في مثل هذا اليوم من عام 1926 كان الأمريكي روبرت جودارد هو أول رجل يحقق أحلام السفر في الفضاء؛ حيث نجح في إطلاق أول صاروخ في العالم مزوَّد بالوقود السائل في أبورن ماستشسوتس؛ حيث سافر الصاروخ لمدة 2.5 ثانية بسرعة 60 ميلاً في الساعة، ووصل إلى ارتفاع 41 قدماً، وبعد ذلك هبط على بعد 184 قدماً.
ومما يذكر أن طول الصاروخ كان يبلغ عشرة أقدام، وتم بناؤه من الأنابيب الرفيعة، وتزويده بوقود الأكسيجين السائل والجازولين.
الجدير بالذكر أن الصينيين قاموا بتطوير أول صواريخ عسكرية في أوائل القرن الثالث عشر باستخدام البارود. ومن المحتمل أنهم قاموا ببناء صواريخ الألعاب النارية في تاريخ سابق، وقد ظهرت الصواريخ العسكرية التي تعمل بالبارود في أوروبا في حوالي القرن الثالث عشر. وفي القرن التاسع عشر قام المهندسون البريطانيون بتحقيق تقدُّم في العلم المبكر للصواريخ.
ففي عام 1903، قام مخترع روسي مغمور اسمه قنسطانطين تسيولفوسكي بنشر بحث عن المشاكل النظرية لاستخدام محركات صواريخ الفضاء، ولكن لم يتم البدء في بناء نوع الصواريخ الحديثة المزوَّدة بالوقود السائل إلا في العشرينيات بعد أعمال روبرت جودارد. وفي أوائل الستينيات، نقلت هذه الصواريخ الإنسان إلى الفضاء.
وقد وُلد جودارد في ورشيستر ماستشسوستس في عام 1882؛ حيث جذبته فكرة السفر إلى الفضاء بعد قراءة رواية الخيال العلمي للمؤلف إتش جي ويلز (حرب العالم) في عام 1898. ثم بدأ في بناء صواريخ تعمل بالبارود في عام 1907، بينما كان يدرس بمعهد ورشيستر بوليتيكنيك. واستمر في تجاربه على الصواريخ كطالب دكتوراة في الفيزياء، وبعد ذلك بصفته أستاذاً للفيزياء بجامعة كلارك. وقد كان الأول من حيث إثبات أن الصواريخ يمكن أن تندفع في فراغ لا هوائي مثل الفضاء، كما كان الأول أيضاً لاكتشاف الطاقة وإمكانية الدفع لأنواع الوقود المختلفة بما في ذلك الأكسيجين السائل والهيدروجين السائل وفي ديسمبر 1925، اختبر جودارد صاروخاً مزوداً بالوقود السائل في مبنى الفيزياء بجامعة كلارك، وكتب أن الصاروخ (عمل بشكل مرضي ورفع وزنه). وفي 16 مارس 1926، حقَّق جودارد أول إطلاق في العالم لصاروخ مزوَّد بالوقود السائل من مزرعة خالته إيفي في منطقة أوبورن.
|