* أبها - عبدالله الهاجري:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز نائب أمير منتطقة عسير أن المملكة العربية السعودية عزفت لحنها ومنذ أمد بعيد بأنها بلاد سياحية مشيراً سموه إلى انها ستستمر كذلك وفق خصوصيتها والتزامها بمنهجها الذي يقوم على العقيدة الإسلامية الصحيحة وعلى الأعراف والعادات الكريمة.
جاء ذلك في كلمة لسموه اثناء افتتاحه مساء أمس الأول ندوة السياحة والعولمة التي تنظمها كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة والفندقة بأبها بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة وذلك في فندق قصر ابها بأبها الجديدة وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا والسياحة وكبار المسؤولين بمنطقة عسير من مدنيين وعسكريين إلى جانب ضيوف الندوة من داخل المملكة وخارجها.
ولحظة وصول سموهما موقع الحفل قاما بجولة على المعرض المصاحب للندوة عقب ذلك بدئ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم اثر ذلك القى سمو الأمير بندر بن سعود بن خالد رئيس مجلس أمناء كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة كلمة المنظمين رحب فيها بالأمير فيصل بن خالد نائب أمير منطقة عسير والأمير سلطان بن سلمان أمين عام الهيئة العليا للسياحة على حضورهما ودعمهما الدائم لجميع مناشط الكلية.
وأضاف: عندما فكرنا في طرح موضوع السياحة والعولمة لندوتنا الثانية كنا حريصين على مواكبة متطلبات المرحلة التي نعيشها فالعولمة أصبحت سمة العصر ساهمت في زيادة درجة الارتباط بين الشعوب والدول والحكومات والمنظمات والشركات وأصبح الناس أكثر اتصالا ببعض وتدفقت المعلومات والأموال وانصهرت الأسواق في سوق عالمي كبير لايعترف إلا بالأفضل والأجود، وكان لابد للسياحة من أن تتأثر بظاهرة العولمة سلباً أو إيجاباً وعلينا ان نتعامل بذكاء مع معطيات العولمة الفكرية والتقنية، وتوظيفها لتطوير صناعة السياحة التي أضحت اليوم أكثر الصناعات واسرعها نمواً فزاد عدد السياح في العام بشكل كبير وسريع إلى ان وصل إلى 697 مليون سائح لعام 2000م ويتوقع ان يصل عدد السياح إلى مليار سائح بحلول عام 2010م لتسهم السياحة بـ 12% من الناتج المحلي العالمي في ذلك العام، ليس هذا فحسب بل تعتبر السياحة أكبر الصناعات توليداً للوظائف، حيث يتوقع ان تكون هناك أكثر من 150 مليون وظيفة في العالم في السياحة بحلول عام 2006م.
في العام الماضي وافقت وزارة التعليم العالمي على افتتاح فرع للكلية في مدينة جدة ونتوقع ان تبدأ في استقبال الطلاب مع بداية العام الدراسي 1425-1426هـ وقد بدأنا في إعادة هيكلة كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة في أبها بما يتفق ومتطلبات المرحلة واحتياجات سوق العمل وبما يضمن التكامل بين فرعي الكلية في أبها وجدة ومن ملامح خطة الكلية المستقبلية أنها ستركز على تنوع البرامج على المستويين الرأسي والأفقي.
كما ستضع في الاعتبار احتياجات سوق العمل في مجالات السياحة والضيافة والحج والعمرة بالاضافة إلى إدارة الأعمال وتطبيقات الحاسب الآتي.. إننا نأمل على ان تظهر كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة بفرعيها في ثوبها الجديد مع بداية العام الدراسي القادم.
وامتداداً لاهتمام الكلية بصناعة السياحة ودورها الأكاديمي في تأهيل الشباب السعودي للعمل في مجال السياحة في المملكة فلقد أقر مجلس أمناء الكلية انشاء جمعية علمية للسياحة هي الأولى من نوعها تكون عضويتها للمهتمين والمختصين في السياحة في المملكة نتمنى ان تسهم في تنشيط حركة السياحة في المملكة من خلال البحوث والدراسات والاستشارات.
