لا يشك أي متأمل لما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من غزو فكري وعقدي وأخلاقي.. ويظهر ذلك جليا في المجالات الإعلامية المرئية منها أو المسموعة التي تبث سمومها مركزة على أعظم حصن يمكن من خلاله النفوذ والسيطرة والتأثير على قيم الأمة وأخلاقياتها وسلوكها.. (ألا وهو جانب المرأة).. ولقد استوقفني مقال للكاتب زبن بن عمير الذي انتقد فيه البرامج التي عرضت مؤخرا ك(ستار أكاديمي) أو سابقا ك(سوبر ستار) أو.. أو.. قائمة لا يمكن أن تنتهي من البرامج التغريبية العفنة التي نسخت من واقع الغرب وسلوكياته المنحرفة.. ثم نقلت إلينا بما تحويه من انفلات وتفسخ.. دون مراعاة لقيم الأمة ومبادئها.. بل وحتى معتقداتها..!!
والواجب على كل مسلم حيال هذا العفن الفني التغريبي القادم.. أن يحصن أسرته أولا ببيان قيمة المرأة في الإسلام، وأن سر عزها وكرامتها وشرفها.. يكمن بالحفاظ على موطن ذلك وهو ب(حجابها وعفافها وحيائها).. ثانيا أن يستشعر رب كل أسرة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشّ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) ولا شك أن من أعظم الغش للرعية توفير وسائل الفساد وقنوات الإفساد.. لتعبث في قيم الشباب والفتيات دون حسيب ولا رقيب..!!
فمتى ما انساقت الفتاة المسلمة خلف هذا النعيق.. وهرولت وراء هذه الدعاوى المبطنة بنداءات الحرية المزيفة.. فلا شك أن هذه المراحل الخطيرة في حياة الجوهرة المصونة.. ستقودها إلى الانحراف الخلقي والسلوكي.. ثم ينتهي بها الأمر إلى التمرد على القيم الإسلامية.. فتصبح بوقا لمطالب الغرب من حيث لا تدري! كما هو الحال في بعض من يكتب عن واقع المرأة ويتباكى على حالها في بلاد الإسلام وأنها لم تنل مرادها.. ولم تبلغ مناها.. ولم تلحق بركب المرأة (السلعة!) الغربية المتحضرة.
ولعلنا نلقي نظرة سريعة.. ونعرض جولة لحال المرأة في الغرب.. التي ينادي بمحاكاتها بعض المُغرَّر بهم من أقوامنا الذين يريدون من فتاتنا المسلمة أن تتخلى عن أعز ما تملك لتنال حريتها المزعومة!!
ولندع الأرقام تتحدث فهي أبلغ في إجلاء وتوضيح صورة المرأة المتحضرة في الغرب:
ففي أمريكا مثلا هناك مراكز دراسات وبحوث أمريكية عديدة بدأت في نقد الظواهر الاجتماعية وتحليل وضع المجتمع الأمريكي منذ وقت بعيد.. فقد قرأت في إحدى تحقيقات مجلة (الأسرة) حول هذا الموضوع:(إن إحصائيات بعض تلك الدراسات تقول: إن (1.553.000) حالة إجهاض أجريت على نساء أمريكيات في عام واحد!! 30% لفتيات لم يتجاوزن سن العشرين، بينما تقول الشرطة إن الرقم الحقيقي ثلاثة أضعاف ذلك!.
ومنها: أنه يتم اغتصاب امرأة واحدة كل ثلاث ثوانٍ!! وأن أربعة آلاف امرأة يقتلن كل سنة على أيدي أزواجهن أو من يعيشون معهن..!!
وتحكي فرنسا ضياعا آخر أيضا: ففي التقرير السنوي للمعهد القومي INED ذكر أن 53% من الفرنسيات يضعن أطفالا خارج حدود العلاقات الزوجية المشروعة!!.. وفي التجارة بالمرأة والدعارة تشتكي الشرطة الدولية - الإنتربول - من تجارة الدعارة في أوروبا وتقول: إنها الأسرع في العالم حتى أصبحت تجارة دولية تدخل 7 بلايين دولار سنويا..).
فهذا هو واقع المرأة التعيس في الغرب.. وأوروبا.. فماذا يريد الناعقون في بلاد الإسلام من إخراج المرأة من بيتها ومزاحمتها للرجال.. والتركيز على ذلك من خلال برامج إعلامية هابطة تدعو لذلك؟!!
هل يريدون أن ينتهي بنا الحال لنلحق بهذا الركب المأساوي ونسايره!
وأخيرا أقول: إن هذه الدعاوى التغريبية الصريحة.. لانفلات المرأة المسلمة من حصنها.. الذي بكت الغربيات حزنا وأسفا عليه.. لتحاول الفتاة المسلمة.. عبثا أن تصل إلى السراب الذي تلمح لمعانه من بعيد.. فما تلبث إلا أن تخسر كل وأعز شيء في حياتها..
ولا أدل على أن فتاتنا المسلمة مستهدفة من مقولة أحد حاخامات اليهود في التخطيط للسيطرة على المجتمع المسلم بقوله: (إنكم لن تستطيعوا الانتصار على الشرق حتى تنزعوا حجاب المرأة وتغطوا به القرآن!!).حفظ الله فتياتنا ونساءنا من كيد الأعداء وأبواقهم.. آمين.. والسلام.
عبدالعزيز السعدون/بريدة
|