لقد ترتب على ظهور النقود الإلكترونية وتطورها في المملكة نتائج إيجابية بالغة الأهمية إذ تعاظم حجم المعاملات التي لم تعد بملايين الريالات فقط بل بالمليارات أيضا، وازدادت سرعة التعامل في أسعار العملات والأوراق المالية والعقار والسلع الدولية، مما يسر حجم تبادل الخدمات والوسائل المالية المرتبطة بها. ولا يأتي هذا التقدم الكبير في الاقتصاد السعودي من فراغ، بل بالإنفاق الكثيف الذي تصرفه الجهات المعينة على تطوير تقنيات الوسائل المالية والمعلومات، وبهدف خدمة المجتمع السعودية بآليات عالية التقنية فائقة التوصيل، ولتعامل مالي مضمون الاستخدام والانتفاع من تسهيلات المقدمة سواء لمؤسسات أو لإفراد. بهذه المتابعة والتطور ظهرت النقود الورقية التي في جيوبنا تشكل نسبة قليلة من المعروض النقدي الإجمالي بالمقارنة بالنقود الإلكترونية الدائمة الترحال التي تسير بسرعة الصوت وبكميات كبيرة. عالم النقود الإلكترونية عالم جديد مختلف عما عرف تتجه فيه من مكان إلى آخر، ومتغيرة في صورتها إلى شيء إلكتروني حيثما وجد المتاجرون ورجال الأعمال والبنوك والسماسرة الذين يتعاملون بها في النهايات الطرفية في العالم القرية. وفي كل مرة تنتقل في نبضاتها قوى شرائية تمثل تبادلات لصفقات مالية منجزة بين ألوف المتعاملين السعوديين مما اعطاهم قدرا كبيرا في كفاءة الأداء ومن جني الأرباح على مدار الساعة. ولا تزال هذه الخدمات الجيدة تزداد تطورا وتحسيا، فقد كانت طاقة تنفيذ المعاملات عندما أدخلت في سوق الأسهم لا تصل إلى مليون سهم يوميا، أما اليوم فقد زاد حجم التعامل ليصل إلى قرابة 50 مليون سهم يوميا وبقيمة تزيد على 5 بلايين ريال.
إضافة إلى أن بعض المؤسسات المالية الكبرى والمصارف السعودية تتعامل في أوعية ومحافظ تزيد قيمتها على عدة مليارات من الريالات سنويا. ويمكن لأي شخص الاستفادة من الخدمات الإلكترونية المتطورة في المملكة من طلب صرف أو بيع وشراء أسهم أو تحويل الأموال إلى أي جهة في العالم، والحصول على المعلومات المتعلقة بأسعار الأوراق المالية، أو حتى إجراء المعاملات المصرفية كدفع الفواتير بأنواعها كما يستطيع المتعاملون مع بطاقات الائتمان والصرف الآلي الممغنطة مع عدة ألوف من نوافذ الصرف الآلي المنتشرة في الملكة التي تجري مقاصتها من البنوك المحلية بسرعة فائقة.
لقد أتاحت التنمية السعودية نقوداً إلكترونية تقوم بجميع وظائف النقود الورقية التقليدية وأصبحت الأموال اليوم مخزنة على شرائط ممغنطة وأسطوانات تقوم على حراستها الأرقام الكودية والمفاتيح السرية المشفرة، لا تستخدم في نقلها من مكان لآخر وسائل النقل المعروفة البطيئة بينما يتم نقلها بسرعة الصوت عبر الشبكات الإلكترونية المنتشرة في جميع أرجاء المملكة.
|