قال صديقي: إن الحق فضيلة.. صاحبه ذو قدر.. والصدق جزء من تلك الفضيلة.. صفة حميدة..
فإننا نرى الصادق قديراً في أعماله، في تصرفاته، في مجتمعه الصغير، في مجتمعه الكبير.
نراه يرفع قدراً ويحترم في المجالس، يكتسب السمعة الطيبة، الكل يولونه الاحترام.
المشيرون إليه بالإجلال والإكبار كثيرون، نشاهد بأم أعيننا المرتبة التي يحتلها الصادق في نفوس المجتمع؟
قلت : كفى كفى يا أخي!
الصادق ذو مرتبة عالية كما ذكرت، وقد نعت رسول البشرية الذي أكرمه الله ورفع قدره بالصادق، هل تعلم أسباب تسميته بالصادق؟ انه لم يعلم عليه كذب، لم يعلم عنه أنه كذب أو اتخذ الكذب سلاحاً.
إذ الكذب سلاح صمم على أن يقتل صاحبه، ما أتفهه من سلاح، وما أضعفه من سلام يقتل حامله، خائن لصاحبه يدافع به عن نفسه ثم يقتل نفسه به.
وكيف يجوز لعاقل أن يكذب.. إن الكاذب منبوذ مستبعد، يكرهه مجتمعه، يكرهه أصحابه، يكرهه حتى أهله، للتلبس بالخصال الذميمة.
أحبب بذلك الرجل المستقيم.. ومسكين ذلك الضعيف الذي تسلح بسلاح المرض.. بل بسرطان مجتمعه.. رمى نفسه تحت وطأة خصلة سيئة..
إنه ليحز في النفس أن نرى أخاً يعتبر نفسه واعياً وكبيراً ثم يرمي نفسه في الحضيض.. يرمي نفسه، يعودها على الكذب، يريد أن يدفع مراجعا لكثرة الأعمال لديه.. أو أي شيء آخر أوجب تأخيرها..
عمل خطأ.. عذر سيئ.. ما أحسن الصدق لسائله (بحدوده) ليضم نفسه إلى المجتمع الكريم، رفيع القدر رفيع النفس، رفيع الخلق.
صالح الجريش/الرس |