* جدة - شادي زاهد:
أعاد القضاء البريطاني الاعتبار لرجل الأعمال السعودي خالد بن محفوظ ضد الادعاءات الكاذبة التي أُثيرت حوله مؤخراً بتورُّطه في دعم أنشطة إرهابية. فقد أصدرت المحكمة العليا في لندن اليوم حكماً في دعوة القذف والتشهير التي رفعها ابن محفوظ ضد مايكل غريفين مؤلف كتاب (حصاد الدوامة) (Reaping the Whirlwind) وناشر الكتاب (دار بلوتو للنشر). ويقضي بقيام المؤلف والناشر بدفع تعويض مالي والاعتذار الكامل لشخصه ولشركة نمر بتروليوم؛ نتيجة الأضرار الأدبية والمعنوية التي لحقت به من الادعاءات الكاذبة الواردة في الكتاب المذكور.
وبقبوله هذه التسوية أمام هيئة المحكمة اليوم يكون الشيخ خالد بن محفوظ قد ربح ثاني دعوى قضائية من نوعها في أقل من شهرين بعد أن حصل على تعويض مماثل ضد جريدة ميل أون صندي اللندنية في شهر يناير الماضي.
وكان مايكل غريفين قد ادَّعى في كتابه أن الشيخ خالد بن محفوظ -الذي شغل منصب رئيس مجلس إدارة كل من البنك الأهلي التجاري في المملكة العربية السعودية وشركة نمر بتروليوم النفطية المملوكة لأبناء ابن محفوظ ومقرها لندن- متورِّط في تمويل الأعمال الإرهابية لتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، وأن ابن محفوظ قد عُزِل من منصبه في البنك الأهلي التجاري مع قيام السلطات السعودية بسحب جواز سفره وإيداعه إحدى المستشفيات العسكرية نتيجة لذلك.
كما ادَّعى المؤلف أيضاً أن شركة نمر بتروليوم النفطية مملوكة لشخص على صلة بأسامة بن لادن، ويقوم بدعمه وتنظيم القاعدة مالياً، وأن الشركة كانت طرفاً في مفاوضات مع جماعة طالبان لتمديد خطوط نفطية داخل الأراضي الأفغانية.
وقد قبل كلٌّ من الناشر والمؤلف في جلسة المرافعة التي عُقدت اليوم أمام المحكمة العليا في لندن برئاسة القاضي (إيدي) الإقرار بتكذيب كافة المعلومات الواردة في الكتاب، وبأنها عارية تماماً عن الحقيقة، وأن خالد بن محفوظ لم يكن له أي اتصال بأي شكل من الأشكال بأسامة بن لادن، وأنه لم يَقُمْ في أي وقت من الأوقات بتمويل أية أنشطة إرهابية.
وأقرَّا أن ابن محفوظ قد استقال من منصبه في البنك الأهلي التجاري لأسباب صحية، وأن جواز سفره لم يتم سحبه في أي وقت من الأوقات، وأنه لم يُحتجز في أي مستشفى عسكري من قبل.
كما قبل المؤلف والجريدة الاعتراف أن شركة نمر بتروليوم ليست مملوكة لأي شخص يدعم الأعمال الإرهابية، وأن الشركة لم يكن لها أي تعامل أو اتصال مع نظام طالبان على الإطلاق، بل ليس لها علاقة بأي مشاريع لتمديد خطوط النفط في أفغانستان من الأصل.
وبناءً على حكم المحكمة، تقدَّم كل من بلوتو للنشر والمؤلف مايكل غريفين بخالص الاعتذار عن كافة الأضرار الأدبية والمعنوية التي لحقت بالشيخ خالد بن محفوظ وعائلته من جرَّاء هذه الادعاءات الكاذبة، كما أكَّدا أمام هيئة المحكمة التزامهما التام بإتلاف والتخلص من جميع النسخ المتبقية من الكتاب، مع التعهُّد بعدم تكرار تلك المزاعم الكاذبة. كما قبل كل من الناشر والمؤلف القيام بنشر اعتذار رسمي بذلك في موقع دار النشر (www.plutobooks.com) على شبكة الإنترنت، وفي مجلة (بوكسيللر)، وكذلك في النشرة الدورية للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط. كما سيقوم كل من الناشر والمؤلف بتقديم تعويض مالي عن الأضرار بالإضافة إلى دفع قيمة أتعاب الدعوى القانونية للشيخ خالد بن محفوظ وشركة نمر بتروليوم ضمن إطار تسوية القضية.
وتعليقاً على ذلك صرَّح السيد لورنس هاريس، أحد الشركاء في مكتب كيندال فريمان للمحاماة وممثل هيئة الدفاع عن خالد بن محفوظ وشركة نمر بتروليوم، قائلاً: (لقد أبدى الشيخ خالد بن محفوظ وشركة نمر بتروليوم ترحيبهما بهذه التسوية)، مضيفاً: (عندما نشر المؤلف تلك المزاعم الكاذبة في الكتاب لم يكن أمام الشيخ خالد وشركة نمر بتروليوم أي خيار آخر سوى رفع الأمر إلى القضاء للبتِّ فيها وضحدها. وإنهما يشعران الآن بسعادة كبيرة لتبرئة ساحتهما من تلك المزاعم الخطيرة بعد اعتراف بلوتو للنشر ومايكل غريفين أن كل ما ورد في تلك الادعاءات عارٍ عن الحقيقة تماماً. هذا وقد قرَّر الشيخ خالد بن محفوظ وشركة نمر بتروليوم التبرُّع بمبلغ التعويض إلى صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة- يونيسف).وجدير بالذكر، أن الشيخ خالد بن محفوظ ما زال يلاحق بعض المدَّعى عليهم بالقذف والتشهير بحقه في قضية ماثلة أمام القضاء البريطاني، ضد كل من جان تشارلز بريسار وجولوم داسك، على إثر ما ورد من معلومات مضللة في كتاب صدر منهما. وقد صدر الحكم بالفعل مؤخراً لصالح ابن محفوظ ضد بريسار واثنتين من شركاته لنشر بعض الوثائق على شبكة الإنترنت.
|