*فلسطين المحتلة - بلال أبودقة:
نسبت مصادر اسرائيلية إلي جهات وصفتها بالمقربة من دوف فايسغلاس، رئيس ديوان شارون قولها: إن مسؤولين في السلطة أوضحوا خلال محادثات جرت مؤخرا مع رئيس ديوان شارون أن فك الحصار المفروض على الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات والسماح له بالتنقل بين الضفة الغربية وغزة بحرية، من شانه أن يضمن الأمن في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي منه..
وحسب ذات المصدر: أن السلطة الفلسطينية أوضحت أن السماح للرئيس عرفات بالتنقل بين قطاع غزة ومدينة رام الله بحرية سيسمح للأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة ببسط كامل نفوذها بعد الانسحاب الاسرائيلي وفق خطة شارون للانفصال أحادى الجانب..
وقالت مصادر في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي: إن الفلسطينيين يحاولون اشتراط موافقتهم على خطة الانفصال القاضية بإخلاء مستوطنات قطاع غزة، بالسماح لرئيسهم، ياسر عرفات، بحرية التنقل والخروج من المقاطعة المحاصر فيها منذ أكثر من عامين..
مصادر إسرائيلية قالت تعقيبًا على الموضوع: إن حرية تنقل عرفات غير واردة في الحسبان..عرفات هوالمشكلة وليس الحل، إنه السبب في بلورة خطة الانفصال أحادية الجانب..لولم يكن هناك (الإرهاب)، لكان من الممكن التقدم في العملية السلمية..عرفات عالق في المقاطعة لأنه هوسبب الإرهاب، ولديه حرية التنقل إلى مكان واحد، أي مكان يختاره، في إشارة إلى رحيله عن فلسطين..
وحسب أقوال المصادر الإسرائيلية: فإن مصر تعلم بالمطلب الفلسطيني، بل وقد تم طرح الموضوع بشكل غير مباشر خلال اللقاءات التي أجراها وزير خارجية إسرائيل، سيلفان شالوم الخميس الماضي، في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك، ومع نظيره المصري أحمد ماهر، ومع اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات المصرية..
إلى ذلك نفى الفلسطينيون هذه الادعاءات بشدة، وقالت مصادر فلسطينية معقبة على التسريبات الاسرائيلية: إن الإغلاق على الرئيس عرفات لا يختلف عن الإغلاق المفروض على بقية أبناء الشعب الفلسطيني، لكن من الواضح أن تغيير أسلوب معاملة الرئيس عرفات قد يأتي في أعقاب تغييرات ما، لكنه لا يضمن بالضرورة تليين المواقف الفلسطينية أويقلل من فرص تنفيذ العمليات الفلسطينية..
وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وممثلوالمنظمات الفلسطينية عقدوا اجتماعا مساء الجمعة الماضي، في مدينة رام الله، برئاسة الرئيس، ياسر عرفات، حيث تم استعراض الأوضاع السياسية، وأكد عرفات على ثبات الموقف الوطني الفلسطيني لخيار السلام على طريق تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية في الحرية والسيادة، كما وناقشت القيادة الفلسطينية الأوضاع الداخلية، وأقرت سلسلة من الإجراءات الصارمة والحاسمة، لفرض النظام وضبط الوضع العام وعدم السماح بالإخلال به، وتأكيد سيادة القانون فوق كل اعتبار ودعم القضاء وتعزيزه تحقيقاً للمصلحة الوطنية وأمن المواطنين وممتلكاتهم، كما ناقشت القيادة أهمية تعزيز هذه الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعلى كافة المستويات، وأكدت انطلاق الحوار الفلسطيني الوطني بين كل القوى السياسية لمواجهة التطورات المتتابعة، وبشكل خاص إعلان شارون رئيس حكومة إسرائيل عن خطته للانسحاب من قطاع غزة، وما يجب أن يؤدي هذا الحوار إلى المزيد من الدعم والتأييد للسلطة الفلسطينية وبرنامجها في المجالات السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية لصالح الشعب الفلسطيني ومستقبله الوطني..
