أرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل، لا هو قادر على التوافق مع زعماء حزبه، ولا هو راغب في التفاوض مع الفلسطينيين، ويخفي كل ذلك شخصية متعجرفة متسلطة يملؤها الغرور الكاذب..
في خطابه الأخير بالكنيست تجنب هذا الإرهابي العتيد الإشارة إلى خطة انسحابه من غزة لكي لا يثير حفائظ المتطرفين من أنصاره الذين لا يطيقون أي حديث عما سرقوه من أراض في غزة لاقامة مستوطنات عليها، ويحرص شارون على تأجيل الخلافات بهذا الصدد إلى حين إكمال زيارته إلى الولايات المتحدة حتى لا يسلبه مناصروه المتطرفون من هذه الكذبة (الانسحاب من غزة) التي يريد أن يتباهى بها هناك أمام الأمريكيين.
وهو يستطيع أن يرضي الأمريكيين أيضا بالتزامه القوي بعدم الاعتراف بسلطة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وفي خطاب الكنيست ركز شارون على ذلك عندما قال: إنه لا حوار ولا مفاوضات مع السلطة الفلسطينية الحالية.
هذا الغرور الأعمى يظهر التناقض المريع في أطروحات شارون، فهو يحاول الظهور بمظهر رجل السلام، لكنه لا يطيق الحوار مع الجهة التي سيقيم معها السلام ، هذا.. إذا تغاضينا عن أن حديثه عن السلام يتم بينما يداه تقطران دماً بفعل مذابحه التي لا تتوقف، وآخرها أمس عندما أرسل طائراته ودباباته إلى رفح.
ومن الواضح أن شارون الذي يتحدث عن حلول من جانب واحد يعتقد أن القوة العسكرية المتفوقة لديه تستطيع تحقيق ذلك، والذي يجعله يصدق بهذا الأمر ما يتوفر لديه من دعم دولي وأمريكي خصوصاً حتى وهو يقتل الفلسطينيين يومياً ويهدم منازلهم ومتاجرهم ومصادر قوتهم ويحرق مزارعهم.
|