ندعو معك ونقول (آمين) (آمين) (آمين).. الحياة مدرسة، والحياة جميلة إذا نجحنا فيها. ونرى من حولنا أناسا مختلفين في هذه الحياة، فهناك من يركض فيها ولا يجد لها أي طعم. وهناك من تجد البساطة هي ميزته في هذه الحياة. ووصية الرجل الثمانيني التي أبدع في صياغتها الكاتب عبدالله الكثيري في صفحتي شواطئ ليوم الجمعة 14-1- 1425هـ وكعادته في شواطئه، سواء ما يكتبه القراء أو ما يكتبه في زاويته (شاطئ)، هذه الوصية تجعلنا نغوص في مسار حياتنا وعلاقاتنا، وأشياء أخرى كانت موجودة سابقا، وفي خضم هذه الحياة افتقدناها. إن العلاقات الاجتماعية، وللأسف الشديد، متباعدة، وعلى مستوى الفرد نجد الازدواجية في العلاقات. ووصية هذا الرجل التي خص فيها الصلاة وكررها هي بلا شك قبل كل شيء. والقرب من الله يقرب الإنسان من أقاربه ومجتمعه بشكل عام، والحياة كفاح، ولكن لا يمكن أن تكون كفاحا على حساب علاقات الأقارب وأفراد الأسرة. والذي ينقصنا ويجعلنا في لخبطة حياتية هو سوء التنظيم وإهدار الوقت والغفلة الزمنية. إن السعادة في الحياة هي بلا شك مطلب لكل شخص رجلا كان أو امرأة. وهناك أهداف نركض وراءها لكي نحقق السعادة.. وهذه الأهداف متلاحقة وليست محددة، فمن يركض خلف المال لن يقتنع برصيد معين، أي ليس هناك رقم معين يريد أن يصل إليه، ومن هنا فهذا الهدف لا يحقق السعادة لأنه هدف غير محدد، بمعنى أنه لو كان محددا لكانت صياغته أن يجمع فلان مبلغا وقدره عشرة ملايين، ويقاس على ذلك من الماديات الأخرى. ومن هنا لا نقول أو نلغي الكسب الحلال وجمع المال، لكن ننظر لهذه المسألة من خلال نظرة الرجل الثمانيني وكيف هو يعيش بسعادة وصحة جيدة وأمل واقتناع. ولأن جيل اليوم بمقارنته مع هذا الرجل لا تبدو عليهم السعادة وشكر النعمة بل العكس. آباؤنا وأجدادنا يذكرون النعم التي في عصرهم ويشكرون الله عليها رغم بساطتها. وهي ليست بسيطة إذا نظرنا لها صحياً. أما من هو أمير اليوم ومن يملك الملايين فهو لا يملك شيئا، ولا يرى فيما يملك نعمة من الله. ولكن في المقابل هناك من يملك الملايين وسعيد في هذه الحياة، لأنه أنفق من ماله لأعمال الخير، وساهم في نهضة وطنه، واعتمد البساطة في حياته، بعيدا عن البذخ والتبذير، أي يصرف في أعمال الخير ومساعدة المحتاجين ولا يبحث عن شهرة بهذا الإنفاق. وفي الختام: اللهم اجعل وصية هذا الرجل الثمانيني موقظة للقلوب المتجمدة مالياً حتى يشعروا بالسعادة في هذه الحياة؛ لأن السعادة هي البساطة في الحياة، وصلة القربى، والتكافل الاجتماعي ماديا ومعنويا. اللهم اجعلنا سعداء يا رب العالمين، فأدعو معي (آمين).
حسن ظافر حسن الظافر / محافظة الأفلاج - الأحمر |