في حديثي مع سمو أمير منطقة القصيم.. وعندما أثنيت على هذا المبنى ومعماريته وجماليته.. قال سموه.. نحن لا يهمنا المبنى.. ولا تهمنا القاعات ولا الصالات.. ولا يهمنا فخامته.. بقدر ما يهمنا.. أن نخدم هذا الإنسان.. وأن نشعر بأن الجميع هنا.. في خدمته.
** يقول سموه.. يهمنا أن نكون دوماً.. في خدمة أبناء الوطن.. وتذليل كل ما يواجههم من صعوبات.. وحل جميع ما يصادفهم من مشكلات في أسرع وقت ممكن وأن يبقى المواطن سعيداً.. لكي يلتفت للعمل والعطاء والإسهام في التنمية.
** لقد وجدت سموه قريباً من قلوب الناس.. ولعل اهتمامه بالناس وحرصه على تلمس مشاكلهم واحتياجاتهم.. والمسارعة إلى خدمتهم وإلى حلِّها.. جعل مكانه عميقاً في قلوبهم.. واحتل مساحة ليست هيِّنة في نفوسهم.
** يقول أهل القصيم.. إنه يقول.. إننا لا نريد أن نسجن أحداً.. أو نعاقب أحداً أو نضر أحداً.. أو نلاحق أحداً (مهما كان.. مهما كان).. بل نريد أن نعيش.. أهلاً وإخوة.. كلنا حب.. وكلنا مودة.. وكلنا عطاء وتنمية لهذا الوطن.. الذي أعطانا كل شيء.
** أكثر من (13) ساعة من يومه.. يقضيها مع الناس.. حواراً.. ونقاشاً.. وتفاعلاً..
** يسمع من هذا.. ويحاور الآخر.. ويوجِّه الثالث.. ويعمل ويعمل.. حتى صارت المنطقة من أكثر المناطق.. هدوءاً وعطاءاً.
** وسط هذا المبنى الضخم.. ووسط هذا الطراز المعماري الراقي.. يوجد مجلس المنطقة.. وهو مجلس يؤدي دوراً وخدمات لا يمكن إغفالها.. حيث إنه من أنشط مجالس المناطق وأكثرها فاعلية وحضوراً.. ولا غرو.. فهو مجلس منطقة القصيم..
** نعم.. يشدك في هذا المبنى.. أشياء كثيرة.. سواء من حيث التشييد والتميُّز.. أو من حيث الحضور والعمل والإنجاز والفاعلية.
** ومجلس المنطقة.. يتربَّع داخل هذا المبنى بكل ثقة.. ليقدِّم خبراء المنطقة عصارة فكرهم وخبرتهم وتجربتهم وثقافتهم.. لتطوير منطقتهم والتحليق بها عالياً.
** وفي هذا المبنى الرائع الجميل.. هناك صالة مخصصة للنساء.. وبوسع أي امرأة أن ترفع شكواها وتظلُّمها وما لديها لسموه.. دون أن تحتاج إلى قريب أو رجل آخر.. بل هناك مجلس خاص بهن.. يتعامل معهن من خلال نافذة.. ليسمع كل ما لديها.. أو تكتب كل ما تريد في نموذج أُعدَّ لذلك.. ثم تجلس في المجلس حتى تأخذ حقها وكل ما لها.. وتُعطى كامل حقوقها في هذا المجلس.. دون أن تحتاج إلى تردد أو مراجعة جهات أخرى.. لترجع إلى منزلها وقد حُلَّت كل مشاكلها نهائياً في زيارة واحدة فقط.. وهذا ما جعل أهل القصيم يتندرون ويقولون.. إن المرأة هناك.. صارت تخيف الرجل.. لأن بوسعها أن تصل إلى صاحب القرار.. وتعالج كل مشاكلها.. ولم تعد تحتاج إلى رجل يقودها إلى الجهة المختصة.
** لقد اصطحبني الزملاء في جولة داخل مبنى الإمارة.. ووقفت على كل شيء فيها.. ووجدت التنظيم والترتيب والنظافة والنظام ودقة العمل والتعامل.
** كما أن الزملاء في إدارة العلاقات العامة والإعلام.. كانوا في منتهى البشاشة.. وشرحوا لي كل شيء.. غير أني عتبت عليهم.. بأنه لا يوجد في حوزتهم أي كتاب أو برشور أو مجلة.. أو أي منشور عن منجزات إمارة منطقة القصيم.
** تخيلوا.. كل تلك المنجزات والأعمال العملاقة.. التي جاءت في كل ميدان.. وتوسَّعت في كل اتجاه.. وليس هناك كتيب أو منشور يجمعها ويقدِّمها للمتلقي.
** لقد تساءلت كثيراً.. عن سر غياب هذه المطبوعات الضرورية.. التي تُعرِّف الضيف والمتلقي بعمل الإمارة.. وبالذات.. في إمارة كإمارة منطقة القصيم.. واحدة من أكبر مناطق المملكة وأكثرها كثافة سكانية وأكبرها حجماً.. ومن أكثرها أيضاً.. إنجازاً ونمواً وتنميةً.. وتوسعاً وإعماراً.
** لقد ألمحت للزملاء في العلاقات العامة بذلك.. وحاولت الحصول على أي رقم أو معلومة أو شيء مكتوب عن منجزات الإمارة.. أو منجزات المنطقة.. ولم أجد أي شيء.. وهذه الملاحظة تنطبق على كثير من الإمارات في المناطق الأخرى..
** إن من المعروف.. أنك عندما تدخل أي إدارة علاقات عامة.. حتى لو كانت بلدية صغيرة.. أو شركة أو مؤسسة.. فإنك (تُثقل) وأنت خارج.. بالمطبوعات والكتيبات وسائر الإصدارات والمنشورات والصور.
** أما.. إمارة منطقة القصيم.. فقد غاب عنها كل ذلك.. فلا كتب.. ولا نشرات.. ولا صور.. ولا أي شيء.
** وإذا كان موظفو العلاقات والإعلام.. لا يرغبون في النشر ولا في العمل الطباعي.. فإن بوسعهم أن يحصلوا على منشورات ومطبوعات إدارات (الزراعة.. البلدية.. التعليم.. الصحة.. الاتصالات.. المواصلات) ويقدموها لضيوف الإمارة و(ينسترون) أمام الناس.
** كما أن بوسعهم.. وبحسبة بسيطة للغاية.. تصوير بعض المنجزات والمواقع والأماكن التاريخية والأثرية والمشهورة.. والمعالم بالمنطقة.. وتقديمها للضيوف.. بدلاً.. من أن يخرج الضيف (يْدُودِلْ يْدِيْه).
** ومن هنا.. فإني اعتذر للقارئ.. لعدم الإشارة لمشاريع ومنجزات المنطقة ومعالمها.. لأن المعلومة.. كانت غائبة.
** لقد (خرجت كما دخلت) كما يقولون.. ولم يقدِّموا لي ورقة واحدة.. ولا برشوراً ولا شيئاً مطبوعاً أبداً.. وليس لديهم إحصائيات أو أرقام مكتوبة.. عن إنجازات المنطقة.. ولا أدري.. السر في ذلك.. غير أني أعدكم بعودة سريعة إلى هذا الموضوع ومعالجته في زاوية لاحقة.. مع اعتذاري الشديد لإغفال المشاريع والمنجزات للسبب ذاته و(العذر والسْمُوحَة).
|