يقال التجربة خير برهان ونحن في وزارة التربية والتعليم نقول التعاون مع شركة المراعي المحدودة خير برهان على النجاح بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص فما تحقق للتجربة الناجحة بين وزارة التربية والتعليم وشركة المراعي المحدودة لرعاية وتمويل «جائزة وزارة التربية والتعليم للتفوق العلمي» لأوائل الطلاب المتفوقين والطالبات المتفوقات على مستوى المملكة العربية السعودية في مرحلة الثانوية العامة للعام الدراسي 1424/1423ه خير دليل على نجاح تجربة التعاون والتكامل بين قطاعات المجتمع المختلفة لخدمة الوطن وأبنائه، فمنذ موافقة شركة المراعي المحدودة على تمويل ورعاية حفل الجائزة ولقاء قادة العمل التربوي الثاني عشر والنجاح يتواصل والعمل يكتمل والخبرات تتبادل حتى وصلنا إلى شراكة وطنية ناجحة ومتميزة تعد صورة مشرقة للتعاون المثمر والإيجابي بين التربية والتعليم والقطاع الخاص، ولقد كان لنجاح هذه التجربة بعد توفيق الله تعالى عدة أسباب يأتي في مقدمتها الدعم اللامحدود والمتابعة المستمرة لصاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس إدارة شركة المراعي المحدودة والقناعة التامة لسموه في خدمة هذا الوطن العزيز وأبنائه وبناته وحرصه - وفقه الله - على المساهمة في رعاية وتكريم المتفوقين والمبدعين من أبنائه يضاف لذلك ما يتميز به هذا الرجل الإنسان من وطنية صادقة وحب لفعل الخير واهتمام بالتربية والتعليم فتراه يسارع في المساهمة والمشاركة بالدعم والرعاية والحضور للعديد من المناسبات الوطنية والتربوية والخيرية منها على سبيل المثال لا الحصر وفي أقل من شهر تحديداً رعى سموه حفل جائزة معالي الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي بمحافظة الغاط يوم الأربعاء 1424/12/27ه وفي يوم الأربعاء 1425/1/12ه شرف سموه حفل تكريم الفائزين بجائزة المراعي للإبداع العلمي (التي تمولها شركة المراعي المحدودة) بجامعة الملك عبدالعزيز بمحافظة جدة وفي يوم الاثنين 1425/1/ 24ه لنا موعد مع سموه في تشريف حفل جائزة وزارة التربية والتعليم للتفوق العلمي (التي تمولها أيضاً شركة المراعي المحدودة) والمقرر تنفيذها - بإذن الله - في مكة المكرمة. هذه الجائزة التي حرصنا بعد توقيع مذكرة التفاهم بشأنها بين الوزارة وشركة المراعي بأن تأخذ شركة المراعي المحدودة كامل حقها في الإعلان والدعاية والرعاية قناعة منا بحرص القطاع الخاص على ذلك ولكننا - والحق يقال - وجدنا من المسؤولين في شركة المراعي المحدودة عكس ما نفكر فيه فقد وجدنا أن الدافع الحقيقي وراء موافقتهم على رعاية هذه الجائزة ينطلق من الواجب الوطني والمواطنة والانتماء الصادق الذي يكنه هؤلاء الرجال الأوفياء لوطنهم ومواطنيه وقد لمست ذلك من خلال تشرفي بالإشراف على جائزة وزارة التربية والتعليم للتفوق العلمي مما أتاح لي فرصة التعاون والتواصل والاجتماع والتنسيق مع المسؤولين في هذه الشركة العملاقة التي تعد من الصروح الوطنية والاقتصادية الكبرى التي يفخر بها كل مواطن فبالإضافة إلى أنها تعد أكبر شركة لمنتجات الألبان في الشرق الأوسط وكذلك أكبر شركة منتجة لأغذية متكاملة من الألبان في العالم ونصيبها في الأسواق يبلغ 40% من منتجات الألبان الطازجة في الخليج العربي وتعمل الشركة على تشغيل أكبر مصنع ألبان في الشرق الأوسط تقدر القوة الإنتاجية له ب 1.6 مليون لتر حليب في اليوم فهي كذلك شركة عملاقة في صنع واستثمار قدرات الرجال المخلصين والجادين من أبناء هذا الوطن الذين يعكسون وبصدق نجاح وجدية الشباب السعودي في إدارة كبرى الشركات والمؤسسات وفي مقدمة هؤلاء يأتي سعادة الأستاذ عبدالرحمن الفضلي مدير عام شركة المراعي المحدودة