لست أدري.. هل ما أُسجّله الآن خاص بدورة الخليج الماضية (خليجي 16)، وبكرة القدم في منطقة الخليج العربي أو أنه حديث يمكن أن يرد في حق جميع المناشط والفعاليات الرياضية والاجتماعية بعامة؟!
المحصلة التي أُريد أن أُشير إليها هي: أن الدورة الخليجية السادسة عشرة لكرة القدم لم تكن في مستوى الحدث والمناسبة، ولا تليق بتاريخ عريق مرت به كرة القدم في هذه المنطقة ولا ذاك الذي صنعته الفرق الرياضية في كل بلد من بلداننا الخليجية!!
المعنى: اني أريد أن أتجاوز مستوى التنظيم والترتيب، وعمليات التدريب، ومستوى التحكيم كذلك، وأتوقف عند (مستوى الأداء)، أداء اللاعبين بعامة داخل فرقهم بغض النظر عن الانمياز الفردي الذي قد يحظى به لاعب أو لاعبان في فرقة من الفرق.
من اليوم الأول إلى مباراة الختام.. اتضح ان أداء الفرق ميّت، وان سيرة اللاعبين اعتراها ما يلي:
* تشتّت الفكر الهجومي.
* عشوائية المناولات.
* سيطرة حلم التفرد والبطولة الشخصية (انعدام روح التناغم الجماعي).
* غياب روح الفروسية لدى اللاعبين.
لاحظوا - أيها السادة - اني لا أتحدث بمنطق الامضاء والتوقيع، ولا بمصطلحات النتائج والنهايات، فتلك أشياء لها سياقها الذي لا علاقة له بفاعليات الأحداث وصناعة اللعب داخل الميدان الأخضر، وإنما أعني - تحديداً - السيرة الذاتية الخاصة جدا بكل مباراة.
الغريب العجيب الذي أصبح الآن غير عجيب ولا هو بالغريب هو: أن المشاهد المتابع كان يعيش لحظات من الوهج النفسي، ويتهيأ لمشاهدة مباراة محترمة وعرض مثير غير انه وبعد ربع الساعة الأول يتشتت ويصابُ بالوهن، وبعد لحظات يُشاهدُ بأم عينه (وهجه النفسي، وتألقه الذاتي) وقد خر صريعاً بالقرب من قدح الشاي الذي مزج فيه سُكَّرَ تشجيعِهِ بنكهةِ حَمَاسِهِ بلون انتظاره، فإذا بكل شيء يتبخّر، ويذهب سُدى..
ولكي لا يتشعب هذا التناول، ويَنْقَصَّ ظهر هذا الحديث سوف أخص جانباً واحداً فقط من جوانب الاخفاق في دورة الخليج الماضية، وهو جانبُ.. أو مسألةُ.. أو قضيةُ: (التفريط بالهدف في اللحظات الحاسمة الاخيرة)..!
ثِقُوا أيها العارفون بأن تلك الكارثة التي كانت تتعب الأعصاب، وتفتت الانبهار، وتطفئ اللهفة بالفقدان انها كانت (قاسماً مشتركاً قاهراً) في جميع مباريات (الدورة) بدون استثناء:ما الذي يحدث للاعبين؟ وما الذي يُصيبُ (الهدّاف) الذي ليس بينه وبين المرمى حاجز ولا عازل؟! ما الذي ينزل على مجموعة المنطلقين بالكرة فيسلمونها للحارس بكل امتنان؟! والله لست أدري!!
لا.. بل يمكن أن ندري جميعاً في لحظة تأمل صادقة وهي تلك اللحظة التي نُقارنُ فيها فرق الخليج في بداية التسعينات الهجرية ومُنتصفها بفرق الخليج اليوم.
الحقيقة المذهلة المرعبة أن المقارنة غير واردة.. وعليكم الباقي!!
|