* كتب - محمد العيدروس:
تشكل المملكة أكبر سوق للذهب على مستوى الشرق الأوسط وتتبوأ المركز الرابع على مستوى العالم في حجم الطلب وتداول الذهب والمجوهرات. ووفقاً للخبير الاقتصادي إحسان أبو حليقة فان قرار سعودة أسواق الذهب السعودية سيوفر 30 ألف وظيفة للشباب السعودي.
وعلى الرغم من دخول قرارات السعودة لأسواق الذهب ما زالت عملية تفعيل القرار تسير ببطء شديد وتأرجح ما بين الإغلاق وهو الخيار الأوحد أمام المحلات التي لا تتمكن من تنفيذ القرار، أو التوظيف العشوائي لأيً من الشباب السعودي دون تأهيلهم بعناية.
*******
يؤكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض الأستاذ عبدالرحمن الجريسي في تصريحات ل(الجزيرة) ان الجميع مع السعودة وإيجاد وظائف للشباب السعودي في هذا القطاع، ولكن لا بد من معالجة الوضع بأبعاده المختلفة.
ودعا الأستاذ الجريسي إلى محاسبة أولئك الأشخاص الذين يملكون محلات ذهب ويتسترون على الغير، ووجوب إيقافهم ومعاقبتهم حتى لو أغلقوا معارضهم ومحلاتهم التجارية.
واستدرك.. ولكن إذا كانوا سعوديين ولم يجدوا شباباً مؤهلاً للعمل في معارضهم بشكل فوري وجماعي فيجب مساعدتهم، لأن ذلك يخدم المصلحة العامة والأهداف الوطنية.
وشدد رئيس الغرفة التجارية في هذا الصدد على ضرورة عدم أخذ أولئك العمال النظاميين (الرسميين) الذي يعملون تحت كفالة أصحاب معارض الذهب وإبعادهم فوراً أو سجنهم، لمجرد أننا نريد تطبيق قراراً.
وقال.. ان ذلك يسيء بالدرجة الأولى للمملكة ويسيء لسمعتها ولا يخدم شعبنا، كما انه لا يعطي الصورة المشرفة أمام أصدقائنا وشركائنا، مشدداً في هذا الصدد على ضرورة معالجة الوضع من كافة جوانبه.
وتطرق الأستاذ الجريسي إلى وضعية أصحاب المعارض المقفلة لعدم قدرتهم على تنفيذ القرار وقال.. نحن دائماً وأبداً ننادي بأعلى الصوت :(يا سعودي وظف السعودي.. ابن البلد) ويجب النظر للمصلحة الوطنية ومصلحة المملكة كعنصر أهم.
ومضى يقول.. (ولكننا لا يجب ان نأخذ عاملاً نظامياً أخطأ كفيله في الأساس ونزجّ به في السجن. فهؤلاء لا ذنب لهم ويعملون نظامياً ولهم إقامات قانونية).
الإغلاق ما زال مستمراً !!
على صعيد آخر ما زالت عشرات معارض ومحلات الذهب مقفلة حتى يوم أمس.
وأفاد عدد من مسؤولي تلك المعارض انهم في طريقهم إلى استئناف نشاطهم بعد ان تمكنوا من تعديل أوضاعهم وتوظيف شباب سعوديين مؤهلين.
فيما امتنع آخرون عن التعليق.
الجميع يمتنع عن التصريح
حاولت (الجزيرة) الاتصال بأكثر من مسؤول معني مباشرة بشؤون الصناعة والذهب والمجوهرات، وكان الرفض التام هو السمة السائدة في ردودهم، وامتنعوا عن الإدلاء حتى بآراء شخصية أو عامة عن هذه القضية بالذات واكتفوا بالقول.. (ليس لدينا إذن بالتصريح).
رواتب الأجانب تفوق السعوديين
مفاجأة أخرى تمخضت عبر جولة سريعة في بعض معارض الذهب والمجوهرات، حيث تأكد ل(الجزيرة) ان المعدل المتوسط لرواتب الأجانب في أسواق الذهب بدءاً من البائع العادي إلى الصائغ تبدأ من 2800 ريال وتنتهي ب 6000 و8000 . وهو ما يؤكد مقولة ان تفضيل العامل الأجنبي لتدني راتبه أمر لا يمت للواقع بصلة من بعيد أو قريب.. والذي يحدث الآن ان توظيف الشاب السعودي في معرض ذهب لا يتجاوز في أحسن الأحوال ال3000 ريال فقط.
ماذا يقول الشباب السعودي
وليد الفريح وعبدالله العنزي من الشباب السعودي الذي انخرط في العمل بهذا المجال منذ ثلاثة أشهر.
سألناهما.. ما هي ردود فعل العملاء نحوكم وهل ما يقال ان الأسرة السعودية لا تفضل ان تتعامل مع شاب سعودي يمكن تصديقه؟!
يقول وليد: يحدث مثل هذا الأمر ولكن بنسبة ضئيلة للغاية، وكثير منهم تعود من السابق على الأجنبي وتفاجأ ان أمامه شاباً سعودياً، ولذا فقد ألمس في القلة القليلة منهم علامات اندهاش.
ويتفق زميله عبدالله العنزي مع تلك الرؤية قائلاً: في الأساس ان أغلبية من تأتي لها هدف معين وهو الشراء فقط، وبالتالي فقد لا يبالي بأمور أخرى طالما وجد التعامل والاحترام والاهتمام به.
|