الذي وجدنا منه كل دعم وحرص وتفانٍ على أن تكون رعاية الشركة لجائزة الوزارة للتفوق العلمي أحد الإنجازات التي تضاف إلى التاريخ المشرف والمسيرة المباركة لشركة المراعي المحدودة، ولقد غمرنا هذا الرجل بأخلاقه الفاضلة وتعامله الحسن وابتسامته الدائمة التي جعلتني أشعر أنني أعرفه منذ سنوات فله مني أوفر الشكر وأجزله، أما سعادة مدير العلاقات العامة بشركة ا لمراعي الأستاذ وليد البيبي فقد كان الخط الساخن بين الوزارة والشركة والصندوق البرتقالي لأرقام وأعمال هذه الشراكة الناجحة بين الوزارة والمراعي. رجل عندما تراه تقول ربما أنه من منسوبي وزارة التربية والتعليم ولا ضير في ذلك فهو نتاج إحدى مدارس هذه الوزارة، هذا الرجل الذي لم أعرض عليه أمراً اعترضني إلا وقال ستجد لها حلاً يا علي وهذه ثقة اعتز بها رغم مسؤوليتها الكبرى ولكن - والحمد لله - لم نجد أي صعوبة أو موقف يجعلنا نتأخر في عملنا أو إنجاز مهمتنا، ولقد اكتسبت من أبي عثمان العديد من الخبرات الجديدة التي تعد فرص للاستثمار الناجح في هذه الحياة، ومن يزايد على نجاح الشباب السعودي في العمل بالقطاع الخاص فليتعرف على هذا الرجل ولتيابع جهوده ومهامه وحرصه على عمله وقد اقتنعت بما لا يدع مجالاً للشك أن شبابنا يستطيعون التفوق على أقرانهم من أبناء الشعوب الأخرى إذا أتيحت لهم الفرص ووجدوا الرعاية والاهتمام.
كما اكتسبت من خلال تعاملي مع هذه الشركة العملاقة العديد من الخبرات والتجارب التي أعدها جزءاً لا ينسى من حياتي منها ما يلي:
1 - الانضباط والجدية التي يتعامل بها المسؤولون في القطاع الخاص فلا يوجد لديهم شيء اسمه وقت فراغ أو استراحة محارب بل عمل متواصل وإنجاز متلاحق.
2 - أهمية الوقت والمحافظة عليه والالتزام بالمواعيد فقبل أن تحدد موعد الاجتماع مع أحدهم لابد أن تحدد موعداً لنهاية الاجتماع، ولقد عقدنا مع المسؤولين في الشركة عدة اجتماعات لم يتأخر أحدهم عنها ولو لعدة دقائق.
3 - الدقة في إنجاز العمل فلا يقبل أي عمل دون التخطيط له أو تحديد أهدافه بل وتوقع نتائجه قبل الشروع فيه.
4 - انتماء الموظفين لقطاعهم والحرص على سمعته ونجاحه.
5 - تحدي ومسابقة الزمن في شركة المراعي المحدودة فما يمكن أن يتحقق في عدة أشهر قد يتحقق في عدة أيام.
6 - أهمية تدوين كل شيء فما يقال لابد أن يكتب ولا يكتفى بما يتم الاتفاق عليه شفوياً.
7 - النظرة البعيدة المدى للقائمين على هذه الشركة العملاقة فما يتم التخطيط أو التسويق له لابد أن يكون نجاحه واستمراره طويل المدى ولا يقتصر على عدة أشهر.
8 - العمل المتواصل فلا يعترف القطاع الخاص بموعد لانتهاء العمل بل يتلاحق العمل بتلاحق عقارب الساعة فأعانهم الله على ذلك.
9 - يلاحظ أن التنافس بين المستثمرين في القطاع الخاص يعد من الأسباب الإيجابية للنجاح وذلك في حرص كل طرف على الإبداع والإنجاز والبحث عن الجديد ومسابقة الزمن.
10 - عدم وجود القرار الأحادي أو الارتجالي في شركة المراعي المحدودة فما يقتنع به المسؤول لابد من الشراكة الحقيقية في اتخاذ القرار بشأنه من قبل الجميع والالتزام به مما يجعل الجميع على قناعة بتنفيذه.
وختاماً: فإذا كانت شركة المراعي المحدودة تبني الأجسام بإنتاجها فإنها كذلك تبني العقول بدعمها ورعايتها للمتفوقين والمبدعين من أبناء هذا الوطن العزيز مع الأمل في أن يكون نجاح هذه التجربة بين وزارة التربية والتعليم وشركة المراعي المحدودة مثالاً يحتذى به في التعاون المثمر بين مؤسسة القطاع الحكومي والأهلي وذلك لدعم المسابقات الثقافية والأبحاث العلمية والمنح الدراسية والمشاريع الخيرية والوطنية. والله من وراء القصد،،
* المشرف على جائزة وزارة التربية والتعليم
للتفوق العلمي |