمهورية الصين الشعبية, وقامت القوات الوطنية والسياسيون والمؤيدون لها بالفرار من الدولة حيث استقروا بشكل رئيسي في تايوان وهي جزيرة تبعد عن الساحل الصيني, وبعد استقرارهم هناك، أعلنوا أنفسهم الحكومة الصينية الحقيقية وقامت الولايات المتحدة بالاعتراف بهم بهذه الصفة, ورفض مسؤولون من الولايات المتحدة التعامل مع حكومة الصين الشعبية كما رفضوا منحها أي اعتراف دبلوماسي.
ومن ناحية أخرى، قام القائد الصيني الوطني شيانج كاي-شيك بقصف الأراضي الرئيسية وصاحب ذلك نشرات إذاعية مؤيدة له ومنشورات تم إلقاؤها من الطائرات تشير لنيته لغزو جمهورية الصين الشعبية والتخلص مما أطلق عليه (المعتدين السوفيت).
وخلال الأسابيع التي سبقت غارة 18مارس 1950، كان شيانج يتحدث للعامة بشكل موسع واتهم السوفيت بانهم يزودون جمهورية الصين الشعبية بالمستشارين العسكريين وترسانات الأسلحة, وفي 18مارس، قام الآلاف من القوات الوطنية المدعومة بالوحدات الجوية والبحرية بالهجوم على ساحل جمهورية الصين الشعبية واحتلال مدينة سونجمين التي تقع على بعد 200 متر جنوب شانغهاي, وقال الوطنيون انهم قتلوا أكثر من 2500 جندي شيوعي, واستمرت الحرب بين المجموعة المغيرة والقوات الشيوعية لأسابيع، انتهت في النهاية بهزيمة القوات الوطنية وإعادتها إلى تايوان.
الجدير بالذكر أن الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية كانت أهم من المواجهة العسكرية حيث اتهم المسؤولون الشيوعيون الولايات المتحدة مباشرة بانها وراء الغارة، كما اقترحوا أن الطيارين والمستشارين الأمريكيين صاحبوا المهاجمين. وبعد ثمانية أشهر، التقت القوات العسكرية من جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة في أرض المعركة بكوريا, وبالرغم من اقتراحات بعض المسؤولين، ومن ضمنهم الجنرال دوجلاس ماك أرثر، قائد القوات الأمريكية، ان الولايات المتحدة (تطلق) الجيوش الوطنية ضد الأراضي الصينية، إلا أن الرئيس هاري ترومان تجنب القيام بهذا التصرف خشية أن يؤدي إلى تصعيد ينتهي بحرب عالمية ثانية.