تحدثت هنا قبل أكثر من خمسة اشهر وبتكرار عن وضع الهلال مع مدربه الهولندي آدديموس ولن اقول انني كنت ارى رؤية لم يرها أحد غيري او كنت المتفرد بهذه الرؤية ولكنها كانت رؤية الكثير ممن يفهمون لعبة كرة القدم التي لم تعد اساليبها وطرقها وخططها وتطبيقاتها اسرارا او لوغاريتمات او تركيبات ومعادلات كيميائية لايعرفها الا المتخصصون والخبراء في هذا المجال.
وقد حذرت كما حذر غيري من مغبة ماينتظر الهلال من مصير مجهول مع هذا المدرب الذي كان يقود الهلال منذ البداية الى الهاوية وكان ذلك واضحا وفي وقت مبكر من الموسم وللاسف ان كل ذلك كان يواجه من قبل الإدارة الهلالية بالامتعاض احيانا وبالسخرية احيانا اخرى، ومرات كثيرة بالطعن في النوايا وسلامة المقصد.
وها نحن نرى الآن كيف سقط الهلال امام ثبات القناعات والآراء غير السديدة وغير العابئة بكل ما قيل اعلاميا وجماهيريا وقبل ذلك شرفيا.
لقد كانت هناك قناعات ادارية صامدة كالجبال امام كل الآراء والاقتراحات والانتقادات حيث كان الرآي الآخر مرفوضا تماما ومن ضمن تلك القناعات التي دهورت الهلال واوصلته لما وصل اليه قول الإدارة انه لابد من وضع حد لعمليات التغيير المستمرة للمدربين وان هذه عادة ادارية متخلفة يجب التخلص منها وتدلل الإدارة على ذلك بأن الهلال غيّر خلال الاعوام العشرة الاخيرة اكثر من خمسة عشر مدربا وذلك شيء غير معقول حسب رأيها!! ونظريا أو تنظيريا فذلك الكلام رائع وجميل ولكنه على ارض الواقع خاطىء تماما ولايمكن تطبيقه الا اذا كان مدرب الفريق واحدا مثل فيرجسون او فينغر او على الاقل كيوزيك او يوردانيسكو او كندينو اما ان يكون مثل هذا الهولندي آدديموس ومساعده البارع في اختلاق الاعذار واختراع المبررات للهزائم والانتكاسات (يان) فذلك غير معقول ابدا.
كما ان تغيير المدرب لمرة او مرتين في الموسم الواحد لايعيب الإدارة اذا كان ذلك سيؤدي للاصلاح والتصحيح وسينهض بالفريق من حالة التردي الى حالة التصدر وتحقيق الانجاز, ولو ان الإدارة تتبعت مسيرة المدربين الخمسة عشر الذين اشرفوا على الفريق في السنوات العشر الاخيرة والذين تنتقد طريقة مجيئهم لوجدت انهم حققوا ارقاما قياسية ومذهلة في الفوز بالبطولات وذلك مامكن الهلال من تصدر الاندية المحلية بعدد البطولات والى ان يوسع الفارق بينه وبين اقرب منافسيه في عدد البطولات الى مايقارب الضعف كما تمكن الهلال من تحقيق كل الالقاب الخليجية والعربية حتى القارية وهو ماشجع كل الهلاليين من شرفيين واداريين وجماهير الى المطالبة بحقهم المسلوب بمنح فريقهم لقب القرن الآسيوي كما ان تلك الالقاب القياسية كما ونوعا هي التي منحت فريقهم لقب الزعيم.
أفبعد هذا تأتي الإدارة لتعلن انها ستضع حدا لكل ذلك بحجة الثبات على مدرب واحد وايقاف مايسمى بمذبحة المدربين.
لقد بقي آدديموس يقود الهلال بتخبط واضح ليس لقناعة في قدراته ولكن لتأكيد وترسخ قناعة الإدارة بمبدأ عدم تغيير المدرب.
فمن الاهم.. الهلال.. أم المدربون.. أم القناعات؟!
كما ان من ضمن القناعات الاخرى التي تتمسك الإدارة بها عدم قبول الرأي الاخر حيث ترى الإدارة ان اي رأي آخر يطرح اعلاميا او جماهيريا هو تدخل في عملها وهي ترفض ان يتدخل احد في عملها ولاتريد ان تأخذ بتلك الآراء مهما كانت وجاهتها لكي لا يقال ان الإدارة تسير وفق قناعات الجماهير أو الاعلام.
كما ان تفاعل الإدارة مع آراء اعضاء الشرف ليس بحاجة لشرح او كشف فهو واضح للجميع.
وأنا هنا لا اريد ان اقول إنني ومن يؤيدني في الرأي قد انتصرنا فذلك لايهمنا ابدا ولانبحث عنه لاننا لسنا في وارد التنافس والبحث عن انتصارات في هذا المجال فنحن كاعلاميين ونقاد نؤدي ادوارا تكاملية لا تنافسية مع كافة اطراف الوسط الرياضي.
ولكن يبقى المهم في هذه اللحظة هو ان تتمكن الإدارة الهلالية وبتكاتف وتعاضد اعضاء الشرف من ان تقيل الفريق من عثرته الحالية فاذا كانت بطولتان قد مضتا فان هناك ثلاث بطولات قادمة ومن العسير على جماهير الزعيم ان تقبل مزيدا من التفريط والخسائر فما زال في الوقت من بقية ومازال هناك متسع لتدارك مافات والجميع بانتظار ماستقرره الإدارة بشأن الخطوة التالية.
|