* الرياض - حائل هاتفياً مسلم الشمري:
أكد مسؤول الرصد والتسجيل الزلزالي في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عبدالعزيز بن عبدالله الفايز بأن الزلزال الذي حدث صباح يوم أمس الأول على بعد (200) كيلو متر جنوب غرب مدينة حائل بلغت قوته 2.4 على مقياس ريختر المفتوح وموقعها على خط طول 29 و 40 وخط عرض 21 و 26. وقال الفايز في تصريح خاص ل(الجزيرة) بأن مركز الزلزال في القرب من جبل الأثقب ما بين بلدتي الروضة والحائط، مشيراً إلى أن منطقة حائل لا تقع ضمن الخط الزلزالي اطلاقاً واضاف الفايز ان الزلزال رصدته محطات (خيبر، حائل، املج، عفيف، ينبع) وفي محطات رصد زلزالي بعيدة المدى، مع العلم بأن هذا المقدار الزلزالي يعتبر غير محسوس بشكل واضح، ولا يمثل أي خطورة على النطاق السكاني والعمراني. والجدير بالذكر بأن بعض الصحف المحلية نشرت يوم أمس بأن قوة الهزة الأرضية بلغت 3.17 درجة على مقياس ريختر وهذا ينافي محطات الرصد الزلزالي للمدينة. من جهة أخرى أكد مدير الدفاع المدني بمنطقة حائل العقيد عبدالله بن علي الزهراني بأن الهزة الأرضية التي حدثت صباح يوم أمس الأول لم تحدث أي أضرار بشرية ولله الحمد. وقال في اتصال هاتفي مع (الجزيرة) بأن الوضع مطمئن ولله الحمد ولم يحدث أي أضرار بشرية أو في الممتلكات مشيراً إلى أن رجال الدفاع المدني قاموا بمسح ميداني على القرى المجاورة لموقع الهزة وأكدوا بأن الجميع يمارس حياته الطبيعية حتى ان بعضهم لم يعلموا بوجود هزة أرضية في المنطقة. من ناحية أخرى قامت (الجزيرة) بجولة ميدانية في موقع الهزة الأرضية وقابلت عددا من البدو الرحل والمزارعين والقاطنين بالمنطقة واستطلعت آراءهم حول الآثار التي خلفتها هذه الهزة.
لم نشعر بالهزة
في البداية يشير المزارع عبدالله رضي الحايطي إلى ان كافة المزارعين بالحقلية لم يشعروا بالهزة التي وقعت في روضة الحلقية وارجح الحايطي إلى أن جفاف المزارع التي كانت في السابق مضرب المثل في غزارة المياه قد تكون من أسباب حدوث الهزة الارضية التي وقعت هنا. وأضاف قائلاً: ان جفاف الآبار وبعمق 90م يسبب انهيارات جوفية في باطن الأرض لاسيما ان منطقة فدك (الحائط) عرفت منذ القدم بالعيون الفوارة وبعد انتشار الحفارات والآبار الارتوازية نبضت العيون وساد الجفاف نواحي المدينة والقرى المجاورة لها. وطالب الجهات ذات العلاقة بسرعة الوصول للموقع ودراسته واعداد الابحاث الجيولوجية واتخاذ اجراءات احتياطية حيث ان المنطقة سبق وان تعرضت لهزات سابقة وبحاجة إلى مسح شامل لمعظم المباني الآيلة للسقوط لاسيما ان هناك مباني بمدينة الحائط مقامة من ثلاثة أدوار من الطين والحجارة وتحيط بها اسكان عوائل والبعض الآخر يقطنها عوائل واسر من ذوي الدخل المحدود.
حياة طبيعية هادئة
اما المزارع مهل العويمري الشريدي امام جامع المجصة فقال: ان مزرعته الواقعة في روضة الحقلية لم تتأثر بالهزة على الرغم من وجود ابل واغنام تعيش بصورة طبيعية وان الحيوانات معروفة منذ القدم هي أول من يتأثر ويحس بالهزات الأرضية فيحدث علامات غير طبيعية على البهائم اما هنا لم يحدث أي علامات تذكر. وتابع قائلاً: ان منطقة الحقلية عرفت منذ القدم بغزارة المياه ولا زالت بعض المزارع تمد انتاجها إلى كافة مناطق بلدنا المعطاء الا ان هناك مزارع نبضت وجفت على الرغم من ان عمق الآبار يتراوح ما بين 70 إلى 90 مترا. وأشار إلى ان السدود الازلية التي شيدت منذ العصر الحجري بالاحجار العاتية تدل على ان المنطقة غنية بالمياه في السابق أما اليوم فلا يوجد اماكن لتجميع سيول الامطاء وشدد على أهمية ايجاد سدود بالمنطقة واعداد الدراسات على هذه المواقع المعرضة للهزات الارضية.
أهمية ايجاد فرق طوارئ بالمنطقة
فيما أكد الاستاذ فهاد بن عبدالعزيز الفهد على أهمية ايجاد فرقة طوارئ لاسيما ان المنطقة سبق وان تعرضت لهزات مماثلة بل اعنف مما حدث يوم امس الاول الثلاثاء وقال ان جبال حزم خضراء الواقعة شمال غرب الحائط بمسافة 75كم تعرضت العام الماضي إلى هزة أرضية شعرنا نحن هنا في الحائط بها وبعض القرى وقال ان مدينة الحائط تقع في منتصف منطقتي حائل والمدينة المنورة وبعيدة عن فرق الانقاذ والطوارئ بالاضافة إلى افتقار الحائط إلى مستشفى على الرغم من ان سكان الحائط والقرى المجاورة يقدر بحوالي 70.000 نسمة فهذا الكم الهائل من البشر بحاجة إلى عناية واهتمام فلابد من الاخذ في الحسبان واكمال الاستعداد التام لاستقبال أي حالة طارئة. مشيراً إلى أن المنازل الطينية بالحائط مكونة من ثلاثة أدوار ومسكونة بالعوائل ولو حدثت تشققات او اهتزاز لاسمح الله ذهبت الأرواح والممتلكات. ودعا الله ان يحمي بلاد المسلمين وان يجنبها شر الكوارث والمخاطر وان يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والاستقرار.
ومن جهة أخرى قام مركز الدفاع المدني بالحائط بجولات ميدانية على كافة المواقع المشار إليها وكثف جولاته على الرغم من قلة الامكانيات لديهم بحيث ان المركز لا يوجد به سوى سبعة أفراد فقط وهذا العدد لا يكفي للقيام بمهام واعمال مركز في مدينة ذات تطور سكاني وعمراني وقرى تقدر بحوالي 300 قرية يقطنها أكثر من 70.000 نسمة.
|