بما ان الرياضة عنصر أساسي في بناء قوة الجسم وصحة البدن فقد نصحنا ديننا الحنيف بتعلمها وممارستها وتعليمها لأبنائنا لكي تعيننا في أداء عملنا الديني والدنيوي ويكون وقتنا مشغولا بفعل الطاعات وجلب الأرزاق ومايعين إليها. والله سبحانه خلق الإنسان وخلق معه مواهب متنوعة ومتعددة وفي ذلك حكمة منه جل شأنه ومن هذه الأشياء كرة القدم التي خص الله سبحانه بها أشخاصاً يفهمونها بعقولهم وبأحاسيسهم وكانوا مميزين عن غيرهم بهذه الفطرة. وفي السابق كانت كرة القدم لاتمارس إلا في أوقات مخصصة لها ومن أناس يحبونها وممارستهم لاتعدو كونها هواية محببة لهم فتظهر اللعبة جميلة وقوية ومثيرة جداً.
ومن ذلك يكون التنافس شريفا ونظيفا لأنه لايتعدى الفوز والخسارة فقط. وبعد هذا الوقت المحدد لممارستها يذهب اللاعبون لأول أعمالهم الأساسية لإنجازها لكون هذه اللعبة هواية فقط في أوقات الفراغ.
أما الآن فإن الفرق شاسع ورهيب جداً ولا أعلم ما سوف ينتهي إليه فقد طفح الكيل ولم يبق للأمور موازين ولاحدود ولايعلم ماهي عواقبها في المستقبل. فاللاعب الآن يصنع والموهبة لايوجد لها مجال أبداً والواسطة في الملاعب هي الأهم وحب اللعبة اندثر.
إن المادة الآن هي التي تصنع اللاعب وتطغى على كل شيء فالإداري لديه أشخاص يريد أن يدخلهم في النادي كي يسترزق من خلالهم وما إلى ذلك والإدارات كثرت وتنوعت كل على شاكلته فيدخل من يريد ويبعد من يريد وأصبحت الإدارة بالعشرات وبالمئات والمدربون بالأربعة والخمسة والعشرة أحياناً. واللاعب الان يبحث عن سبيل عيشه من وراء هذه الكرة فلا يعلم من يستمع إلى توجيهه الرئيس يوجه والنائب يوجه ومدير الكرة يوجه ورئيس أعضاء الشرف يوجه وعضو الشرف يوجه والمدرب يوجه ونائبه يوجه والمترجم يوجه ومدير الفريق يوجه والكابتن يوجه وأصبح اللاعب الآن كالدمية يقلبها كل شخص حيثما شاء وذلك لسبب وحيد انه عدم الموهبة أو عدم وجود الموهبة أصلا فالموهوب في أي مجال لايستطيع أي شخص أو أي أشخاص أن يغيروا في موهبته أي شيء لأن الموهبة خلقت فيه.
إنني ومن خلال جريدة الجزيرة آمل واتمنى من المسؤولين وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد حفظه الله أن ينظروا إلى رياضتنا نظرة واقعية وان يعيدوا رونقها وجمالها فالاحتراف لم يطبق التطبيق الصحيح السليم من خلال الأندية والضحية الآن هم أبناؤنا الذين هم فلذات أكبادنا. لقد جلب رؤساء الأندية لاعبين أجانب مستوياتهم نصف مستوى اللاعب السعودي وحبس اللاعب السعودي على دكة الاحتياط ونسق البعض منهم وضيق على البعض الآخر.. إن المادة الآن أصبحت هي الشغل الشاغل لرؤساء الأندية وللإداريين وللاعبين أيضاً. لابد وان يدرس الاحتراف دراسة وافية من جميع الجوانب النافعة والضارة لابد وان نعود إلى العقول.. لقد أصبحت الرياضة سلعة تباع وتشترى والضحية هو المشجع والموهوب بطولات الآن نسمع بها ولا نراها بسبب الاحتكار ماهذا الاحتراف لم يعد للمشجع مكان أواهتمام أبدا فإنا ياأميرالشباب آملون ومتطلعون إلى الأفضل ان شاء الله.
محمد عبدالمحسن مبارك بن باز- حوطة بني تميم |