قبل أن يغادر بول بريمر العراق عائداً إلى واشنطن، وقبل أن تسلم السلطة للعراقيين من خلال تشكيل حكومة مؤقتة كجهاز تنفيذ تطبق بنود الدستور المؤقت، وإجراء انتخابات تتشكل من خلالها جمعية وطنية تضع الدستور الدائم وتختار حكومة شرعية وفق الأساليب الديمقراطية والتعددية.
قبل أن يتم كل ذلك يتخوف الأمريكيون من أن مسألة نقل السلطة للعراقيين قد يسفر عن أمرين.. الأول: فقبل أسابيع قال مسؤول أمريكي كبير في حديث لصحيفة القبس الكويتية، من أنهم- أي الأمريكيين- متخوفون من قيام الحكومة المؤقتة بسن قوانين جديدة.. أما الأمر الثاني الذي يقلق الأمريكيين فهو أن تقوم الحكومة المؤقتة بتحويل نفسها إلى حكومة دائمة..!.
ويكشف هذا المسؤول أن واشنطن اطلعت على مقترحات الأمم المتحدة بهذا الشأن لمنع استغلال الحكومة العراقية المؤقتة لوضعها وسلطتها.. إذ يرى خبراء الأمم المتحدة تحقيق شرطين أساسيين هما:
1 - أن تعلن الحكومة العراقية القادمة فور تسلمها السلطة في30- حزيران - يونيو بأنها حكومة مؤقتة ذات صلاحيات محدودة.
2 - أن يتم استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يرحب بانتقال السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة والتأكيد على الصلاحيات المحدودة لتلك الحكومة حتى إجراء انتخابات عامة في العراق في 31 يناير من عام 2005م.
ومن أقوال المسؤول الأمريكي يتضح أن للأمم المتحدة ومبعوثها السيد الأخضر الإبراهيمي أدواراً مهمة في الإشراف والإعداد لنقل السلطة من قوة التحالف إلى العراقيين.
وقد أعلن أمس الأربعاء في الأمم المتحدة عن أن خبراء المنظمة الدولية سيتوجهون إلى العراق للإعداد لهذه المهمة، وقال الناطق باسم كوفي عنان: إن خبراء الأمم المتحدة جاهزون للذهاب إلى العراق وإنجاز مهامهم إذا ما طلب العراقيون ذلك.. هذا القول تزامن مع طلب الدكتور محسن عبد الحميد عضو مجلس الحكم بسرعة توجه خبراء المنظمة الدولية للعراق لإنجاز مهمة نقل السلطة للعراقيين وفق الخيارات الأربعة التي عرضناها في مقالة الأمس، وهي خيارات لم يحصل أحدها على الإجماع المطلوب من قبل القوى السياسية العراقية التي ستخوض حوارات ربَّما ستكون طويلة ومتعبة للأخضر الإبراهيمي، الذي تعول عليه الأمم المتحدة والعراقيون بل وكل من يريد الخير للعراق أن ينجح هو والخبراء المرافقون له في مهمتهم.. وبدايتها تسليم السلطة للعراقيين لتكون الخطوة الثانية في تأهيل البلد الهام بعد خطوة إقرار الدستور المؤقت.
| 
