Thursday 18th March,200411494العددالخميس 27 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أسئلة كثيرة تفرض نفسها بعد مؤتمر الأمير عبد الله بن مساعد أسئلة كثيرة تفرض نفسها بعد مؤتمر الأمير عبد الله بن مساعد
لماذا تخلى رئيس الهلال عن صمته..وهل أعضاء الشرف والإعلام هم سبب النكسة؟

بداية لا بد من الإشارة إلى أن سمو الأمير عبد الله بن مساعد بن عبد العزيز شخصية مهذبة ومتعلِّمة ومحترمة ولم يصدر من سموه أية إساءات للعاملين في الوسط الرياضي على مختلف مشاربهم وحتى وإن حدث خطأ من سموه فإنه لا يجد غضاضة في الاعتذار عبر تراجعه عما تحدث به.. شخصية الأمير عبد الله الهادئة والرزينة انعكست على تعامله وتعاطيه مع الأحداث الساخنة في الساحة الرياضية..
ولكنه تخلَّى عن هذا الهدوء الذي ميَّز الرئيس الهلالي فجأة ودون مبرر في مؤتمره الصحافي الذي عقده مساء الاثنين الماضي فاعتبر كل أعمال إدارته إيجابية وكل من عارض هذا العمل نعته بالسلبية وفات على سمو الأمير أن الانتقادات توجه للعمل وليس لشخصه الذي لا يمكن أن يختلف عليه..
فالأمير عبد الله دافع عن المدرب باستماتة وخطَّأ الجميع.. ونحن نقدِّر لأبي عبد الرحمن دفاعه عن آديموس، ولكن هل الجميع أو لنقل الغالبية على خطأ وهو على صواب؟!
هل حقق المدرب نتائج تشفع له بمثل هذا الدفاع؟!
هل يستحق مؤسس النادي وكذلك رئيس أعضاء الشرف ومعهما الرئيس الذهبي هذا الغضب لمجرد أنهم أبدوا رأيهم بالمدرب وبعض العاملين في النادي؟!
*****
هل يجوز أن يغمز ويلمز على رجل أفنى عمره وقدَّم ماله وجهده وعرقه حتى قدَّم هذا النادي العملاق لمجرد أن آراءه لا تتوافق مع آرائكم؟!
هل تريدون أن يكون الهلال نادي الرأي الواحد والرجل الواحد والقرار الواحد؟!
أبداً يا سمو الأمير، فالهلال عُرف عبر تاريخه أنه نادٍ مفتوح، للجميع الحق في إبداء الآراء والمقترحات حتى ولو لم يؤخذ بها!
الهلال النادي الجماهيري لم يطلب من منسوبيه في يوم ما أن يصمتوا أو أن يغمزوا ويلمزا على من لا يوافق إدارته في توجهاتها وقراراتها.
الجميع يعرف يا سمو الأمير أنك من الرؤساء التاريخيين الذين دعموا الهلال بالمال والجهد ولكن هنالك جوانب إيجابية وأخرى سلبية فيك كما هي في غيرك كما هي في كل رؤساء نادي الهلال السابقين، فما المانع من تدعيم الإيجابيات ونقد السلبيات.
الدعم الذي وجدته إدارتكم وهو دعم كبير ومشهود كان لتدعيم الإيجابيات والانتقادات البسيطة والقليلة والهادئة التي وجِّهت لعملكم هي لتحاشي السلبيات والقضاء عليها.. فلمَ كل هذا الغضب.
أما الإعلام الذي ناله نصيب وافر من الانتقادات التي طالت الأخضر واليابس فماذا تريدون منه أن يفعل.. هل يتحدث عن بطولات لم تتحقق؟ هل أغفل إيجابياتكم وهي كثيرة ومسجلة لكم ولمن عمل معكم؟
هل تريدون منه أن يقفل الأبواب أمام أية انتقادات توجَّه لعملكم وأنتم المتأكدون من نزاهة هذا الإعلام وسمو أهدافه واستقلاليته.
هل يغلق الإعلام أبوابه أمام صوت الجماهير وأعضاء الشرف ومحبي الرياضة السعودية الذين يهمهم بقاء الهلال بطلاً لأنه يمثِّل حجر الزاوية لرياضة الوطن.