وفي هذا السياق، قال د.حسن أبولبدة أمين عام مجلس الوزراء الذي يرافق رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابوعلاء) في جولته الأوروبية: إن قريع التقى الرئيس الفرنسي (جاك شيراك) ومسؤولين فرنسيين وبحث معهم آخر المستجدات في الشرق الأوسط.
وأعلن قريع عقب لقائه بالرئيس الفرنسي: انه سيلتقي نظيره الاسرائيلي في حال التوصل إلى اتفاق على جدول الأعمال، وقال في رده على أسئلة الصحفيين انه قابل خطة شارون في الانسحاب بالترحيب قائلا: نحن مستعدون تماما لتحمل مسؤولياتنا إزاء الانسحاب كما إننا نرحب بتفكيك المستوطنات في الضفة الغربية، الا أن قريع انتقد الطابع الأحادي الجانب في خطة شارون، مشددا على أن كل الأمور تتوقف على الجانب التحضيري للقاء بينه وبين شارون، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع سيحدد إمكانية التوصل إلى نتائج..
وقال د.حسن أبولبدة: إن الجانب الفلسطيني سيستوضح في اللقاء التحضيري الأحد المقبل (اليوم) أمورا كثيرة وبضمنها خطة الانسحابالاسرائيلي من قطاع غزة، وموعد اللقاء بين شارون وأبوعلاء، مضيفا: إن قريع طلب من فرنسا تقديم المساعدة للفلسطينيين جراء تردي الأوضاع في الأراضي المحتلة..
شرعت الأجهزة الأمنية بتطبيق الخطة المرسومة
إلى ذلك شرعت الأجهزة الأمنية الخميس الماضي بتطبيق الخطة الأمنية التي أعلنت عنها مؤخرا، وذلك بحملة واسعة لضبط المرور في شوارع قطاع غزة..وشوهدت عناصر من الأمن الوقائي والمخابرات العامة والشرطة وهي تقيم حواجز مشتركة في مختلف شوارع قطاع غزة لضبط السيارات المخالفة، وقامت بفحص التراخيص الخاصة بالمركبات.
وأكد شهود عيان لـ الجزيرة: أن عناصر الأجهزة الأمنية اجبروا السائقين على عازل حاجب الرؤيا عن الزجاج (البيرسون) وصادروا عشرات الرخص والمركبات المخالفة..ويأتي هذا الإجراء ضمن سلسلة من القرارات أصدرتها الأجهزة الأمنية بتعليمات من الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات لاعادة الأمن والنظام لشوارع قطاع غزة..
وكانت شخصيات حقوقية ونقابية فلسطينية شددت على ضرورة الشروع فورا في تطبيق الخطة الأمنية لاستعادة النظام في محافظات قطاع غزة، مؤكدين أن الفرصة مهيأة لاتخاذ إجراءات جديدة نحواستعادة هيبة النظام والقانون وضبط الوضع الداخلي..
ووصف نائب نقيب الصحفيين توفيق أبوخوصة الخطة الأمنية لاستعادة النظام في محافظات غزة بـ الجيدة إذا ما تم تنفيذها، مشددا على ضرورة الالتزام بتنفيذها واختصار الفترة الزمنية المخصصة لذلك، وأوضح أن أي عمل باتجاه استعادة النظام والقانون في هذه المرحلة عمل مجد..
من ناحيته، قال نائب نقيب المحامين د. عبد الرحمن أبوالنصر لـ الجزيرة: إذا ما توفرت النية الصادقة يمكن تطبيق الخطة الأمنية لاستعادة النظام في محافظات غزة..
وكان قد وصل إلى مكتب الجزيرة في وقت سابق مشروع خطة أمنية فلسطينية اقترحتها العديد من القطاعات الشعبية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لاستعادة النظام والقانون في قطاع غزة، خلال خمسة أسابيع.. والخطة المقترحة هي عبارة عن مجموعة من الخطوات والإجراءات التدابير المجدولة زمنيا والهادفة إلى استعادة النظام والقانون في قطاع غزة..
