وضحت في فريق الاتحاد اليوم ملامح التغير في جميع المجالات، فالاتحاد الذي كان قبل سنوات قليلة لا يوجد على دكة الاحتياط البديل الجاهز أصبح الآن يستطيع أن يلعب بفريقين في آن واحد، والاتحاد الذي كان لا يدخل في أي صفقة انتقال لاعب بحكم عدم توفر السيولة الكافية أصبح الآن طرفا في كل صفقة، بل إن الفرق الأخرى بدأت تبحث عن الصفقات في غفلة من الإدارة الاتحادية، فشاهدنا الاتحاد يكسب الصفقات الواحدة تلو الأخرى دون منافس.
****
وكل هذا بفضل الله ثم بفضل الأستاذ منصور البلوي الذي استطاع أن يقلب طاولة الاتحاد في سنتين من إدارته للنادي، بينما في المقابل الإدارات الأخرى أصبحت من أقدم الإدارات في العالم، وهي تجر فريقها إلى الهاوية!!
ولكن البلوي اختصر الزمن وحقق أهم النجاحات، فلماذا وصل الاتحاد إلى هذا المستوى من الهيبة والقوة؟ هناك نقاط للإجابة على هذا السؤال:
- إن إدارة الاتحاد متمثلة في الأستاذ منصور البلوي لا تبحث عن الشهرة وإثارة الجدل كما تفعل معظم الإدارات الأخرى، ومبدأها الأساسي هو (الميدان يا حميدان) فهي محبة لكيانها؛ لذلك توفر طاقتها لخدمة الفريق الاتحادي وخروجه بأحسن حال.
- إن الأستاذ منصور البلوي لا يخوض أي صفقة إلا إذا كانت ناجحة وتخدم الفريق، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على الفكر الرياضي الذي يتمتع به هذا الإنسان، فإننا شاهدنا صفقات الاتحاد كلها عناصر شبابية تبث الروح في الفريق وتخدمه لسنوات طويلة، ويجدر بنا أن لا نقول: إن ملايين الاتحاد وحدها هي التي صنعت هذا الإنجاز، بل إن إدارة الاتحاد هي مكملة بنسبة 90% لانها تصرفها في المكان المناسب، فقد شاهدنا فرق كثيرة لم تستفد من ملايينها بالشكل المطلوب؛ فهذا الهلال يفرط في لاعبه المبدع خميس العويران ويأتي مكانه بعدد من الأجانب الذين صرفت عليهم أضعاف ما كان يطلب خميس لتجديد عقده، ومع ذلك لم يخدموا فريقهم كما خدم خميس الاتحاد هذا اليوم، وكذلك الحال في النصر حين كسب عدة صفقات فاشلة أمثال فؤاد أنور، والمهلل، والغشيان؛ لأنهم كانوا في آخر حياتهم الرياضية ولم يخدموا ناديهم لفترة طويلة، بل إنهم لم يشاركوا إلا في مباريات قليلة جدا، وكذلك الأهلي في صفقة الخليوي، فالمسألة ليست ملايين فحسب، وإنما فكر كروي ناجح يبني لمستقبل بعيد.
ولم يتوقف البلوي عند هذا الحد، فحينما جهز فريقه بشكل جيد التفت إلى الفرق المنافسة لفريقه وساندها بجلب لاعبين على حسابه الخاص، وهذا ما لم يفعله رئيس نادٍ من قبل. وفوق هذا كله مبادرته الطيبة في التكرم لعمل حفل اعتزال للاعب الكبير الكابتن ماجد عبدالله الذي خدم فريقه النصر والمنتخب السعودي لسنوات طويلة؛ فلم يجد من يقدر هذه الخدمة إلا الأستاذ منصور البلوي.
وفي النهاية يجب أن نشِيدَ بوطنية الأستاذ منصور البلوي، حيث أنه لم يصرف أمواله للاعبين أجانب، بل فضل أن تكون هذه الأموال للاعبين سعوديين.
الحديث طويل عن هذا الرجل، ولا تكفيه سطور قليلة، ولكن أرجو أن أكون قد وفّقت في كتابة ما يليق عن هذا الرجل المخلص، فمهما قلنا فيه لن نوفيه حقه؛ لأنه لم تجد الملاعب السعودية مثل هذا الرجل في خدمته ودعمه لمجال الرياضة، فهل سنرى في المستقبل مثال الأستاذ الفاضل منصور البلوي؟؟
عبدالله صالح الدبيبي
القصيم - بريدة |