واسمحوا لي بهذه المناسبة ان أطلب من أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة ان يتفضل بقبول رئاستها الفخرية.
ثم ألقى الاستاذ عبدالله بن سلمان الجهني مساعد المدير لبرامج الدعاية والتسويق بالخطوط الجوية العربية السعودية كلمة المشاركين أوضح فيها
أهمية السياحة حيث إنها تمثل أكبر صناعة حيث تساهم بنحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي لقريتنا وتوظف أكثر من 200 مليون ساكن.
عقب ذلك كلمة عميد كلية الأمير سلطان السياحة ألقاها الدكتور علي عيسى الشعبي قال فيها:
لقد تم تنظيم فعاليات الندوة على ثلاثة محاور رئيسة:
المحور الأول: المتحدثون الرئيسيون فقد استضافت الندوة سبعة متحدثين من داخل المملكة وخارجها ممن لهم خبرات طويلة في مجال السياحة.
المحور الثاني: أوراق العمل ولقد تم اختيار عشرين ورقة عمل وزعت على خمس جلسات شملت الابعاد الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والمعلوماتية.
المحور الثالث: حوار مفتوح مع معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية وحلقة نقاش حول التعليم والتدريب والتوظيف تشارك فيها جميع الجهات المعنية بالتدريب والتوظيف في المملكة.
وأخيراً عرض لتجربة المملكة الأردنية الهاشمية في مجال السياحة تقدمها وزارة السياحة والآثار الأردنية.
ألقيت بعدها كلمة لراعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة عسير قال فيها:
إن السياحة اليوم أصبحت من أكبر الصناعات بل من أسرعها نمواً حيث يتوقع ان تصل نسبة النمو خلال العشر سنوات القادمة إلى 11.5% من الناتج المحلي العالمي ليس هذا فحسب بل يتوقع ان تحافظ على مركز الصدارة في العقود القادمة من القرن الواحد والعشرين لقد بلغ عدد السياح عام 2002م أكثر من سبعمائة مليون سائح انفقوا أكثر من ثلاثة مليار دولار ويتوقع ان يصل عدد السياح إلى حوالي سبعمائة وستة وثلاثين مليون سائح العام الحالي وإلى مليار ونصف المليار سائح بحلول عام 2020م ويتوقع ان ينفقوا أكثر من 2000 مليار دولار (2 ترليون دولار).
ومن المتوقع ان يكون نصيب منطقة الشرق الأوسط من كعكة السياحة العالمية 69 مليون سائح بحلول عام 2020م ونسبة نمو جيدة تصل إلى 6.7% تقريباً.
أما على مستوى المملكة العربية السعودية فلقد عرفت بلادنا السياحة منذ أمد بعيد ولكن وفق خصوصيتها وسوف تستمر بإذن الله تعالى ملتزمة بمنهجها الذي يقوم على العقيدة الاسلامية الصحيحية وعلى الأعراف والعادات الكريمة المرعية، فالدولة السعودية التي أنشأت مشاريع تنموية عدة كفيلة بأن تنشئ لنا سياحة تحمل نفس الصفات، ونحن على ثقة بأن الهيئة العليا للسياحة ومتابعة أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة جديرة بأن تحقق لنا تنمية سياحية رائدة، تضع في اعتبارها التوازن بين الأخذ بوسائل العصر ومعطيات العولمة والمحافظة على ثوابت المجتمع وعاداته وتقاليده.
وأضاف اننا ندرك اننا جزء من العالم الذي حولنا وعلينا ان نعمل ضمن المنظومة الدولية، ولكن وفق رؤيتنا وخصوصيتنا محافظون على هويتنا الاسلامية.
وفي نهاية الحفل قدم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد دروعاً تذكارية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أمين عام الهيئة العليا للسياحة والجهات الراعية للندوة وهدية تذكارية لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير.
|