يا سمو الأمير.. كنا ننتظر استمراركم لأننا نعتقد أن لديكم ما ستقدمونه لرياضة الوطن ولجماهير الرياضة السعودية.
ولكننا فوجئنا بكم تقدِّمون استقالتكم وتهاجمون كل من يخالفكم الرأي وكل من لا يبصم بصحة ما تفعلونه وما تتخذونه من قرارات وهذا ما لم نعهده من كل رؤساء الهلال السابقين ولا نتوقَّع أن سموكم مقتنع بكل ما جاء فيه وما تحدثت به وأقصد المؤتمر الشهير..
يا أبا عبد الرحمن.. لقد انتقدنا كل رؤساء الهلال السابقين، بل كل رؤساء أندية الوطن، فالنقد موجَّه للعمل ونتائج العمل.. تذكَّروا ما قيل عن المرحوم الأمير عبد الله بن سعد وبعضه كان تجنياً وكيف أنه كشف الكثير من المؤامرات وقضى عليها بالعمل والبطولات والنجوم.. تذكَّروا ما تعرض له مؤسس الهلال وبانيه الشيخ عبد الرحمن بن سعيد من هجوم تعدى عمله إلى جوانب شخصية وظل الرجل صامداً هادئاً رزيناً هزم منتقديه ومعارضيه بالعمل والزعامة التي يتبوأها الهلال وحيداً.
تذكَّروا ما تعرض له الأمير بندر بن محمد من هجوم وانتقادات حادة دفعته لإعلان التحدي علانيةً على كل منتقديه فتخلص من كل السلبيات وعزَّز الإيجابيات ليعود في الموسم الأخير له ويقود الهلال لأربع بطولات كبرى وليس أكبر وأهم وأجمل في تاريخ الهلال من بطولة كأس المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله، ليخرج بعدها الأمير بندر منتصراً بعمله وينجح في تحديه الشهير للإعلام الذي انتقده بقوة وليستحق لقب الرئيس الذهبي وبالذهب لم يكن للإعلام أو الدعاية أية دور في هذا اللقب.
الكل يتذكر ما تعرض له الأمير سعود بن تركي من انتقادات كثيرة أنهاها بإشادات كثيرة أيضاً لأنه أنجز للهلال الكثير ولم يخرج على منتقديه بتسفيه أي منهم لمجرد أنه تعرض للنقد من هذا أو ذاك.
أما غضبكم من تصريح سامي الجابر عبر الفضاء فكل العقلاء يدركون ويتفقون أن سامي أخطأ وقد أكَّدتم ذلك في مؤتمركم ولكن ماذا عن الخبير نجيب الإمام الذي وصف سامي بالتافه، ألم يكن جديراً بانتقادكم وهو يصف لاعباً مهماً في تاريخ الهلال بالتافه.
أما آديموس فإن عمله هو الذي يقيِّمه وليس الدفاع لمجرد الدفاع من سموكم أو الإبقاء عليه لمجرد قلة ذات اليد أو للتأكيد بأن أكبر عيوب الأندية السعودية تغيير المدربين.
ها وقد ذهب آديموس إلى غير رجعة بعد أن تحدث بوقاحة يعف قلمي عن ذكرها، وعلى سموكم الرجوع إلى نتائج فريقه معكم وكم خسر من بطولة وماذا قدَّم من عمل ومن هم النجوم الذين قدَّمهم.. الإجابة على هذه الأسئلة كافية لتعرفوا وبموضوعية من هو آديموس وما هي نتائج عمله.. ولماذا كل هذا الرفض له.
نتمنى يا سمو الأمير أن تفتحوا الأبواب من جديد ليكون الهلال نقياً كنقاء السماء بزرقته، وأن تتأكَّدوا أن سر الهلال هو في ديموقراطيته وتعامله مع محبيه بشفافية وأن الحساسية المفرطة من الآراء المخالفة لا تجلب إلا مزيداً من الخسائر.
أمنياتنا لكم ولإدارتكم بالتوفيق وستبقى أثيراً على قلوبنا وإن اختلفنا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved