أتاني بشيرُ السعدِ وهو يغردُ
وفي كفِّه حلمٌ يهيم به الغدُ
وفي فمه للكونِ أحلى قصيدةٍ
يغني رؤاها لحنُهُ المتفردُ
يقطّعُ أفراحي بهمسِ حديثِهِ
وتقطيعُه البشرى التي كانَ يسردُ
بربِّك يا خِلّي أجبني أنالَ - مَن
يعانقُه حبّي - الذي كانَ ينشدُ؟!
وأصبحَ دكتوراً.. يتيهِ به المدى
ويزهو به التاريخُ.. وهو يعددُ..؟!
فردّ: أجلْ.. وانثالَ فرحي وتمتمتْ
شفاهي بدعواتٍ إلى اللهِ تصعدُ..
أيا شيخَنَا سلمانَ يا بهجةَ الورَى
ويا مقلةً في حضنِها الناسُ ترقدُ
هنيئاً لك الدالُ التي شرفتْ بكم
وقامتْ على غصنِ السرورِ تغردُ
تقولُ: أنا بينَ البرايا فخورةٌ
لأني قبيل الشيخِ سلمانَ أوردُ
وحقَّ لها أنْ تستعزّ بعالِمٍ
لهُ في قلوبِ الكلِّ تاجٌ ومقعدُ
تزيِّنُهُ الأخلاقُ في كلِّ محفلٍ
ويسمو به إيمانُهُ المتجددُ
وينهلُ منْ مولاهُ أعذبَ حكمةٍ
بها يغرسُ الخيرَ العميمَ ويحصدُ
ويحملُ في جنبَيْه همَّةَ ماجدٍ
إلى خافقِ الجوزاءِ تسعى وتحفدُ
وفي قلبِهِ علمٌ يسيلُ عُبابُهُ
وفي عقلِهِ رأيٌ حصيفٌ مسددُ
وفي فمِهِ أصدافُ در مذهَّبٍ
وفي جوفِهِ كنزٌ الهدَى ليسَ ينفذُ