على غير العادة جاءت (معشوقتي) الجزيرة بأخبار ومواد محزنة.. وذلك تحديداً في العدد 11490 الصادر يوم الأحد 23 محرم.. الخبر الأول أورده فهد الفهد.. وجاء بعنوان (مهند يدخل العناية المركزة لإصابته في حادث داخل المدرسة بسبب قيادته لدراجة نارية أحضرتها المدرسة)؛ حيث تعرض طفل في العاشرة من عمره إلى إصابة بالغة في الرأس بسبب حادث وقع له وهو يقود دراجة نارية في فناء المدرسة التي يتلقى تعليمه الابتدائي فيها بمدينة المجمعة، والتي نتج عنها تورم في المخ، وأدخل غرفة العناية المركزة وهو في حالة حرجة. لا يقع اللوم هنا على المدرسة التي جعلت ضمن أنشطتها إحضار مثل هذه الدراجات ليتسلى بها أطفالها الطلاب الأبرياء.. ولكنها قدرة الله، وامتحانه لعباده بابتلائهم ومعرفة مدى صبرهم وقوة إيمانهم بالقضاء والقدر بالخير والشر.. ولا نملك هنا إلا أن نرفع الأيادي لرب السماء بأن يمن على هذا الطالب بالشفاء القريب، وأن يعيد له وعيه وصحته وعافيته، وأن يشفي لنا الله كافة مرضانا وكل مَن يرقد في مستشفياتنا؛ أنه سميع قريب مجيب.
(قدَّر الله وما شاء فعل)
***
الخبر الثاني... وفيه المصيبة أعظم.. والكارثة (كارثة) بمعناها.. ذلك الخبر الذي جاء بعنوان مؤلم وحزين.. ومثير للأحاسيس والمشاعر، وموقظ للقلوب.. وهو ما أورده عبدالرحمن العطوي.. (تفحُّم طفلين وإصابة والديهما بحالة نفسية)، وذلك في مدينة تبوك؛ حيث ورد: (أدى اندلاع حريق في منزل بتبوك إلى وفاة طفلين حرقاً جراء هذا الحريق.. والطفلان هما شقيقان، وهما الوحيدان لهذه الأسرة المكونة من الأب والأم. وتعود تفاصيل هذه الحادثة المؤسفة إلى قيام الطفلين باللعب في ولاعة خاصة لإشعال النار في إحدى غرف المنزل، في حين كان الأب والأم نائمين، بحي البساتين بتبوك.. حيث اشتعلت النيران في الغرفة التي يلعب بها الطفلان - سنهما (3 و5) سنوات- ولم يدركا الخطر المحيط بهما، أحاطت النيران بهما، ووالداهما لا يعلمان عن الخطر الذي يداهم طفليهما، وعندما تصاعدت ألسنة الدخان واشتعلت غرفة الطفلين بالنيران بالكامل شعر الجيران بالخطر، خصوصاً أن الشقة التي يقطنها رب الأسرة في عمارة سكنية في الطابق الثاني، وتم الاتصال بالدفاع المدني، واستيقظ الأب والأم وشاهدا النيران، وأصيب الأب والأم بحالة القلق على ما حل بطفليهما، ونقل الأب الذي أصيب بحالة نفسية سيئة للمستشفى).. إنها مصيبة عظمى يا أحبَّتي.. تجبر المشاعر أن تتوقف وتعيش لحظة بلحظة مع هذه المصيبة الأليمة.. (كفانا الله وإياكم جميعاً المصائب)، وخفف الله عن والدي الطفلين، وعوضهما بإذنه جل وعلا.. برياض في جنة نعيم عند مليك مقتدر.. وجعلهما الله شفيعين لوالديهما عند ربهما.. ونقول لكل منهما: (عظَّم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك) (لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب).. في الختام أسأل المولى جلت قدرته وعمت رحمته.. أن يعين الأبوين فيما حل بهما، ويلهمهما المزيد من الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
حمود اللحيدان / حائل |