* القاهرة - د ب أ:
قالت مصادر صحفية أمس الأربعاء إن الكاتبة الصحافية إقبال بركة التي ترأس تحرير أسبوعية (حواء) تواجه دعوى قضائية تطالب (بمنعها من الكتابة في البلاد وفصلها من نقابة الصحافيين) ومصادرة كتابها (الحجاب: رؤية عصرية) الذي صدر قبل عام ونصف العام.
وأشارت صحيفة الحياة إلى أن (مثقفين وساسة مصريين بدأوا حملة جمع توقيعات تضامن مع الكاتبة), وتحت عنوان (لا لمصادرة الرأي لا للاوصياء على المسلمين والإسلام) دعا بيان مشترك صادر عن لجنة الحريات في حزب التجمع ومجلة (أدب ونقد) المثقفين إلى حملة توقيعات للتضامن مع بركة (لمواجهة الموجة التكفيرية الجديدة وتأكيداً لحرية الرأي والاجتهاد).
ونقلت الصحيفة عن مسؤول لجنة الحريات محمود حامد قوله إن (ما تتعرض له بركة حملة يقودها بعض فقهاء الظلام الذين يسعون إلى أسلوب الإعدام المعنوي لأسباب خلافية فكرية أو سياسية أو دينية), وكان محامٍ من مدينة رشيد شمال البلاد قد أقام دعوى أمام القضاء الإداري في الاسكندرية ضد (بركة) و(شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي) ووزراء الأوقاف والطيران والتعليم والثقافة والاعلام طالب فيها بإلغاء كل القرارات الصادرة من أي جهة إدارية تعارض أو تحارب الحجاب, واعتبر المدعي ان (شيخ الأزهر لم يعلن رأيه في كتاب الصحافية إقبال بركة) ونسب إلى وزير الأوقاف (عدم دعوته المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لاتخاذ موقف ضد الكتاب), وإلى بركة أنها (زعمت أن الحجاب خاص بنساء النبي ولم يرد في السنة النبوية الشريفة ولا دليل عليه ويتم ارتداؤه أثناء الصلاة).
وأضاف أن الكاتبة (نسبت إلى الفقهاء أن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ), ويتضمن الكتاب المثير للجدل فصلا سرد آراء ضد الحجاب وفصلا آخر يؤيده ووصفت بركة الدعوى بأنها (إرهاب فكري) وقالت (لا تراجع في المواجهة مع هؤلاء الذين كنت أتمنى عليهم الرد في حوار يستند على مفاهيم علمية), وحمّلت الكاتبة على (أجواء الفضائيات التي فتحت أبواب الرزق والتربح والشهرة لمن لا علم لهم) لافتة إلى أن (ما كتبته تفسير علمي استندت فيه إلى أقوال الفقهاء والسلف ومفسري القرآن الكريم وأسهبت في شرح السنة الشريفة لكن أهل الكهف مصممون على العودة بنا إلى قرون مضت وتجاهل ما حصل من تطور على مختلف الصعد خصوصاً أن الكتاب لم يروج لفكرة وإنما شرح مواقف مختلفة من الحجاب).
وتشهد الساحة الثقافية المصرية من آنٍ لآخر جدلاً حامياً بسبب الدعاوى التي يرفعها محامون أصوليون ضد فعاليات ثقافية كان آخرها الدعوى التي أقامها محامٍ العام الماضي لسحب كتاب (الوصايا في عشق النساء) للكاتب أحمد الشهاوي من الاسواق وأشهرها دعوى الحسبة التي حسمت ضد أستاذ الفلسفة نصر حامد أبو زيد وقضي فيها عام 1996 بتفريقه عن زوجته.
|