أبرزت التصريحات الأولى للفائز في الانتخابات الإسبانية -الاشتراكي خوسيه زاباتيرو-الأهمية القصوى للوضع في العراق وتأثيراته على مجمل السياسات الدولية مجتمعة وعلى الأوضاع داخل كل دولة، حيث وعد أنه سيسعى إلى سحب قوات بلاده من العراق إذا لم تتول الأمم المتحدة الإشراف على كامل العملية في العراق.
وعكست هذه التصريحات آمال وتطلعات العديد من دول العالم في أن تكون الأمم المتحدة وليس أية دولة منفردة أو مجموعة دول هي صاحبة الكلمة الأولى في هذا البلد في غياب الحكم الوطني.
وذلك باعتبار أن الأمم المتحدة تعكس إرادة دولية ولا تمثل بالتالي مصالح هذه الدولة أو تلك، وأن وجودها بدلاً من قوة محتلة سيوفر الكثير من الصدقية والموثوقية إلى حين انتقال السلطة إلى الحكم الوطني.
ومع ذلك، ودون الاستغراق في واقع لم يعد موجوداً، نشير إلى أهمية عدم انفراد الدول بتقرير مصير دولة ما، وأن التجربة العراقية بما فيها من احتلال ينبغي ألا يُسْمَح بتكرارها في أي دولة أخرى، وأن ذلك لا يتحقق إلا بإرادة دولية قوية من خلال الأمم المتحدة.
وقد كان الوضع في العراق حاسماً في الانقلاب الكبير الذي حدث في إسبانيا والذي جاء بالاشتراكيين وأقصى المحافظين بقيادة رئيس الوزراء الحالي ازنار وذلك نتيجة للمعارضة الشعبية الواسعة لدخول إسبانيا حرب العراق إلى جانب الولايات المتحدة، ومع ذلك فإن الأداء الاقتصادي القوي للمحافظين كان سيشفع لهم لولا التفجيرات الإرهابية التي لم يحسن المحافظون التعامل معها من خلال تحميلهم منظمة إيتا المحلية مسؤوليتها على الرغم من دلائل هنا وهناك تقول بغير ذلك وترجح مسؤولية تنظيم القاعدة عنها.
وبافتراض أن القاعدة هي المسؤولة فقد كان من بين مبرراتها الوضع في العراق وهو ما أعاد فتح جرح قديم وأثار شجون الإسبان وأحزانهم المتعلقة بمعارضتهم القوية لتلك الحرب وبالذات إرسال قواتهم للقتال إلى جانب القوات الأمريكية ثم عودة أفراد من القوات الإسبانية داخل نعوش ما زاد حدة النقمة على حكومة خوسيه ماريا ازنار.
|