وتعتمد هذه الرؤية أساسا على تعاون قطاعات شعبية واسعة مع الأجهزة الرسمية من اجل تنفيذ إجراءات تهدف إلى عودة النظام العام إلى قطاع غزة.. ومن شأن الخطوات المقترحة، أيضا، أن تمنع بعض المجموعات من ممارسة النفوذ غير الشرعي، بحيث يتم عزلها وتحقيق إجماع شعبي ورسمي على رفض تصرفاتها.. ويتطلب تنفيذ الخطة وجود قرار فلسطيني مركزي بتبنيها وتنسيق بين أجهزة الأمن الفلسطينية للمضي في تطبيقها.. وسيشرف مجلس الأمن القومي مباشرة على تنفيذ الخطة مستعينا بكل الأجهزة الرسمية ذات الصلة..
عضوفي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: خطة الفصل أحادية الجانب التي يطرحها شارون ، هي صياغة منقحة لمشروع الحكم الذاتي الذي طرحه (مناحيم بيغن) قبل 25 عاماً..
من ناحيته قال حنا عميرة عضواللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضوالمكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني: إن ما يطرحه أريئيل شارون، رئيس الوزراء الاسرائيلي، حول خطة الفصل أحادية الجانب هوصياغة منقحة لمشروع الحكم الذاتي الذي طرحه (مناحيم بيغن) قبل 25 عاما، وهومشروع بديل لاتفاق أوسلويتجاوز صيغة الأمن مقابل الانسحاب التي استند عليها هذا الاتفاق..
وأشار عميرة في تصريحات خاصة وصلت الجزيرة: إلى أن هذا الحل مفروض من طرف واحد وليس حلا تفاوضيا، وهويتخلى عن مستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة مقابل الاستيلاء على اكثر من نصف مساحة الأراضي الفلسطينية بعد تطويقها بالسور العازل..
وحول التفاهم الأمريكي-الاسرائيلي بشأن خطة الفصل قال عميرة: إن خطة فك الارتباط التي طرحها شارون تستهدف خدمة مصالح الطرفين بالدرجة الأولى، فإسرائيل تحاول أن تجند دعما أمريكيا لتسويق مشروعها يضمن لها أربع قضايا رئيسية هي: بناء السور العازل، مع السيطرة على اكثر من نصف مساحة الضفة الغربية وتعزيز السيطرة على الكتل الاستيطانية الرئيسية في الضفة الغربية، واعتراف واشنطن بضم القدس وإخراجها من نطاق التسوية، والرابعة منع قيام دولة فلسطينية ذات سيادة ومتواصلة جغرافيا..
وأضاف عميرة قائلا : إن الولايات المتحدة تريد بالمقابل أن يتم تنفيذ الاشتراطات الاسرائيلية بالتنسيق مع الدول المجاورة ومع الدول الأوروبية ان أمكن ذلك، كما أنها لا تريد أية خطوات اسرائيلية في هذا الاتجاه قبل الانتخابات الأمريكية القادمة..
وردا على سؤال، هناك تخوفات من حدوث حالة من الفوضى بعد خروج اسرائيل من قطاع غزة، قال عميرة: هذا الأمر يعتمد بالاساس على القيادة الفلسطينية وعلى القوى الوطنية والاسلامية، وعلى مدى وحدة الجميع ورص صفوفهم..وبالتالي تقع علينا مسؤولية كبرى لتفويت الفرصة على أية مخططات تستهدف بث الفوضى والانقسام والإضراب الداخلي..وتابع يقول: يريد شارون أن يقول للشعب الفلسطيني انه سيحقق من خلال انتفاضته الراهنة اقل بكثير مما حققه في انتفاضة 87 التي أتت بأوسلووان هذه الانتفاضة ستأتي بحل المعازل والكنتونات..
|