سعادة رئيس التحرير خالد المالك.. تحية طيبة
نشرت صفحة حدث في مثل هذا اليوم في (الجزيرة) بعددها الصادر (11464) ليوم الثلاثاء الموافق 26-12-1424هـ خبراً يقول (في مثل هذا اليوم من عام 1992 أصدرت محكمة في ويسكونسين حكما على السفاح جيفري داهمر بالسجن مدى الحياة لقتل وتقطيع أوصال 15 رجلاً وطفلاً).. طبعاً هي محكمة أمريكية..
وعندما قرأت تفاصيل الجريمة قلت: أين هذه المحكمة من السفاحين والمجرمين الذين عاثوا في الأرض فسادا، يقتلون الآلاف من البشر ظلماً وعدواناً وجرماً؟! ومع بشاعة جرمهم وسواد تاريخهم إلا انهم يعيشون على هذه الأرض طلقاً وأحراراً بل ويصنفون من الأبطال ومن رجالات السلام ويحظون بكل التقدير وجل الاحترام وعلى رأسهم مجرم العالم الذي لا يعرف له مثيل في تاريخ البشرية إلا فرعون لعنه الله ألا وهو شارون.. إنه أحد رموز الإرهاب الصهيوني ولبشاعة جرمه قلد أعلى وسام عرفه التاريخ ولم يتقلده مجرم قبله نظير مذبحة صبرا وشاتيلا التي أفزعت العالم لبشاعتها وهذا الوسام منحه أن يكون رجل سلام ورئيس دولة نظراً لتوفر مقومات الإجرام وسمات السفاح الذي يتعطش لسفك الدماء ويتلذذ بمناظر الأشلاء وهي تتساقط يمنة ويسرة ويتشوق لسفح المزيد عندما يسمع أصوات الصياح والصراخ.
هذا الإرهابي ما كان ليمارس هوايته لولا توفر الأدوات والأجهزة التي تعينه على ممارسة معشوقته.
إن أمريكا شريكاً لهذا السفاح وهي التي تدعمه وترعاه وتزوده بكل أدوات القتل والسفك ليعيث بأرض فلسطين وأهلها قتلا وسفكا وترويعا وتجويعاً وتفجيرا وتدميرا وسجنا وتعذيبا. بل سن هذا المجرم وسيلة إجرامية حديثة وهي بناء الجدار العازل من أجل ايقاف الضربات الموجعة التي تفاجئه على حين غفلة من أبطال المقاومة الأشاوس الذين يبرهنون يوماً بعد يوم ان إرادة الشعوب لا تهزمها أزيز الطائرات أو أصوات المدافع أو دوي القنابل أو عملية الاغتيالات أو المداهمات في جنح الظلام. ومع استمرار المجرم وجنرالاته على غيه وظلمه في ظل دعم سياسي وعسكري واقتصادي متواصل الذي يلقاه من بني جلدته في الدين والدم وخصوصا أمريكا الذي يرتمي بأحضانها في وقت المهمات ووقع المدلهمات لتشهر سيف (الفيتو) في وجه كل من أراد مس المجرم بقرار أو إدانة.
واليوم نقرأ ان اللص المجرم سطا هو وعصابته على البنك المركزي الفلسطيني ونهب كل الأموال التي تقدر ما بين سبعة وتسعة ملايين دولار تعود لأفراد وعائلات ومؤسسات بحججه المعتادة انها تستخدم لتمويل العمليات المسلحة وسوف يلقى هذا التبرير وكالمعتاد التأييد من أمريكا، كما لقي الجدار العازل أيضاً المباركة والتشجيع.
إن عالم اليوم الذي يشهد تغيرات متسارعة وأحداثا متصارعة ومعايير مزدوجة وأمزجة متقلبة ومعه تغيرت أو غيرت فيه المفاهيم واندثرت فيه كل القيم الإنسانية واختفت كل القوانين الدولية التي تحمي حق الدول والشعوب لما ساد العالم منطق القوة وسن القطب الأوحد قانونا جديدا (إذا لم تكن معي فأنت ضدي) ووصف المجرمين بالأبطال والمدافعين عن الأرض والعرض هم إرهابيون وسمى المحتلين والغزاة بالمحررين والمنقذين.. وبهذا غيبت الشرعية الدولية وأغلقت محاكمها وألغيت قوانينها التي تخصصت سابقاً لردع المجرمين وسفاكي الدماء. فإلى الله نشكو وإليه المشتكى.
ناصر بن عبدالعزيز الرابحة مشرف تربوي بتعليم حائل |